المهم أن تصريحات الرئيس المصري و الملك الاردني ووزير الخارجية السعودي و إجتماع مدراء مخابرات مصر و الأردن و السعودية في القاهرة وقبل ذلك الفتاوي التي دعمت و شجعت و شرعنت الإرهاب و لعل أشهرها الفتوي التي أصدرها خمس و عشرين من أكابر علماء السعودية و مئات الإنتحارين العرب أو الإستشهادين كما يسميهم أهلهم و الإعلام العربي و هم الذين قتلوا عشرات الألوف من العراقين و دمروا حياة أسرهم. ( بقلم : ناصر علي )
إن تصريحات الرئيس المصري ليس فلتة لسان ولا غلطة عفوية بل هي حلقة في سلسلة الردود العربية
الرسمية و غير الرسمية علي محاولة الشيعة الحصول علي جزء يسير من حقوقهم في وطنهم الذي يمتلكون
أغلب موارده و خيراته والذي ضحوا لأجله أكثر من غيرهم. و تصريح فخامة الرئيس المصري سبقه تصريح
ملك الأردن عن خطر الهلال الشيعي مرورا بوزير الخارجية السعودي و أحد أهم الساسة العرب المعاصرين و
الذي تفاخر و في جلسة استماع علنية في الولايات المتحدة الأمريكية, إنه حارب إيران وهو يقصد بالطبع
المحرقة التي ذهب ضحيتها اكثر من مليونين شيعي من العراق و إيران. تلك المذبحة التي إشتركوا بها جميعا
مع صدام حسين والتي دفع ثمنها أبناء الشعبين العراقي و الإيراني من الشيعة الأبرياء بالدرجة الأولي كما
دفع ثمنها بدرجة أقل شيعة الخليج حيث أسقطت المواطنة عن أعداد منهم كما أدخلوا السجون والمعتقلات و
عذبوا إضافة للتصفية الجسدية التي طالت الألوف لا لشئ إلا لأنهم تعاطفوا مع المظلومين في العراق و إيران
و يكفي مثلا ان في عام تسع وثمانون أعدمت السعودية ستة عشر حاجا شيعيا كويتيا كان عمر بعضهم سبعة
عشر عاما ولم تسلم جثثهم بعد إلي أهاليهم و ذلك فقط لمنع الحج الشيعي خصوصا بعد منع الحجاج الإيرانين
بسبب المذبحة التي إشتركت فيها مخابرات عدد من الدول العربية كما ذكر ذلك فهد القحطاني وهو معارض
سعودي سني. المهم أن تصريحات الرئيس المصري و الملك الاردني ووزير الخارجية السعودي و إجتماع
مدراء مخابرات مصر و الأردن و السعودية في القاهرة وقبل ذلك الفتاوي التي دعمت و شجعت و شرعنت
الإرهاب و لعل أشهرها الفتوي التي أصدرها خمس و عشرين من أكابر علماء السعودية و مئات الإنتحارين
العرب أو الإستشهادين كما يسميهم أهلهم و الإعلام العربي و هم الذين قتلوا عشرات الألوف من العراقين و
دمروا حياة أسرهم. ( إحدي الصحف السعودية نشرت أسماء أربعمائة و ثمانين سعوديا قتلوا في العراق , هذا
بخلاف السورين والأردنين و المغاربة) هذه الردود والأفعال تدل علي وجود مخطط محكم وواضح لدي هذه
الدول العربية لإفشال المشروع العراقي و تدمير العراق بل و إيران أيضا و القضاء علي الشيعة و إرجاعهم
مئات الأعوام للوراء كما فعل بطلهم الخالد صلاح الدين الأيوبي ومع شديد الأسف فإن هذا المشروع المضاد
لحقوق العراقين والشيعة جميعا نجح في تدمير العراق في الثلاث سنوات الماضية كما إستطاع تحويل الإنتباه
عن السعودية راعية الإرهاب السلفي الوهابي إلي إيران الدولة المسلمة و المسالمة و الحضارية و هي اليوم
تعاني من حصار خانق و قد تتعرض لا سمح الله إلي ضربة مدمرة. فيما نجدالدولة التي أنتجت عشرات الألوف
من الإرهابين والمسؤلة المباشرة عن مقتل ملاين الأبرياء أمنة مستقرة. إن ماشجع الدول العربية قيادة و
شعوبا علي تبني هذا المشروع المجرم ضد الشيعة هو ضعف الجسم الشيعي و تفككه و هذا ما شجع الجميع
علي إعتبارالشيعة كل الشيعة فريسة سهلة و غنيمة مضمونة. فالشيعة رغم أنهم يملكون مرجعية دينية أقل ما
يقال عنها أنها عظيمة و حكيمة و يملكون جماهير واعية و مخلصة مستعدة للتضحية إلا أنهم للأسف يفتقدون
القيادة السياسية الواقعية و الشجاعة التي تستطيع أن تقف بوجه الذئاب المتوحشة و تستطيع أن تحصل حقوق
جماهيرها و تمنع الضيم عنهم و تتكفل بأيتامهم و أراملهم. إن المشاريع السياسية الشيعية (إن و جدت) في
مجملها مشاريع حالمة غير منطقية أو مصلحية تتمحور حول عدد محدود من الأفراد. و لعل أبلغ مثال ما يحصل
في العراق حيث رغم كل المأسي التي يتعرض لها هذا الشعب المظلوم نري معظم القادة الشيعة مع الأسف
يتصرفون بطريقة فردية تضع الأشخاص و المصالح الشخصية و الفئوية الضيقة فوق مصالح الشعب و
