ان لعبة الاستنكار بعد كل مجزرة في الشيعة صارت مكشوفة. فماذا يفيد الاستنكار بعد القتل والانتحار. ان المطلوب من السنة بإعتبارهم الطرف المتهم دوليا ومحليا بدعم الارهاب . ( بقلم : محمد حسن الموسوي )
القتل صنفان , قتل بالمباشرة وقتل بالتسبيب. اما الاول فيتم حينما يقتل انسانٌ آخرا ً بيديه مباشرة ً بالذبح كما يفعل شيخ الذباحين وقائد الارهابين (البطل ) العربي السلفي ابو مصعب الزرقاوي محي سنة الذبح بالسكين والرمح او بأي وسيلة أخرى كتفجير المفخخات وزرع العبوات وما الى ذلك وهذا النوع من القتل لاتنفع معه أغنية (لا تزرع قنبلة بالشارع أزرع وردة) لانه ولسوء الحظ فإن رجال (المقاومة الضارية) يستحرمون الاستماع للغناء سواء كان غربياً او شرقياً بما في ذلك أغنية ( أنا شروكَي أنا الما لابس الكَِِصران ولا مركوب طكَطوكََي أنا إلما غيرت ربعي او صرت لوكَي أنا شروكَي أنا جدي ابو الحسنين وليحجي علِي أحسبه أسلوكَِي ) و(السلوكَِي) اجلكم الله الكلب الاجرب السائب الذي يشبه بخلقِهِ وخُلقهِ (الواوي)_ اي أبن آوى_ وهذا النوع من الكلاب السائبة تتواجد بكثرة في المنطقة الغربية من العراق .واما الصنف الثاني فيتم بتهيئة الاسباب المؤدية للقتل من دون ممارسته مباشرة او بالتحريض عليه وهو الشائع الان ضد الشيعة في العراق وفي كل مكان وآخره وليس أخيره هو تشكيك وحيد دهره وفريد عصره فرعون ارض الكنانة بوطنية الشيعة واتهامهم بالذيلية والتبعية والولاء لبلاد فارس وهي كلمة باطل يراد بها باطل ومن قبل اتهمهم ملك البدو الحاذق في الدجل واللغو بسيعهم لإقامة (الهلال الشيعي) والغرض من هذا وذاك تخوين الشيعة ومعروف ان القتل جزاء الخائنين. فكثرة التحريض ضد الاخر تنمي عند القاتل رغبة القتل وتسوغ للجريمة وهذا مايفعله فقهاء التكفير حيث يهيئون الارضية لوقوع الجريمة ضد المُكفر رغم انهم لايمارسون القتل بأيديهم ولكنهم يمارسونه بتصريحاتهم المسمومة وفتاويهم المأزومة وماحدث في مسجد (براثا) ويحدث مع الشيعة يوميا خير مثال على القتل بالتحريض .
ان لعبة الاستنكار بعد كل مجزرة في الشيعة صارت مكشوفة. فماذا يفيد الاستنكار بعد القتل والانتحار. ان المطلوب من السنة بإعتبارهم الطرف المتهم دوليا ومحليا بدعم الارهاب _ بالتأكيد ليس المقصود هنا كل السنة اذ لو خليت لقلبت ولكن المعني ذوي الرؤوس الفارغة والعقول المتجمدة والافكار المتخشبة من اشباه العلماء وانصاف الفقهاء_ ليس الاستنكار فحسب بل المطلوب منهم طرد الارهابين من مناطقهم فلن يجدي الاستنكار نفعا مادام البعض قد حول دياره الى بيئة حاضنة للارهاب ومرتعا ًخصبا ً للعذاب وبؤرة ً للشر والخراب.
