وينضم إلى فريق السخفاء سخيف أخر ذلك هو سعود الفيصل وزيرالخارجيةالسعودية الذي اصر بشكل ملفت للنظر في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية الاسباني يوم امس على انه ما يجري في العراق اليوم انما هو حرب اهلية. ( بقلم : علي عبد الهادي )
لغرض التماس المبررات الكامنة وراء التصريحات الأخيرة للرئيس حسني مبارك ، التي حكم فيها - علىالشيعة العراقيين خصوصا ، وعلى الشيعة في جميع أوطانهم الأخرى عموما - بقوة الولاء لإيران ، وضعف
ولائهم لأوطانهم ينبغي أولا أن نضع هذه التصريحات – الأحكام – في احد مجالات المعرفة الإنسانية . واعتقد
انه يحسن بنا أن نبتعد عن مجال المعرفة بتاريخ الفرق والطوائف والأديان . بداهة أن الحديث واللقاء الذي
قدمته الفضائية العربية كان حديثا سياسيا ، و بداهة أن حسني ليس بجاهل بتاريخها تمام الجهل ، و إلا فانه
يعرف تمام المعرفة أن القاهرة عاصمة بلاده مصر قد أسسها الشيعة الفاطميون ، وليس احد من سواهم قد
قام بذلك التاسيس ، ويعرف أيضا أن في مصر وحدها اليوم ما يزيد على مليون شيعي – كما ذكرت بعض
المؤسسات من داخل مصر – المجلس الأعلى لرعاية شيعة أهل البيت - لا يستطيع احد أن يطعن بوطنيتهم
وانتمائهم لمصر .إن المجال الصحيح لتلكم التصريحات هو المجال السياسي اللعين . المجال الذي أصبح عند
الحكام العرب مباءة للفساد والإفساد ، ومرتعا للتهم والطعن واللعن ، إلى غير ذلك من أساليب الشذوذ
والانحراف من التي يجيدون استخدامها ويحسنون صنعها . لذا يجب أن نبحث في المجال السياسي عن مبررات
هذا التصريح الأحمق ، التصريح الذي نقل حسني – في نظر أكثر العراقيين - من مرتبة الخفيف في عهد أكثر
الحكام العرب حمقا وتفاهة – عهد صدام هبل القومجيين ومعبودهم – إلى مرتبة السخيف في عهد العراقيين
الجديد . ومن البداهة – أيضا - أن نجد الإنسان متوترا قد اخذ القلق منه مأخذا كبيرا حينما تتعرض أنانيته
ومصالحه الخاصة إلى مخاطر جدية ، تهددهما بالزوال والأفول .وتأسيسا عليه أرى أن من المناسب هنا أن
نلتمس مبررات تصريح السخيف – حسني – في المخاوف التي يثيرها - في نفسه ، و نفوس بعض الحكام
العرب - نجاح العراقيين في بناء دولتهم الجديدة ، ونجاحهم في صناعة النظام السياسي الجديد ، الذي يكفل لهم
حياة حرة كريمة ، وان نجد تجليات هذه المخاوف في تصريحاتهم المثيرة للفتن ، وفي أعمالهم القذرة المساندة
للعمليات الإرهابية التي تجري في العراق اليوم . وينضم إلى فريق السخفاء سخيف أخر ذلك هو سعود الفيصل
– وزير الخارجية السعودية - الذي أصر بشكل ملفت للنظر - في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير
الخارجية الأسباني يوم أمس - على أن ما يجري في العراق اليوم إنما هو حرب أهلية ، وتصريحه هذا يكشف
عن رغبة دفينة في نفسه ، تلك هي انه يتمنى - لخوفه من العراق الجديد القادم - أن تحصل حرب أهلية في
العراق ، تدرا عنه المخاوف التي تهدد متعته ، ومتعة آل سعود في لذاذات السلطان والصولجان في مكة
والحجاز . و إلا فانه يعرف تمام المعرفة بان القتل والذبح والتفخيخ إنما يجري على الهوية ، ومن قبل
التكفريين الذين يصدرونهم إلى العراق ، و من قبل ازلام النظام البائد ، وأتباعهم من الطائفيين السياسيين
بقصد إشعال الحرب الأهلية ، التي لم تشتعل لحد اليوم مما أثار فيه الحنق والغيظ ، فأعلن اشتعالها عنادا
ورغبة قذرة مريضة يعيشها لن تتحقق له بإذن الله . ومما يكشف عن وجود هذه الرغبة القذرة هو محاربتهم
للإرهاب داخل بلدانهم ما وسعتهم الحرب إلى ذلك من سبيل ، وسكوتهم بل ودعمهم للإرهاب في العراق
ما وسعهم الدعم إليه من سبيل ، نعم انه الخوف حد الفزع من خروج العراق من مأزقه إلى بر العافية والأمان
، عراق لا ينوء بحمل بأوزار الديكتاتورية اللعينة كما ينوء بحملها الشعوب العربية في أوطانها ، عراق كل
شيء فيه واضح ومكشوف بلا دهاليز مظلمة ولا صفقات تآمر تعقد تحت جنح الظلام ، مثل تلك التي دأب النظام
السياسي العربي على انتهاجها حتى أصبحت جزء من تكوينه وبنيته . إن الموقف الجميل الرافض لتصريحات
السخيف حسني الذي أعلنه جميع الفرقاء السياسيين العراقيين ، إلا من شذ منهم - الذين قد لاقت تصريحات
السخيف في نفسه رواجا وقبولا وفرحا واستبشارا - إن هذا الموقف الجميل ليكشف عن وحدة العراقيين ،
وعن وطنيتهم الرائعة ، وتمسك بعضهم ببعض إزاء المتربصين بالعراق وبالعراقيين الدوائر ، عليهم دائرة
السوء ، ولعنة العراقيين الشرفاء . إن مخاوف النظام العربي من العراق الجديد لم تعد بخافية على احد
متابع لمنهجه السياسي ، وعارف بطبيعته الديكتاتورية ، ونزعته الشمولية ، وهشاشة أسس وجوده ، وعمالته
للقوى الأجنبية – الاميريكية والفرنسية والإنكليزية و ... - ولم يعد بخاف - أيضا - أن رياح التغيير السياسي
القادمة من العراق سوف تضرب النظام العربي عموما ، والجوار الإقليمي للعراق خصوصا في أسس شرعية
وجوده ، إن وجدت أسس شرعية له . أن هذه المخاوف يثيرها ويحفزها فيه- النظام السياسي العربي - هذا
العقد المبرم بين جميع العراقيين ، والذي مفاده أن يشترك جميعهم في صناعة وتكوين العراق الجديد ، عراق
ينعم به العراقيون بالكرامة وبالعز ة والرفاه ، أما اؤلئك الرافضون لهذا العراق المشرق فلهم البحر يشربون
منه حتى يرتون . علي عبد الهادي / العراق
https://telegram.me/buratha