محمد طارق
بسم الله الرحمن الرحيم(فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)صدق الله العلي العظيم
عندما شرعت بكتابة مقالي سمعت دوي محركات هائل، لم اتفاجأ او استغرب فأنها الطائرات المدنية التي تقلع وتحط من والى مطار النجف الاشرف الدولي منذ عام ونيف وأتذكر الإنطلاقة الأولى والرسو الأول في عيد مولد الإمام علي(ع) ، فقد تعودت وتعود اهل النجف الكرام على سماع ورؤية طائرات كبيرة ومتوسطة الحجم في سماء مدينتهم تحمل بشائر الخير والرزق لهم ولمدينتهم وتفتح ابواب العالم الخارجي لهم بعد طول حصار وحرمان، فالنجف اليوم تفتح ذراعيها لكل المؤمنين والمسلمين والزوار عبر مينائها الجوي.استغربت كثيرا من سماعي وقراءتي لتصريحات ادلى بها محافظ النجف قبل فترة والمعين من قبل الحكومة المركزية رغم العملية الديمقراطية بالانتخابات التشريعية لمجالس المحافظات والتي أدلى فيها ألمه وحرقته من وجود هذا المشروع الذي وجد ـ حسب رأيه ـ من خلاله هدرا للمال العام واستنفاذ ميزانية المحافظة لعام 2009 و2008 زاعما ان المشاريع التي انجزت إبان هذه المرحلة غير مهمة وذات جدوى او منفعة اقتصادية قليلة، فهل يعني هذا ان انشاء الجسور والمشاريع الستراتيجية الكبيرة كمصفى النجف الأشرف والمطار الدولي وبناء مئات المدارس وتجهيزها بأحدث وسائل الراحة وجعلها نموذجية فضلا عن تحقيق حالة من الاستقرار الامني الإستثنائي والمئات من المشاريع التي تصب في خدمة المواطنين كالصحة والبيئة والمشاريع التي لاتعد ولا تحصى لرأب صدع البنى التحتية المعدومة في هذه المحافظة،وما الى ذلك من منجزات حققت إرتقاءً ملحوظا بالمستوى المعيشي والتطور الاقتصادي المتمييز لمدينتهم جعلها هدرا للاموال !!؟ان عجلة عمران الادارة المدنية السابقة كانت تسير بوتائر متصاعدة لم تستطع التخصيصات البائسة عن مواكبتها، فتم صرف ما يتجاوز تلك التخصيصات المالية وحالت دون رجوعها الى خزينة الدولة وعدم الاستفادة كما حدث في الكثير من الوزارات والمحافظات.وقد تمييز تنفيذ هذه المشاريع أنها أرشفت وحفظت كل اوليات المشاريع من تنادر ولجان وقرارات احالة، ووثقتها بصور فوتغرافية لكل مراحل الانجاز باقراص ليزرية ومخزونة بحاسبات هيئة الاعمار واضابيرها على عكس ما حصل في 2005 وما حصل خلال مرحلة العمليات العسكرية التي شهدتها المحافظة ، ولا يخفى على أحد ما حصل من تجاوز على المال العام والذي حدث انذاك من خلال المشاريع الوهمية التي صرف لها ملايين الدولارات التي لم تذهب لغير الجيوب الكبيرة الفارهة. وكانت حالة الكساد الاقتصادي سمة تلك المرحلة العصيبة من تالايخ النجف الأشرف التي نزفت دما زكيا فضلا عن التخريب الذي ذهبت تعويضاته قسمة ضيزى بين المسؤول والجنرالات الأمريكية. وقد تسلمت بعدها الادارة المدنية المنتخبة ما تبقى من المحافظة دون اوليات عن المشاريع او اين ذهبت تلك الاموال الطائلة التي خصصت للمحافظة في عام 2005 وبدون أي شيء يثبت ان الاموال قد صرفت ولا وجود للأماكن التي يفترض انها صرفت فيها، وهذا مثبت في اوليات المجلس السابق فلم تجد الادارة المدنية السابقة أي اضبارة لأي مشروع، وهنا استذكر عندما تسلمت الادارة المدنية السابقة مهامها ودخلت الى المحافظة في حينها اذ كانت تشغل مبنى دائرة الكهرباء الحالية فلم اجد حتى (الكاربت)المفروش على الارض، فأين اوليات مشاريعهم التي لم ترى بالعين المجردة او تشاهد على ارض الواقع واين العقود المبرمة ... فبالتالي اين الاموال التي صرفت ولم يعلن عن مشاريعها في تلك الفترة.مما يؤشر عليه ان عدنان الزرفي بدا حملته الانتخابية بتحسين وتجميل صورته امام أبناء محافظة النجف الطيبين لكنه وبتقديري لم ينجح في ذلك لأن تلك الفترة العصيبة وما تلاها من ادارة الزرفي السيئة الصيت للنجف الاشرف ظلت محفورة في ذاكرة واذهان النجفيين ..... فصفحة الاعمار والمنجزات الكبيرة التي ضلت راسخة في اذهان النجفيين قد خُطت باحرف من ذهب على صفحات التاريخ ليخلد ما صنعه ابطال الاعمار ورجال العراق الاوفياء المخلصين وهو ما لا تحجبه الغربان والتصريحات التي تطلق من هنا وهناك، فهي تبريرات وشماعة يضع كل من قصرت يده عن حمل هموم الشعب ومعاناته، فالعراقيين حتما رأؤوا أي مسؤول لبس ملابس العمال البسطاء وحمل المعول وادوات البناء ليواصل الليل مع النهار من اجل اعلاء صرح كالمطار ـ مثلا ـ الذي عجزت عن انشائه إرادة حكومة بميزانية ضخمة، فإنشاء المطارات كما يزعمون تدخل ضمن خطط الحكومات الستراتيجية وتمتد لأعوام، فهي ليست من صلاحية وإمكانية حكومة محلية بميزانية بسيطة، فالسر يكمن وراء التخطيط والتنفيذ والعمل الدؤوب والمثابرة والإرادة الحرة والصبر. كل ذلك جعل من هذا الحلم حقيقة واقعة. والمحكمة والنزاهة اليوم تشهد من هو المتهم الذي يحقق معه بشأن الملايين الخمسة من الدولارات الأمركية التي اختفت عام 2005 مع أخواتها اللاتي لا وجود لهن في سجلات خزينة المحافظة، حيث افادت المصادر: إن مبلغ بقيمة عشرة ملايين دولار كان الأمريكيون قد سلموه للزرفي وطالبه فيه قاضي التحقيق بالوصولات التي تثبت صرفه للمبلغ على المحافظة!! وقد أطلق سراحه بكفالة بعد أن طلب من القاضي مهلة لكي يأتي بوصولات صرف الخمسة ملايين دولار أيام توليه المحافظة في العام 2005؟ فهل سيتذكر أين وضع تلك الوصولات أم مازال فاقدا لذاكرة الخمس ملايين دولار؟!!كلام مفيد: أين الثرى وأين الثريا
https://telegram.me/buratha