ودعونا نتصارح اين يختبئ الارهابيون؟ هل يختبئون في النجف الشيعية ام في السليمانية الكردية ام في تلكييف المسيحية ام في سنجار الايزيدية؟ علما ان ارض السواد تخلو من (تورابورا) او من اقليم (وزيرستان)؟ انهم وبصراحة يتواجدون في اقليم (سنيستان) او ما يطلق عليه بالمثلث السني حيث يصول الارهابيون ويجولون من دون رقيب او حسيب.لا نريد من قادة (سنيستان) استنكارا على الورق بل نريده على ارض الواقع. طهروا مناطقكم من الصداميين والبعثيين والتكفريين والدخلاء تكونوا قد وفرتم على الشيعة المزيد من الدماء تلك الدماء التي ستتحول يوما ما الى طوفان يغرقكم اذا مافلت المارد الشيعي من عقاله وصحا من أفيون أُكذوبة (الاخوة) التي يُصّبر بها نفسه.اذ رغم ما حدث ويحدث لايزال بعض حسني النوايا من الشيعة يصفون قاتليهم بـ(الاخوة) ظنا منهم ان ذلك سيحقن دمائهم.
وتعالوا لنتكاشف أكثر و( أحكيلك على المكشوف وبعينك واكُلك شوف) هل تكفي (ألأُخّوة) _بضم الهمزة_ ان تكون رادعا من وقوع الجريمة؟ التجربة الانسانية تقول لا لا تكفي. واليك الشواهد التأريخية :
لم تردع (الأُخّوة) قابيل من قتل اخيه هابيل ( فغرر له الشيطان قتل اخيه فقتله) وهي اول جريمة حصلت على الارض. لم تردع (الأُخّوة) اخوة يوسف من ان يلقوه في غياهب الجب علما ان يعقوب حذر يوسف من كيدهم ( قال يابني لاتقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا). لم تمنع (الأُخّوة) الاشقاء ان يتقاتلوا فيما بينهم كما حدث مع المأمون العباسي الذي قتل أخاه الامين بدم بارد من اجل الحكم والسلطان. أكثر من ذلك صار قتل الاخوة ُُسنة عند السلاطين العثمانيين وأول شئ يفعله السلطان العثماني اذا ما ضفربالعرش قتله لأخوته بعد ان يستحصل فتوى من مشيخة الاسلام تبررهذا القتل بالخشية من وقوع الفتنة من اخوته ويظهر ان مشيخة الاسلام في اقليم (سنيستان) ماتزال مخلصة للسلطان .
القصد من كل ماتقدم هو اصرار البعض من شيعة العراق على مناداة متطرفي السنة بـ ( الاخوة) ظنا منهم ان هذه الكلمة ستردعهم عن قتلهم اياهم او انتهاك حرماتهم. والغريب ان المتطرفين لا ينادون الشيعة بـ ( الاخوة) ويمكن التأكد من هذا الزعم بالاستماع الى شيعي عراقي , مسؤول كان او فرد عادي, وهو يتحدث عن السنة فستجد انه كلما ذكرهم وصفهم بـ (الاخوة) وعلى العكس من ذلك تماما لم ولن تسمع سنيا عراقيا يستعمل مفردة ( الاخوة) عند حديثه عن الشيعة فلماذا هذا التفاوت بين الاثنين؟ وماهوالسبب في اصرار الشيعي على استخدام وصف ( الاخوة) عند اشارته الى السنة بينما لايفعل السني ذلك؟
هناك اراء عديدة تجيب على هذا التساؤل لكن جميعها لاتقترب من السبب الحقيقي بل تحاول ان تخفيه وراء اسماء ومسميات مختلفة فمثلا هنالك من يجيب بالقول ان الشيعة مأمورون بوحدة الصف وهذه تقتضي التآخي مع الاخر ومن هنا يبررصلاته خلف (الهيئة ) او الدعوة الى الصلاة الموحدة معهم بأنها مظهر من مظاهر (الأُخّوة) السنية الشيعية ولايكاد ينتهي من صلاته خلفهم حتى يأتيه خبر قتل العشرات بعملية انتحارية في حي شيعي فقير على يد الزرقاوي, او تهجير عوائل شيعية من ُسكناها قرب السنة و(الهيئة) تمتنع عن ادانة او تكفير الزرقاوي قائد خلايا الدم في ارض الهّم والغم خوفا من ان يؤدي ذلك الى شق (الصف السني) الذي يرى بعضه في الزرقاوي( بطلا) عربيا و(زعيما) إسلاميا ,فهي تراعي عواطف (ابن العم) السني القادم من وراء الحدود ولا تكترث لصراخ ( الاخ) الشيعي العراقي؟.
