المقالات

بدر ..من الجهاد الى البناء

707 14:32:00 2009-11-15

صلاح عبد الجبار

كواحد من الاشخاص الذين واكبوا منظمة بدر منذ تأسيسها وحتى هذا اليوم، تستوقفني دائما محطات مهمة وكثيرة في تلك المسيرة الطويلة. ومع ان كل هذه المحطات المهمة والكثيرة تختلف فيما بينها في جوانب عديدة، الا ان كل واحدة منها تبدو مكملة ومتممة للاخرى. الاف الشهداء من منظمة بدر سقطوا بشرف وشموخ وكبرياء في ميادين المواجهة مع اعتى وافضع نظام ديكتاتوري عرفته البشرية بمختلف مراحلها وحقبها.لم يكن هؤلاء الشهداء الذين يتوزعون على خارطة الوطن من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه، لم يكونوا يطمحون او يحلمون ببهارج الدنيا وزخارفها، ولم يكونوا يتطلعون الى مناصب ومواقع وامتيازات زائلة، بلكان همهم الاول والاخير رضى الله سبحانه وتعالى، ونيل الدرجات الرفيعة، انهم تركوا الاهل والولد.

يحكي لي احد المجاهدين قائلا " يصعب رسم الصورة الحقيقية لواقع رجال بدر الابطال، ويصعب تخيل حياة الجهاد الحقيقية لهم، وحدها المعايشة والمشاهدة لادق التفاصيل والجزئيات توضح وتبين الواقع كما هو. هناك مظاهر ايثار وتضحية لامثيل لها، وهناك نكران ذات قلما تجده لدى اناس اخرين في غير بيئة الجهاد البدرية، وهناك زهد في الدنيا قل نظيره.وينقل مجاهد اخر، لم يوفق لنيل شرف الشهادة، لكنه نال وسام العوق والاصابة، قائلا "لااستطيع ان اعكس لك درجات الاندفاع والحماس رجال بدر حينما كانوا يقفون في ساحات المعارك وجها لوجها امام جلاوزة البعث الصدامي، وحينما كانوا يصلون بكل شجاعة وحماسة الى اكثر المواضع خطورة".

اكثر من اربعة الاف شهيد خلال مسيرة جهاد حافلة امتدت عشرين عاما، حتى سقوط نظام صدام، لتتواصل المسيرة بعد ذلك بمنهج اخر هو منهج البناء والاعمار والتنمية، وكان رجال بدر حاضرين بنفس الروحية والاندفاع والحماس، وبقيت مسيرة التضحيات متواصلة، فمئات من رجال بدر سقطوا شهداء خلال الاعوام الست الماضية في مختلف بقاع عراقنا العزيز.واوغاد البعث الصدامي الذي كان بدر يشكل الطرف الابرز امامهم في ساحات المواجهة"، ويعدونه الخصم الاقوى والاخطر حينما كانوا يمسكون بزمام السلطة، فأنهم بعد فقدانهم لها وفي خضم محاولاتهم ومساعيهم لاستعادتها، وضعوا نصب اعينهم تصفية الرجال المخلصين والمضحين من منظمة بدر، ليكون طريق العودة الى السلطة سالكا امامهم.ولان الارادة قوية والعزيمة راسخة، والنية صادقة، خابت كل الخطط والمؤامرات، وكان لحضور البدريين في مختلف المفاصل السياسية والامنية والخدمية اثر كبير في نجاح التجربة الديمقراطية للعراق الجديد، وفي قطع الطريق امام القتلة والمجرمين والارهابيين في العودة من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام
2009-11-15
الحقيقه انا كلما اذكر جيش بدر اشعر بالفخر .وخصوصا عندما اثبتوا انهم غير طائفيين وانهم مجاهدين في سبيل الله والحق .فقط.وعملهم هذا كسبوا فيه رضى الله .عندما وقفوا ضد الطاغيه الظالم مع الاكراد في ذالك الوقت ونحن نناشد الاكراد ان لاينسوالهم هذا الموقف النبيل. ولكن استغرب واتسائل لماذا اول ماجردوهم من السلاح هم البدريون؟ لماذا .والطرف الاخر بقي يقتل بالشعب ويضم راسه.هل البدريون هم الذين تركوا السلاح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك