المقالات

طريقة لتنظيف الخيمة /

698 12:27:00 2010-03-16

حافظ آل بشارة

طريقة لتنظيف الخيمة / حافظ آل بشارة hafizbshara@yahoo.comمازال جيران العراق من كل الاتجاهات يتفرجون على مايجري بعد الانتخابات ويترقبون دورة حكم ديمقراطي جديدة هي الثانية في حياة هذا البلد ، هناك عواصم شقيقة فعلت المستحيل لافشال التجربة وما زالت تحلم بتحقيق ذلك الفشل ، بينما هناك شعوب في المنطقة تتحسر وتحلم ان تهطل عليها امطار الديمقراطية كما هطلت على العراق ، العالم معجب بهذه الانتخابات التي حققت نسبة مشاركة تزيد عن 62 % وهو رقم كبير ، لكننا متشائمون ومن حقنا ذلك حتى اننا نردد السؤال : هل يكفي رمي الاوراق في الصناديق لبناء نظام ديمقراطي في العراق ؟ اليس النظام الديمقراطي هو نظام العدالة والتنمية واحترام حقوق الانسان ؟ هل هذه مفاهيم ثقافية عقيدية ام مجرد عناوين سياسية ؟ هذه ليست اسئلة مشبوهة او ترفية ، فتجربة الدورة السابقة لاربع سنوات اثبتت عمليا ان الديمقراطية ليست مجرد تصويت في الانتخابات بل هي قبل كل شيء ثقافة واسعة الانتشار ، ثقافة مبنية على ثوابت مقدسة مثل الايمان دائما بوجود المنافسين وحقهم في دخول المنافسة ، الايمان دائما بمرجعية الامة ورأيها وقرارها ، رفض تركيز السلطة في يد حاكم او مجموعة ، قبول مبدأ الرقابة والتقييم والمحاسبة ، وضع القانون فوق كل شيء واجتثاث الفساد بكل انواعه ، هذه المبادئ دفع العراقيون لاجلها نهرا من الدماء ، المبادئ التي تعطي السلطة للشعب فيسندها بدوره لمن يختار ، فهو مصدر الشرعية وصاحب البيعة ، الدورة السابقة تثبت ان ثقافة الشعب بحاجة الى تطوير لكنها ليست العائق الاكبر امام سير التجربة الديمقراطية لان قوى الممانعة الحقيقية موجودة داخل النسيج السياسي العراقي وليس داخل الشعب ، بعض القوى والاشخاص يعيشون ازدواجية فهم في خطابهم ديمقراطيون وفي سلوكهم ملكيون مستبدون ، لذا نشعر بنقصان الضمانات الكافية لنشوء ديمقراطية راسخة في العراق ، كثير من العراقيين يعتقدون ان امريكا والامم المتحدة هم الذين ساعدونا في تمشية الانتخابات وجميع الفعاليات ذات الطابع الديمقراطي معربين عن خشيتهم من ان نكون مجرد مقلدين وقتيين لهم فاذا رحلوا عنا حسب اتفاقية سحب القوات عدنا الى عاداتنا القديمة ، ويعود مسؤولونا للبحث عن شعب يرقص لهم على ضوء الفوانيس وسط الغبار المتصاعد بسبب التصحر ، اسباب هذا التشاؤم معروفة ومع ذلك لا يمكن اغفال الامور التي تبشر بخير وابرزها ان ايمان الناس بالانتخابات يعني تفضيلهم الخيار ذي الطابع السياسي السلمي في حل مشاكلهم وبناء دولتهم والايمان بثقافة جديدة وادانة خيار العنف خاصة وان اعلى نسب المشاركة في الانتخابات سجلتها المناطق الاكثر تضررا من الارهاب والجريمة المنظمة ، ولكن من اهم ضمانات الاستمرار ان يأتي الفائزون في هذه الانتخابات الى مواقعهم بروحية من يريد ان يخدم لامن يريد ان يحكم او يريد ان يكسب مالا وامتيازات ، ففي ظل ديمقراطية السنوات الاربع الماضية ، شهدنا سرقة اموال بالمليارات ، وتوقف خدمات وفشل وزراء ، وفشل موظفين كبار لم يكونوا مناسبين لمواقعهم ، ووقوع حالات ظلم وفقر وضياع حقوق في اوساط الشعب ، وبقاء مشاكل كبرى بلا علاج ، كل ماشهدته تلك السنوات الاربع من تراجع وفشل قد تم تحت خيمة الديمقراطية الجديدة فمن يضمن لنا ان لا تستمر المآسي نفسها تحت الخيمة نفسها ؟ نعم الديمقراطية ثقافة وليست مجرد صناديق تمتلئ باوراق المصوتين ، واذا جرى الفساد تحت لافتة الشرعية الديمقراطية سوف يعم الاحباط وترى الناس يترحمون على زمن الاباطرة العدول ، لان القضية ليست قضية شكل بل مضمون اخلاقي سيء وخطير يحول الحياة الى جحيم لايطاق ، نقترح ان تشهد السنوات الاربع المقبلة وضع معايير لتطبيق المضمون الديمقراطي وليس الشكل فقط لكي لا نضطر الى احراق الخيمة بعد ان فشلنا في اختراع أي طريقة لتنظيفها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كميل التميمي
2010-03-16
اخي ال ابشاره ان قطار الديمقراطيه على السكة يسير ,صحيح قطارنا قديم يسير بالنفط الاسود وله دخانة يمكن مشاهدتها من على عشرات الكيلومترات ودخانه مخيف للجيران لانه يلوث البيئة ويسبب لكبار السن من الملوك والرؤساء الذين تجاوزت اعمارهم السبعين عاماً ظيق التنفس لكن عليهم ان يتأقلموا مع دخانته .بدل الوقوف على السكه لمنعه من الحركة واما من يحاول نسفه بعبوة من السياسيين العراقيين فسيكون مصيره خبر مفاده انفجار عبوة بصاحبها عند محاولة زرعها في طريق القطار السريع وأزف الخبر الى ال ابشاره
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك