صلاح عبد الجبار
كواحد من الاشخاص الذين واكبوا منظمة بدر منذ تأسيسها وحتى هذا اليوم، تستوقفني دائما محطات مهمة وكثيرة في تلك المسيرة الطويلة. ومع ان كل هذه المحطات المهمة والكثيرة تختلف فيما بينها في جوانب عديدة، الا ان كل واحدة منها تبدو مكملة ومتممة للاخرى. الاف الشهداء من منظمة بدر سقطوا بشرف وشموخ وكبرياء في ميادين المواجهة مع اعتى وافضع نظام ديكتاتوري عرفته البشرية بمختلف مراحلها وحقبها.لم يكن هؤلاء الشهداء الذين يتوزعون على خارطة الوطن من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه، لم يكونوا يطمحون او يحلمون ببهارج الدنيا وزخارفها، ولم يكونوا يتطلعون الى مناصب ومواقع وامتيازات زائلة، بلكان همهم الاول والاخير رضى الله سبحانه وتعالى، ونيل الدرجات الرفيعة، انهم تركوا الاهل والولد.
يحكي لي احد المجاهدين قائلا " يصعب رسم الصورة الحقيقية لواقع رجال بدر الابطال، ويصعب تخيل حياة الجهاد الحقيقية لهم، وحدها المعايشة والمشاهدة لادق التفاصيل والجزئيات توضح وتبين الواقع كما هو. هناك مظاهر ايثار وتضحية لامثيل لها، وهناك نكران ذات قلما تجده لدى اناس اخرين في غير بيئة الجهاد البدرية، وهناك زهد في الدنيا قل نظيره.وينقل مجاهد اخر، لم يوفق لنيل شرف الشهادة، لكنه نال وسام العوق والاصابة، قائلا "لااستطيع ان اعكس لك درجات الاندفاع والحماس رجال بدر حينما كانوا يقفون في ساحات المعارك وجها لوجها امام جلاوزة البعث الصدامي، وحينما كانوا يصلون بكل شجاعة وحماسة الى اكثر المواضع خطورة".
اكثر من اربعة الاف شهيد خلال مسيرة جهاد حافلة امتدت عشرين عاما، حتى سقوط نظام صدام، لتتواصل المسيرة بعد ذلك بمنهج اخر هو منهج البناء والاعمار والتنمية، وكان رجال بدر حاضرين بنفس الروحية والاندفاع والحماس، وبقيت مسيرة التضحيات متواصلة، فمئات من رجال بدر سقطوا شهداء خلال الاعوام الست الماضية في مختلف بقاع عراقنا العزيز.واوغاد البعث الصدامي الذي كان بدر يشكل الطرف الابرز امامهم في ساحات المواجهة"، ويعدونه الخصم الاقوى والاخطر حينما كانوا يمسكون بزمام السلطة، فأنهم بعد فقدانهم لها وفي خضم محاولاتهم ومساعيهم لاستعادتها، وضعوا نصب اعينهم تصفية الرجال المخلصين والمضحين من منظمة بدر، ليكون طريق العودة الى السلطة سالكا امامهم.ولان الارادة قوية والعزيمة راسخة، والنية صادقة، خابت كل الخطط والمؤامرات، وكان لحضور البدريين في مختلف المفاصل السياسية والامنية والخدمية اثر كبير في نجاح التجربة الديمقراطية للعراق الجديد، وفي قطع الطريق امام القتلة والمجرمين والارهابيين في العودة من جديد.
https://telegram.me/buratha