حقوقه, فبدل أن يجلس كل الزعماء الشيعة مع بعضهم البعض و يضعوا خطط لمواجهة التحديات و الصعوبات
التي تواجههم و من ثم يوزعوا الأدوار فيما بينهم و يصبح الفرد جزء من المشروع و يصبح المبدأ فوق الأنا
وتتحقق مصلحة القادة بتحقق مصلحة من جعلهم قادة. نجد بعضهم يصارع لأهداف شخصية و يسعي لفرض
نفسه في زمن التنظيمات العالمية و في الوقت الذي نري السعودي يتفق مع المصري و القطري مع الأردني
للقضاء علي الشيعة و أنا هنا لا أعمم فالسيد عبد العزيز الحكيم مثلا لم يسعي لأي منصب مع العلم أنه أكثر
من ساهم في تحرر العراقين كما أن د أحمد الجلبي قدم أروع مثل في الزهد و سمو النفس يوم قدم مصلحة
الإتلاف علي مصلحته و تنازل للدكتور الجعفري رغم معرفته بأنه الأقدر علي الفوز بالمنصب. و حال شيعة
العراق لا تختلف عن غيرهم من الشيعة فالوضع في إيران ليس أفضل ويكفي أن وزير خارجية إيران طرد من
الإمارات و السعودية كما رفضت معظم الدول الخليجية إستقبال الرئيس نجاد في بادرة غير مسبوقة بل إن
وسائل الإعلام العربية و المسؤلين العرب يتبارون في الهجوم العلني و السري علي إيران و قيادتها و شعبها
و تحريض دول العالم عليها و لم يسلم حتي مقام الإمام علي بن موسي الرضا حيث فجر من قبل سنة متطرفين
عام ثمانية و تسعين مما نتج عنه مقتل العشرات من الأبرياء بمباركة و صمت عربي, و هاهم رجال الأمن في
إيران يخطفون من قبل عصابات الوهابية وسط تأيد شعبي و رسمي عربي واضح وو ضع الشيعة في لبنان
ليس أفضل حالا فبالرغم من أنهم من حمي و يحمي البلد و هم من ضحي و يضحي إلا أنهم مازالوا محرومين
من أبسط حقوقهم الإنسانية و تعاني مناطقهم من الحرمان والتجاهل و الفقر و الأمراض فيما ينعم غيرهم
بثمرة كفاحهم بل و مازال الشيعي في لبنان مواطن من الدرجة العاشرة لا يحق له أن يصبح رئيس للوزراء أو
للجمهورية بل و الأنكي من ذلك أن عملاء إسرائيل أصبحوا هم من يقيم الشيعة و يحاسبهم. أما في الخليج فقد
تحول الشيعة من تجار ووجهاء إلي موظفين معدمين و بعد أن كانوا أغلبية أصبحوا بفضل سياسة التجنيس و
الإفقار أقلية بسيطة لا تكاد تؤثر كما أن المصالح الشخصية و أجهزة المخابرات قد إستطاعت تحطيمهم و
تقسيمهم ليصبحوا شيعا متنافرين متباغضين. وفي الختام علينا ان ندرك أن السعودية لن تقبل أن يصبح
العراق بلدا مزدهرا و لا أن يعيش العراقي بكرامة و هي التي تراه مجرما كافرا يجب القضاء عليه مما حدا بها
لوضع من لجأ إليها من العراقين في معسكر رفحا في وسط الصحراء و كأنهم (متوحشون أو مجرمين) و
حاشاهم و ذلك في الوقت الذي تمتلئ فيه مدن السعودية بالهنود والأفارقة من المسلمين و البوذ و الهندوس و
السيخ و غيرهم. كما أن مصر لا يمكن أن تسمح للعراق أن ينهض و هي لا تري فيه إلا بقرة حلوب تمتلكها
وتستفيد منها و كيف لا و هي من ربي صدام حسين و ساعد في إيصاله للحكم كما أوصلت من قبل عبد السلام
عارف و عينت عبد الرحمن عارف و إشتركت في قتل عبد الكريم قاسم الذي كانت تهاجمه ليل نهار. و هذا
ينطبق علي قطر التي أحتضنت كل المجرمين و القتلة والتي تسعي لتدمير العراقين من خلال قناة الجزيرة
الطائفية البغيضة و هذا هو حال بقية الدول العربية التي كانت تتبرع بالمليارات لصدام و هي اليوم تتفرج علي
العراقي و هو يموت جوعا و مرضا بل و ترسل السفلة و المجرمين من أبناءها للقضاء علي أي أمل له في
النهوض . و ما لم يفيق الشيعة من غفلتهم و يقدموا ولائهم لمذهبهم قبل أي شئ أ خر فسيدمرون جميعا و
دون تفرقة تماما كما حصل أيام صلاح الدين الأيوبي. فالرئيس المصري قالها بوضوح كل الشيعة ولائهم لإيران
أي إن كل الشيعة خونه و عقوبة الخائن معروفة و علي الشيعة كل الشيعة أن يقولوا له نعم ياسيادة الرئيس
و صلت الرسالة و نعم فهمناها و سنرد عليها و عليكم جميعا بالفعل لا بالقول.ملاحظة أنا أعرف أن الشيعة لا
يمكن أن ينزلوا إلي مستواهم أبدا فطوال التاريخ لم يقتل الشيعة بريئا و لم يفجروا مسجدا و لكن علينا أن نرد
الحجر و أن نعرف عدونا و أن نتصرف كمجموعة و ان نترك أنانيتنا و خلافاتنا فإن الموت في تفرقنا و الحياة
في إتحادنا.
ناصر علي
شيعي من الخليج
https://telegram.me/buratha