ان تصريحات حسني اللامبارك لقناة العربية الفضائية ليست غريبة على القاموس السياسي العربي الرسمي فقد تحسّر هذا القزم على ماضي (صدام). ( بقلم : علي صلاح )
تمر هذه الايام الذكرى السنوية الثالثة لسقوط صنم الطاغية صدام الكافر وتتزامن مع ذكرى مولد فخر الكائنات
وسيد الأنام الرسول الاعظم محمد بن عبدالله (ص) ومع استقبال العراقيين لهاتين المناسبتين السعيدتين ابى
فرعون مصر حسني اللامبارك الا ان يحاول تعكير صفوهما باتهام الاغلبية الشيعية في العراق وكذلك لشيعة
في البلاد الاخرى بالولاء لجمهورية ايران الاسلامية وهذا الكلام غير المسؤول من زعيم اكبر دولة عربية
يشير بوضوح بيّن الى الجهل المطبق لهذا الزعيم الارعن وغيره لطبيعة تكوين الشخصية العراقية الشيعية
ودفاعها الدائم عن ارضها ودينها ولغتها بعيداً عن المزايدات فثورة العشرين تشهد على مدى وطنية الشيعة
وحبهم لوطنهم حيث انهم ورغم تضحياتهم الجسام تم سحب بساط الحكم انذاك من تحت اقدامهم من قبل الانكليز
وسلب حقهم الشرعي في ممارسة السلطة واعطائها الى الاقليات الاخرى التي قدمت ولائها المطلق لهم ،نعم
لقد اصر الشيعة البقاء ضمن الحدود الجغرافي للعراق دون ان يفكروا بكيان مستقل لهم رغم الحيف الكبير
الذي وقع عليهم والظلم المستمر الذي مارسه الحكام بحقهم حتى وصل الظلم لاحقا الى درجة كان يمنع الشيعي
عن الافصاح بهويته المذهبية ويسمح لغيره وقد تم ارسال الكثير منهم الى اعواد المشانق تحت ذريعة التشيع
اواعلانه فقط .ان تصريحات حسني اللامبارك لقناة العربية الفضائية ليست غريبة على القاموس السياسي
العربي الرسمي فقد تحسّر هذا القزم على ماضي (صدام) وتمنى لوانه كان (عادلا) ولكن من أين يأتي العدل
لابناء الزنى فصدام نفسه كان يكيل المديح والاطراء للكويتيين وقادتهم وحين اقتضت مصلحته الدخول اليها
والسيطرة على ثرواتها واستعباد شعبها ظهر مٌصرحا بان قادة الكويت هم ليسوا من العرب وانهم من (الصٌلبه)
وقد تنكر بقوله هذا لما كان يقول به قبله ولم يحفظ الجميل الذي اغرقه الكويتين به قبل احتلاله لهم وكذلك كان
يفعل هو أوزبانيته لكل من لاينتصر لفكره وعقله المريض حتى حكّام كرة القدم لم يسلموا من التجريح والقدح
والاتهام بالولاء للفرس عندما كانوا لايتحيّزون لصالح منتخب (شين الشباب) عدي الاهوح وعدلون في التحكيم
اثناء مباراة منتخب (عدي)مع أي منتخب خليجي آخر ،اذن التصريح الذي ادلى به (اللامبارك) لم يكن زلة
لسان بل هو استمرار لتسويق فكر قوي متحجّر سقيم لم يقدم شيئا لابناء الامة العربية طوال اكثر من نصف
قرن الماضية سوى الخراب فهذا الفكر كان هو السبب في ضياع فلسطين وتمزيق العرب فيما بينهم وتردي
حالتهم المعاشية وهذا الفكر هدفه دائماً تمجيد التعصف الأجوف والحقد الأعمى والكبرياء الفارغة التي لم
تحقق يوماً ما أرادته الشعوب العربية من قادتها المستبدين .نحن نتمنى للشعوب العربية أن يأتي اليوم الذي
يتخلص فيه من أنظمتهم الديكتاتورية كما تخلصنا نحن في العراق فالديكتاتورية منهج حكم مخالف للفطرة
الأنسانية السليمة ناهيك عن الدين الأسلامي الحنيف الذي لا يرضى به ويمقته ويأمر بالعدل والأنصاف وهذا
بعيد كل البعد عن الأنظمة العربية الحالية والتي بأستبداديتها أنتجت المنهج التكفيري البغيض بحيث أصبح اسم
الاسلام مكروهاً في جميع بقاع العالم ولا يحب أحد أن يذكره بعد أن أصبح مقروناً بالأرهاب الدموي .أننا نطالب
الحكومة العراقية ان تقف موقفاً حازماً من هكذا تصريحات هدامة لأنها تحرض على الأرهاب وقتل أبناء أتباع
آل البيت (ع) وهذا ليس بصعب على الحكومة أن أرادت ذلك حسبما نعتقد .
علي صلاح
https://telegram.me/buratha