زهراء الحسيني
لا شك ان البعث يشكل خطراً ليس على العراقيين فحسب بل على كل البشرية والتجربة الاخيرة من حكم هذا الحزب اثبتت خطورة على الجميع دون استثناء فهو لم يكتف بتكريس الجريمة والابادة داخل بلده بل حاول نشرها الى جيرانه واشقائه فحرب الثمان سنوات ضد ايران عندما قاتل البعث بالنيابة المزعومة دفاعاً عن البوابة الشرقية التي تصدعت بعد الزلزال الخميني سنة 1979 ثم عاود الى ابتلاع دولة الكويت وضمها الى محافظاته سنة 1990 بالاضافة الى تورطه في الحرب الاهلية في لبنان ودعم احزاب ضد القوى الاسلامية كحزب الكتائب والتورط في جرائم في السودان سواء ضد ابناء السودان او ضد امن السودان ولعل جريمة اغتيال السيد الشهيد مهدي الحكيم في الخرطوم واحدة من مئات الجرائم التي نفذتها مخابرات البعث خارج الحدود وكذلك دعمه المتواصل للصرب ضد المسلمين في البوسنة والهرسك ومساعدة الصربيين بالمال في جرائهم ضد المسلمين البوسنيين.وتشكيلات حزب البعث في اليمن والخليج والاهواز الايرانية ذات الاغلبية العربية وغيرها تعكس خطورة وبشاعة ووحشية هذا الحزب على الامن والسلم في المنطقة والعالم.هذا الحزب الاجرامي لا يمتلك ادنى ذرة من الحياء والانسانية في كل خطوة يقدم عليها لا يهمه خسائرها وضحاياها بل يهمه البقاء وتنفيذ اغراضه بكل التكاليف والاثمان.التآمر والانقلاب والتحايل والخداع من صفات هذا الحزب ولا يعيش الا وسط الازمات والتوترات وهو على استعداد لفعل أي كارثة تخطر على باله سواء كانت بمستوى جريمة اغتيال واعدام الشهيدين الصدرين او بمتسوى كارثة حلبجة او ابشع منها.وخلال التحقيق الاخير مع المتورطين في تفجيرات الاربعاء كما نقل رئيس الوزراء نوري المالكي بان احدهم سئل عن سبب اختيار وزارة العدل كهدف في التفجيرات فأجاب لانها الاكثر ازدحاماً بالمواطنين واغلبها مغلفة بالزجاج ثم سئل عن الجهة التي امرته بالتنفيذ فاجاب حزب البعث.حزب البعث بحسب تجربته وخبرته الاجرامية يتفنن باساليب الكارثة والموت ولن يتردد في اية جريمة وهو سواء كان في السلطة او خارجه فهو بنفس الوتيرة من القتل والابادة.ولكن يبقى السؤال المثير الجدير بالاجابة والتذكير هو هل ان حزب البعث سيتوقف عن مسلسل جرائمه ومنطقه الدموي لو تحقق له الحضور السياسي او ضمن احتواءه في مواقع الحكومة بعناوين المصالحة او العودة الى الوطن؟لا نعتقد ذلك وان التجربة الاخيرة قد تأكدت بان هذا الحزب لا يروض ولا يرضى باقل من الوصول الى السلطة وبكافة الاساليب الممكنة.ومن يتوهم بانه حزب قد انتهى فهو غارق بالاوهام فهو حزب مدعوم دولياً من اجل ارباك المعادلة الجديدة في العراق او ايجاد حالة من التوازن الذي لا يرجح كفة التوجه الجديد في العراق الجديد.ويبقى على القوى السياسية ان تعي جيداً خطر هذا الحزب على مستقبل العراق والعملية السياسية وان أي تقارب او تقريب لهذا الحزب يعني فسح المجال لتخريب العملية السياسية واجهاض المشروع الديمقراطي في العراق لانه حزب لا يؤمن الا بالانقلاب والرصاص والابادة.
https://telegram.me/buratha