المقالات

الاستجواب والانتخاب والارهاب

617 13:23:00 2009-11-12

منى البغدادي

في العراق الجديد رغم التطور الهائل على مستوى الديمقراطية والحريات الفردية والصحفية والدينية ورغم الانفتاح الكبير على كل الافاق الثقافية والوسائل الاعلامية التي فاقت المئات من القنوات الفضائية لكن المشكلة الكبرى التي ترافق كل هذه التحولات هي ظاهرة الفساد المالي والاداري في حكومة اصبحت صاحبة الرقم القياسي في الفساد في العالم بعد الصومال وقد بلغت خسائر الميزانية العراقية بسبب الفساد بحسب اخر التقديرات والاحصائيات تقدر 7.5 مليار دولار وهي ما يعادل او يفوق ميزانية الحكومة السورية التي تبلغ 7 مليارات فقط.والمؤسف ان تفاقم الفساد في العراق كان بسبب المحاصصة الحزبية ودفاع الاحزاب والقوى السياسية عن المفسدين من وزرائها ومواجهة حملة النزاهة بالاتهامات الجاهزة بالتسيس او العمل لاجندة خارجية او داخلية لكي يكون المفسد بمنأى عن المحاسبة والمراقبة وهو ما يشجع المفسدين على الامعان والتمادي في ظاهرة الفساد.ولا ننكر ان وراء حملات الاستجوابات الجديدة نوايا مبيتة لتصفية الحسابات السياسية مع الخصوم كما لا ننفي ان وراء المدافعين عن المفسدين قوى واحزاب تحاول التستر على المفسدين التابعين لاحزابها ولكن وسط هذين المحذورين هل يمكن ان نعطل ملفات الفساد ومكافحتها لكي لا نتهم بالتسييس او تصفية الحساب السياسي.ولنفترض جدلاً ان وراء استجوابات الوزراء نوايا مبيتة وان كنا لا نعلم النوايا وما تخفي الصدور ولكن على نحو الافتراض فهل هذا يكفي لمنع استجواب المفسدين واذا كان الوزير نزيهاً ونقياً فما هو مبرر الخوف من الاستجواب بالعكس سيكون الاستجواب فرصة لقلب الطاولة على الخصوم وتبرئة ساحة الوزير امام الشعب وليس العكس فلابد ان يستفيد من الاستجواب للظهور بموضع النزاهة والنقاء وكسب الجماهير وهو ما يجعل الاستجواب فرصة للوزير نفسه وليس لخصومه.واما الاتهامات الجاهزة لمجلس النواب بتصفية الحساب او استغلال الاستجوابات لاغراض سياسية او انتخابية فهذه اتهامات رخيصة لا تليق بمجلس النواب ولا تجوز لعناصر الحكومة.فليس من الصحيح ايقاف الاستجواب بحجة التوظيف السياسي كما يزعم انصار الحكومة وليس من الصواب استجواب الوزراء لاغراض انتخابية واستقطابية وتسقيطية.ان توجيه الاتهامات لمجلس النواب بمجرد استجواب وزير او مساءلته يعكس عن روح حزبية للدفاع عن المفسدين والمقصرين وان مصلحة الحزب فوق مصالح القانون والشعب وهو ما كنا نخشاه في بناء الدولة العراقية الجديدة التي كنا نأمل ان يسودها القانون والركائز الصحيحة واما المصالح الحزبية والفئوية فهي لا تبني او تؤسس كياناً لدولة مطلقاً.ان الارهاب وشدته لا يمكن ان يكون مبرراً لمنع استجواب المفسدين بل ان الفساد لا يختلف عن الارهاب فكلاهما ينخر بناء الدولة العراقية من الداخل كما ان التوظيف الانتخابي والاستقطابي لا يكون حائلاً دون استجواب المفسدين فان الانتخابات مهما كانت فهي لا تبرر الاستجوابات.نتمنى من الحكومة العراقية الا تكون مانعة للاستجوابات او مبررة للفساد ونتمنى من سماحة الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس مجلس النواب الا يكون حامياً ومدافعاً عن الوزراء المفسدين وان لا يكون داعية اكثر من الدعاة لانه وصل الى موقعه عن طريق كتلة المستقلين وليس من حصة حزب الدعوة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن العراق
2009-11-13
انت ياصبا العمر انسان منكوب ب_السقوط_ ولاترغب بالسياسيين الذين نصبوا وليس_نصوبوا_كما كتبته انت لان السياسيين الذين تحبهم قد سقطوا ولانك على مايبدو ضليعا باللغة العربية بدليل ندرة الاخطاء الموجودة في تعليقك ال,,م ت م ا س ك,,والمطول لذا فقد فكرت بمعاناة البعثيين وليس ب_معانات العراقيين_ الذين كانوا في_جنة_صدام التي تحن لها انت متنعمين مدعمااقوالك ومؤكدا رايك استنادا الى فضائيات الجزيرة والرافدين والزوراء وما شابهها لذا اتمنى لك ان يجمعك الله بمن تحبه في الاخرة وعاقبة كعاقبته في دنياك تاسيامنك به
الموسوي
2009-11-13
الى كاتبة المقال هل يمكن ان نعتبر استجواب وزير النفط للمصلحه العامه؟ لااعتقد ..ان ابسط متابع يلاحظ الحقد الواضح على وجوه الفضيله والاسئله التي لاترقى لمستوى استضافة وزير . اسف سوف لن ينشر لان الفضيله عادت للاتلاف ..
صباالعمر
2009-11-12
سبق لنا وأن قلنا كل من يدافع او يحمي او يكون بجانب اي مفسد فهو شريكأ له هذا ما يقوله العقل والمنطق فأذا كان العكس صحيح فليثبت لنا من يقول ذالك وللأسف ابتلى العراق بمن جاءو مع السقوط ونصوبوا علينا كسياسيين بقدرة قادر والحديث يطول لكن هل فكر احد هؤلاء بما يسمون انفسهم سياسيين ولو بقدر بسيط بمعانات العراقيين في اي مكان والجواب كلا انظرو الفضائيات وأقروأ مايكتب من العراقيين في الصحف والأنترنت وأسمعوا حديث العراقيين في كل مكان حرام حرام على المسؤلين بدأ من جلال الطالباني وحكومته ونوابه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك