مجاميع متفرقة من النساء والرجال ، شيوخ واطفال جاؤوا بلاوعي الا وعي المصيبة بعد ان سمع كل منهم بفاجعته جاؤوا يتسلمون جثث احبتهم يركضون نحو الثلاجة وكانهم يحاولون ان يخرجوهم من جوف الثلاجة احياء . ( بقلم : هشام الشمري )
قبل كل شيء اود ان أُعَرِّفُ الحب الذي أنوي أن ارسله الى (القادة) العظام الضرورات الذين لم تنجب الأرض
خيراً منهم بعد جرذ العوجة – لا أرانا الله وإياكم يوم إخراجهم من جحورهم بعد حين- !! انه حب رايته في
اعين الناس الذين إفترشوا الارض امام ثلاجة الموتى في مبنى الطب العدلي ، مجاميع من الناس من كل
الاصناف منتشرة تملأ المكان ، شيء واحد كان يشكل رابطاً بينهم و قاسماً مشتركاً انه البكاء لا بل النحيب
والعويل منظر لا اعرف ان كان قادتنا خلف الاسوار الكونكريتية يتصورونه ام لا ؟ واجزم الساعة انهم
لايعرفونه !!!!!!!!!!
مجاميع متفرقة من النساء والرجال ، شيوخ واطفال جاؤوا بلاوعي الا وعي المصيبة بعد ان سمع كل منهم
بفاجعته جاؤوا يتسلمون جثث احبتهم يركضون نحو الثلاجة وكانهم يحاولون ان يخرجوهم من جوف الثلاجة
احياء .يتسابقون الى اخراج الجثث ونقلها الى التوابيت المكدسة امام المبنى كلٌّ اتى بتابوته لينقل به اليوم
حبيباً وعزيزاً ولداً أو أخاً أو أباً ويعد التابوت في الغد لحبيبٍ اخر وكانها سلسلة لاتريد ان تنقطع أو .. هو تنين
لايشبع.كل التوابيت مكتوب على خشباتها وقف !! وهي فعلا منذ عشرات السنين وقف لهذا العراق . اشكال
الناس مختلفة ولكنها متحدة امام مبنى الطب العدلي حديثهم الصمت بعد أن كلَّ كل واحد منهم من كثرة البكاء
وتمزيق الأثواب .. وحديثهم الاخر عن طريقة الموت هل قتل بتفجير عبوة ام سيارة مفخخة ؟؟ رصاصة في
الراس ام جاؤوا به بلا رأس هل جثته كاملة ام مقطعة افضلهم من كان جثته سالمة يمكن التعرف على
ملامحها فلاتتعب عائلته في الاستدلال عليه اما من تفحم فابحثوا عن مكان لم يحترق فيه علكم تعرفون حبيبكم
منه !! ومن كان نصيبه عبوة ناسفة او سيارة انفجرت بالقرب منه فليس لأهله امل في ان يجمعوا كامل اجزائه
فلا ضير ان ياخذوا اجزاء منه واجزاء اخرى لغيره ففي القبر لافرق يذكر بين رأس فلان من صدر فلان . فهم
امام الله عراقيون وهذا يكفي. عجيبة هي أشكال الموت التي أغدق الله بها على العراقيين بمباركة (أصحاب
اللثام والسواد وأصحاب السماحة والنيافة والسيادة ودولة الرؤساء) . امام مبنى الطب العدلي ترى العراق
اليوم واضحا كاملا لالبس فيه فصورة العراق تؤخذ من امام الطب العدلي وهي صورة مقطعية كاملة تحت
مايكروسكوب مقاومة الحياة تتعرف من خلالها على هذا العراق الذي سحبته حماقات ساسته لتوصله الى مبنى
الطب العدلي ليوزع بتوابيت صغيرة على كل العراق!! هذا العراق الذي انتظرناه هذا العراق الذي اردناه
وتجرعنا المر لكي نراه عراق يسلَّم على دفعات من بوابة الطب العدلي وبالدور ، كلٌّ سيأخذ حصته في الدور