وهكذا تتوالى التبريرات الانهزامية. وفي عقيدتي ان السبب وراء سلوك الفرد الشيعي هذا هو عقدة الشعور بالنقص والدونية تجاه السني وهذه العقدة في إحدى جوانبها ترجع إلى التقليد المتبع لدى الشيعة في الرجوع إلى الفقيه لأخذ موافقته على جميع ما يتصل بشؤون الحياة الإجتماعية و الثقافية و السياسية و الإقتصادية و الأخلاقية معطلاً بذلك ملكة التفكير لدى الشيعي كفرد بدعوى عدم أهليته في تحديد خياراته و نظرته للحياة, وهذه العقدة هي التي تقف وراء هذا التصرف من الشيعي العراقي.ليس المراد بهذه الكلمات جلد الذات او تقريع الفرد الشيعي بقدر مانشعر اننا معنيون بالعمل على تخليصه من العقد التي تشل سلوكه وتجعله يعيش حالة الانهزام او التردد.
ان التغيرات الكبيرة التي شهدها شيعة العراق بعيد تحررهم من حكم الطائفيين الانكشاريين تستوجب تحلي الفرد منهم بشخصية سوية قوية معافاة من العقد التي من شأنها ان تعيق عمله وثمرة ذلك ستظهر في سلوك الشيعي حينما يتسنم منصبا مهما في النظام الجديد. فالشيعي الذي يتحلى بشخصية قوية وبثقافة السلطة وبسلوك الحاكم, سيكون قادرا على مواجهة جلاديه الذين كانوا ينظرون اليه نظرة الاحتقار والاستصغار وبعكسه فان الشيعي المصاب بعقدة الدونية ستجده مهزوزا من داخله لايستطيع مواجهة من سامه العذاب عقودا طويلة مما يهدد مستقبل الشيعة وبالتالي يضيع ما تحقق من انجازات كبيرة ماكان لها ان تحدث لولا وجود ساسة شيعة لاتخدعهم الشعارات الوحدوية او الوطنية ومنها شعار ( اخوان سنة او شيعة ولهذا الوطن منبيعه).
ان الطرف الاخر على استعداد تام لبيع الوطن ومافيه وقد فعلها من قبل والقيام بأي عمل من اجل استرداد امتيازاته التي فقدها بعد التغيير ولن تشفع لكم اذا ما ُقدر وعادت اليه السلطة (اُخّوتكم) المزعومة ففي السياسة هنالك مصالح ومكاسب وأمتيازات ولا مجال للعواطف والمثاليات والرومانسيات. فكونوا اي شيعة العراق ساسة اقوياء وقادة حكماء واتباعا أشقياء وخاب قوم ليس فيهم سفيه ولاتخدعنكم الشعارات المنمقة والعبارات المنقعة بسم اكذوبة (الاخوة) فما ُغزيّ قوم في عقر دارهم الا وذلوا وخذوا حذركم فالقادم أخطر,ِ فخصومكم يقتلونكم على الارض ثم يستنكرون ذلك على الورق وشعارهم أقتل وأستنكر وهم يقصدون بالاستنكار قتل الابرياء علما انهم لايرونكم ابرياء اصلا ً فمن كفَّركم أَذِنَ بقتلكم وليس اسهل عليه من تفجيركم ثم الاستنكار ولسان حاله (ولله جنود من مفخخات).
محمد حسن الموسوي
https://telegram.me/buratha