المقالات

وماذا بعد براثا ؟

2128 19:49:00 2006-04-13

هذا الارهاب الوحشي تجاه العراقيين مسلسل لا يلمس المواطن افاقا لنهايته رغم امكانية بدايته حينما ضرجت دماء الشهيد الصدر ارض العراق في 9 نيسان 1980، وكان يحلم الكثير ان يسدل الستار عليه في 9 نيسان 2003 . ( بقلم: بقلم الدكتور ابراهيم بحر العلوم )

ماذا بعد الجمعة السوداء، حيث تقطعت اوصال اكثر من ثمانين من المصلين وطالت شظايا الحقد والارهاب

المئات من الجرحى الذين جاءوا لتأدية الفريضة في بيت من بيوت الله المقدسة بقلوب عامرة بالايمان

والسماحة وحب الوطن وذهبوا مضمخين بدم الشهادة للقاء ربهم، ولكن السؤال الى متى يهدر الدم العراقي

الزكي بدون حساب بفعل الهجمات الارهابية التي تحصد ارواح الابرياء العراقيين كل يوم بالمفخخات والاحزمة

والعبوات الناسفة بكل حقد واصرار حتى اصبح الموت زادهم اليومي؟

هذا الارهاب الوحشي تجاه العراقيين مسلسل لا يلمس المواطن افاقا لنهايته رغم امكانية بدايته حينما ضرجت

دماء الشهيد الصدر ارض العراق في 9 نيسان 1980، وكان يحلم الكثير ان يسدل الستار عليه في 9 نيسان

 2003 غير ان الايادي التكفيرية وازلام النظام البائد ابت الا الاستمرار في تصعيد وتائر الارهاب والعنف

بشكل همجي في غياب الدولة وضعف الاجهزة الامنية حيث اصبح المواطن هدفا سهلا لكل هذه العناصر

الفاسدة التي تلاحقه في بيته وعمله وحتى في ساعات العبادة في بيوت الله الامنة وامسى المواطن باحثا عن

حقيقة الدولة التي تحمي مواطنيته.

ان اخطر ما يواجه المواطن هذه الايام ليس الارهاب لوحده وانما بوادر الاحباط الذي يعيشه في امكانية قياداته

السياسية في التوصل الى تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على استتباب الامن واستقراره. فقد اعتاد ان يصبر

نفسه في مواجهة المحنة وبرهنت الايام على عطائه وهذا حقا ما لمسناه من عزم وتصميم في خلال زيارتنا

لجرحى مجزرة براثا ولكن مبررات التأخير في العملية السياسية قد لا تبدو مسوغة وتساهم وبدون شك في

زيادة الفراغ السياسي وتزيد من دائرة شكوكه بفعل دوامة الحراك السياسي المعاش التي لا ترتقي الى معاناته

ومأساته وحجم محنته، والذي نخشاه من تعمق هذا الشعور ليتحول الى ازمة ثقة بخياراته السياسية بسبب

عدم وجود نضوج سياسي قادر على حسم الامور وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والفئوية

والحزبية وتركه في مهب الريح.

وتشتد وطأة المعاناة عندما يفتقر المواطن الى شعور حقيقي بوجود تعاطف جاد من دول الجوار وخاصة العربية

للمساعدة في اخراج البلاد من هذه الازمة الخانقة اضافة الى عدم وجود مبادرات جادة للتصدي الحازم لتحجيم

العمليات الارهابية من اجل حماية ارواح ومقدسات العراقيين. فلم يتفاعل الصوت العربي والاسلامي امام

المجازر بالشكل الذي يساهم في تضميد الجرح. اقول بدلا من ان يتحرك الضمير العربي ليتضامن مع اخوانه

في المحنة تاتي تصريحات الرئيس المصري لتزيد من الآمهم ومعاناتهم. لقد كانت حقا محاولة لسلب العراقيين

هويتهم وعروبتهم وانتماءهم للوطن في الوقت الذي كنا نتطلع ولازلنا لدور عربي ايجابي وخاصة من مصر

لدعم العملية السياسية في سبيل بناء عراق يشارك فيه الجميع. غير ان تصريحات الرئيس المصري خلقت

اجواء من الاسى والاسف في الشارع العراقي وزادت من جراحاتهم وانعكس ذلك في ردود الفعل الرسمية

والشعبية. ان النيل من وطنية العراقيين وولاءهم للوطن قضية تستحق البحث عن دوافعها ولكنها في الوقت

نفسه تكشف عن البعد الشاسع عن معرفة حقيقة الوضع السياسي والاجتماعي للمجتمع العراقي والتجني على

الحقائق التأريخية. ان المؤلم ان يأتي التشكيك بعروبة العراقيين هذه المرة من مصر العربية لنردد معا وظلم

بني القربى اشد مضاضة. ان هذه التصريحات لا تساهم اطلاقا في ردم الفجوة التي يعيشها العراق من جراء

الفراغ العربي في وقت يحرص العراق منذ التغيير على ان تلعب دول الجوار العربية والجامعة العربية الدور

المطلوب لمساندة العراقيين في حربهم ضد الارهاب ودعمهم في رسم مستقبلهم السياسي الواعد.

الدكتور ابراهيم بحر العلوم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك