اما عن علاقة الحزب الاسلامي مع الجهات السلفية الجهادية والجماعات المتطرفة فهم وجهان لعملة واحدة فالحزب الاسلامي هو الواجهة السياسية التي تتفاوض وتسير بالعملية السياسية مع بقية المشتركين ونجحت في ذلك وبشكل فاعل . ( بقلم : عراقية )
كانت بداية الحزب الاسلامي العراقي في منتصف اربعينات القرن الماضي باسم الاخوان المسلمين كحركةسياسيه وكانوا يعملون في الساحه السياسة تحت مسميات كثيرة كواجهة لهم مثل الرابطة الاسلامية والجبهة
الاسلامية وغيرها والحزب الاسلامي الذي استقروا عليه منذ سنة 1960 الا ان الحكومة انذاك تراجعت عن
اجازة الحزب لعدة اسباب اهمها ان الحزب لم يكن له تاريخ نضالي في العهد الملكي حتى ان رئيس الحكومة
عبد الكريم قاسم قال عن قادتهم : اين كانوا في العهد الملكي اننا لم نسمع بنضالهم من اجل حرية العراق وتخليصه
من الظلم .
كما كانوا ينظروا اليهم وكانهم من بقايا العهد الملكي البائد فقد كان رئيسهم محمد محمود الصواف يعمل علنا
في الاذاعه العراقية وعلى صلة بالملك فيصل الثاني بالقصر الملكي . اما الشيخ امجد الزهار رئيس واجهة
الاخوان المسلمين خلال مدة اجازتها من سنة 1949 _1954 فكان على صلة قوية برئيس الوزراء نوري
السعيد الذي عرف بعدائه للحركات الوطنية . ومن الجدير بالذكر ان الصواف والزهار غادرا العراق بعد اقل
من سنه على قيام ثورة 14 تموز , حيث بدا الصواف يعمل بالتنسيق مع سلطات الجمهورية العربية المتحدة
( سوريا ومصر ) على اسقاط الحكم الجمهوري بالعراق , ويذكر ان الاخوان المسلمين تحالفوا بعد قيام ثورة
14 تموز 1958 مع القوى القومية العربيه المعارضة للثورة وخاصة التحالف مع حزب البعث في معاداة نظام
حكم عبد الكريم قاسم حتى انهم دخلوا مع البعثين في جبهه باسم ( التجمع _ القومي _ الديني ) في الموصل .
وتعاونوا معهم في الانقلاب العسكري الفاشل للشواف في الموصل ( 8 اذار -1959) وبعد فشل الانقلاب اخذوا
يمولون عمليات الاغتيالات السياسية للشيوعيين والبارتيين في الموصل وكركوك وبغداد .
كل تلك الاسباب ادت بالحكومة بحل الحزب وتجميد العمل به من قبل اعضائه انذاك ليعود للعمل في اوائل
التسعينات فالاعضاء الموجودين داخل العراق انخرطوا في صفوف حزب البعث وتبوؤا مراكز مهمه في الحزب
كرفاق فاعلين فيه اما الذين هم خارج العراق من اعضاء الحزب فعاودا نشاطهم في بريطانيا وايضا في اوائل
التسعينات حيث اصدروا صحيفة دار السلام وانتخب اياد السامرائي امين عام للحزب . ومن اهم قياديي الحزب
محسن عبد الحميد _ نصير العاني _طارق الهاشمي _علاء مكي.
هذه نبذة مختصرة عن الحزب الاسلامي وعمق العلاقة بينه وبين حزب البعث فقد تلاقت مصلحتهما معا من اجل
تقاسم السلطة ,ولا توجد غرابه في ذلك لان الرفاق من كلا الطرفين يعملون بمبدا واحد وفكر واحد حتى لو
صبغ بصبغة دينية .ونستطيع الان ان نستبين من سياسة الحزب على الساحة العراقية من خلال مواقعهم و
التصريحات والبيانات والاستنكارات التي تصدر من الحزب على ذلك .
فقد سمعنا الرفيق محسن عبد الحميد بمناسبة المولد النبوي الشريف في مسجد ام المعارك سابقا وام القرى
حاليا وهو يلقي بالتهم والاكاذيب بلغة طائفية ويحاول تاجيج جهة على اخرى امام المحطات الاعلامية, ويحول
ما يفعله هو وحزبه من اجرام بحق الاخرين ان يعكسه لصالحه وصالح حزبه بتقنية عالية ويخرج على الملا
بمظهر المسكين المغلوب على امره , ومن الاقلية التي تحتاج الى اسناد من قبل اشقائهم العرب والمنظمات
العالمية الانسانية من الظلم الذي يتعرضون له من الشيعة او التكفيريون الجدد كما سماهم الرفيق محسن .
علما بان هذا الرفيق و امثاله لا يمثلون هذه الطائفة العريقة ومن الاجحاف بحق الطائفة ان يمثلهم هؤلاء الذين يتمنون
عودة البعث من جديد .
اما عن علاقة الحزب الاسلامي مع الجهات السلفية الجهادية والجماعات المتطرفة فهم وجهان لعملة واحدة
فالحزب الاسلامي هو الواجهة السياسية التي تتفاوض وتسير بالعملية السياسية مع بقية المشتركين ونجحت
في ذلك وبشكل فاعل , اما الواجهة العسكرية لهم فهم تلك المجموعات الاجرامية التي تعيث بالارض فسادا
وانضمام بعثيي صدام لهم حيث زادهم قوة ودقة في نوع العمليات التي يقومون بها . ولكن حصل اختلاف
بالمصالح بين الواجهة السياسية والعسكرية مما ادى بالجهات السلفية ان تقوم باعمال تخريب وحرق المساجد
المصاحف و مكاتب الحزب ونفذت اغتيالات باعضائه كورقة ضغط عليهم للحصول على مكاسب افضل .
من الواضح من خلال التصريحات وبيانات الاستنكار التي صدرت من الحزب الاسلامي النفس البعثي في
مضامينه , فمثلا استنكارهم على جريمة تفجير الامامين العسكريين عليهم السلام وخروج الناس في كل انحاء
العراق استيائا واحتجاجا على تلك الجريمة البشعة , وكانت قد حصلت اعتدائات على 21 من المساجد السنية
وتهديم واحد من قبل بعض العناصر المندسة في الجموع التي خرجت احتجاجا ,وكانت المرجعيه الرشيدة قد
حذرت مبكرا من تلك العناصر واعمالها التخريبية , كان بيان الحزب استنكار عابر للمرقد المقدس واصبحت
التاكيد على ضرب المساجد اكبر واعظم من ضرب المرقد المقدس وقامت الدنيا ولم تقعد الى الان على تلك
المصيبة بحيث نسيت الجريمة الاساسية وغطي عليها , كما وتضاعف عدد المساجد حتى اصبح اكثر من مئة
وستون وحرق المصاحف وقتل العلماء من قبل ما سماهم بالتكفيرون الجدد . اما بيان استنكارهم ضد جريمه
مسجد براثا الطاهر فكانت لغة الاستفزاز فيه واضح حيث الصقوا التهمة بدوائر المخابرات , والجريمة تمت
باطلاق وابل من القذائف اودت بحياة اكثر من خمسين من مصلي جامع براثا وجرح اكثر من مئة حسب ما جاء
في استنكار الحزب الاسلامي .....
فيا قادة الحزب الاسلامي ورفاقه اتقوا الله بما يصدر منكم ,فبالنسبة لما جرى لكم من حرق مكاتب في البصرة
قبل اشهر والاعتداء على المساجد وحرق المصاحف كما تدعون وقتل شخصيات منكم فالجهات الفاعلة
معروفة وانتم اعلم بهم من غيركم لانهم شركائكم الذين اختلفتم معهم وهم نفس الجهة التي تقتل وتذبح وتحرق
المساجد والحسينيات وتسلب وتنهب بالشيعة هم انفسهم الجهات السلفية التكفيرية والبعثيين الذين لا دين لهم
ويحللون عمل انواع الجرائم النكراء وهم انفسهم التكفيريون ولا نعرف ان كان هناك جدد لان خط التكفير
واضح للجميع وما تعرضتم له هو جزء صغير من اعمالهم التي يفتخرون بالقيام بها ويعتبرونها جهادا . واما
بالنسبة لجريمة جامع براثا فالفاعلين كانوا ثلاث من الانتحاريين وليس وابل من القذائف كما ادعيتم وهؤلاء
الذين فجروا جسادهم النتنة هم من ضمن المجموعات التي دخلت العراق والتي وجدت حاضنة لها عندكم
فاويتموهم وملئتم ادمغتهم المريضة بافكاركم التكفيرية ضد الشيعة والتشيع . فيا محسن عبد الحميد الم يكن
في مرقد العسكريين مصاحف وكذلك الم يكن في مسجد براثا مصاحف عندما بعثتم بارهابييكم الى تلك المناطق المقدسة ؟
عراقية
https://telegram.me/buratha