فقادتنا مؤمنون بعدالة التوزيع فالعدالة والمساواة شعارهم الذي لاحياد عنه لذلك سيجعلون العراقيين سواسية
في اخذ حصصهم من ثلاجة الطب العدلي اما عاجلا او اجلا لافرق ، وهم (القادة) على اصناف شتى ، فمنهم
من يأمر بالقتل ويدعمه ويحث عليه تحقيقا لاهداف دنيئة خسيسة ومنهم من يرمي هؤلاء الناس في حلق
الموت لانه متمسك برغباته ولايظنن احد انهم لايتألمون فحين يقرؤون الاخبار في صحف الغد او يشاهدون
سبتايتل الفضائيات لابد ان يسألوا او يطلبوا من مساعديهم ان يستنكروا ويدينوا نيابة عنهم اما هم فالله وحدهم
العالم بحالهم مشاكلهم كبيرة وكثيرة لاحصر لها فهم يخرجون من اجتماع يتقاسمون فيه الوزارات ليدخلوا في
اجتماع يتقاسمون فيه ارواح العراقيين فان لم يتوافقوا في الاول فانهم لن يختلفوا في الاخر ابدا فالارواح
يوميا تغادر اجساد العراقيين لانها مثلهم ملت الكذب والنفاق والرياء وملت هذه الاجساد الفقيرة التي فنيت وهي
تنتظر المعجزة وحين جاءت المعجزة جلبت معها سراق الحياة فلتغادر هذه الدنيا الدنية فلم يعرف هؤلاء
المساكين غير البؤس والموت من الكل فكل حاكم جثم على صدر العراق قطع وبطريقته الخاصة الاف الرؤوس
وقطاع رؤوس اليوم وان اختلفوا في مشاربهم ومذاهبهم لكنهم يشتركون مع كل القادة في ان قتلاهم هم
العراقيون المغضوب عليهم والضالين سيأتيهم الدور قريبا جدا فلاتستعجلوا ايها العراقيون فاجتماعات القادة
تمخضت بعد ان طالت فترة عسرها عن قرارات جديدة وكبيرة منها تشكيل لجنة ثلاثية تجمع اراء الأخوة
الاعداء في رجل الامس واليوم وغدا وليد الديمقراطية المنبثقة من الجثث المتفحمة قائدنا الجديد الذي لم
يستطع لحد الان وبعد كل المليارات المصروفة أن يؤمن طريقاً يوصل فيه الموتى الى النجف لجنة ثلاثية لم
تستح من نفسها فهي مصرة على الكذب والكذب فالكذب وهي اليوم تريد ان تجمع كل الفرقاء لتذهب بهم الى
((العباس)) كي يحلفوا براسه على انهم لايريدون الجعفري عندها فقط ربما يقتنع الاخوة ويعدلوا عن ترشيحهم
ليرحموا الناس ويتركوا لكل ثلاث عوائل معيلاً قبل ان يكبر العدد الى خمسة. سوف ينتظر الناس نتائج
المشاورات ومن ثم المشاورات والتنازلات وتليها التنازلات، ولكن ليعلم هؤلاء المتمترسون خلف الاسوار ان
ثلاجة الطب العدلي لاتشبع وان مُلِئَت ورُميَ مازاد من الجثث على الارض كما رأيتها في الامس فانها تعود
فاتحة فاها تنتظر المزيد، والمزيد قادم على شكل حماقات وصفقات من جانبٍ وجثث مساكين من جانب اخر اية
عدالة واية ديمقراطية ؟؟ لقد شوهتم كل شيء وملأتم قلوبنا قيحا افلا تخجلون؟؟
ملاحظة الى / سيد خواتم الائتلاف العراقي الموحد
لقد علَّق أحد العاملين في الطب العدلي على (تحسٌّن) الوضع الأمني قائلاً – اليوم رحمة ، يبدو إن الوضع هادئ إذ لم نتسلم سوى خمسين جثة فقط .. ما يُعَدُّ مؤشراً على نجاح الخطة الأمنية الأخيرة - ... علماً إن الساعة كانت العاشرة صباحاً فقط .
بغداد
هشام الشمري
https://telegram.me/buratha