المقالات

حكم العراق وحب الدنيا

700 12:54:00 2009-11-12

عبد الله الحسني

قيل ان حب الدنيا رأس كل خطيئة،والخطيئة تشمل المعنى الدنيوي والاخروي وبتعبير ادق من يحب الدنيا لايمكنه ان يعمل للاخرين، وكذا لايمكنه ان يحمل القيم الراقية، وعلى هذا يمكن ان نؤسس قاعدة قد تعيننا على تقرير الكثير من الامور وتسهل علينا تقييم الاخر الفرد او الحزب اوالتيار،خاصة ونحن في العراق اليوم تكاد ان تختلط علينا الاوراق وسط هذا الموج العارم من الشعارات وتبادل الاتهامات بين السياسيين وكلما اقترب موعد الانتخابات كلما زاد الارتباك في الشارع واختلط السواد بالبياض ولكي لاينفذ من وسط هذه الرمادية الاعداء ويعود البعث الاموي وبثوب عباسي ينبغي ان نؤسس لقاعدة نعتقد ان حب الدنيا يكون هو المعيار فيها ومن مظاهر حب الدنيا لدى السياسي التمسك والسعي المحموم للحكم الااذا كان هذا السياسي ناجح ويحمل فكر يعتقد انه يحمل البلد الى بر الامان، وايضا من مظاهرة الاستئثار بكل شي وحماية المفسدين واللصوص ومجاملة الجلاد على حساب الضحية،وكذا من مظاهره تجاهل اصحاب الحكمة والراي السديد الذي اثبتت التجارب صحة ارائهم وصواب توجههم،وهنا علينا كي لانتهم بالتحامل على احد او دعاية لاحد،ندخل في صلب العملية السياسية في العراق ونقيم اركانها بالاستناد على ما اسسنا اليه من قاعدة،الطرف الكردي تأريخيا يشعر بالمظلومية من شركائه في الوطن العرب بسبب حروب ابتدأت مع تاسيس الدولة العراقية ومالحقها من تعريب وتهجير وانفله وقتل واعتقالات وغيرها ازاء هذا الحال اخذ الحس القومي جانبه السلبي لدى العديد من القيادات الكردية،لكن رغم ذلك ابقت هذه القيادات حبل الوصل بينها وبين السياسيين الشيعة وخاصة المجلس الاعلى والسبب وحدة المظلومية وفتوى الامام الحكيم التي حرمت قتال الاكراد اضافة لتاثير المعتدلين من الاكراد وعلى راسهم الرئيس جلال الطالباني الذي وصفته المرجعية بصمام امان للعراق والعراقيين،وبناء على ما اسسنا علية نعتبر ان للاكراد حق وعليهم حق وينبغي التعامل معهم على هذا الاساس خاصة بالنسبة للشيعة الذي ليس لديهم نصير في العراق سوى الاكراد وهذا ماثبتت الايام صحته فينبغي ان لايتطرف الشيعة ضد الاكراد مهما كانت الاسباب وان تعالج بعض تجاوزات الاكراد على حق الحكومة الاتحادية بالحكمة البعيدة عن التصعيد الذي يضر ولاينفع،مع الانتباه الا ان العلاقة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية وخاصة قضية كركوك هي احد اوراق البعثيين لضرب العملية السياسية وما جرى في قانون الانتخابات دليل حيث اقحمت قضية كركوك ككلمة حق اريد بها باطل،لنتذكر كيف تعاملت الحكومه المركزية مع الحليف الاستراتيجي الكردي طيلة المرحلة السابقة،اما الركن الاخر فهم العرب السنه الذي يبكي معظمهم على اطلال حكم باطل ومعادلة ظالمه كان الكثير منهم ضحايا لها الاان الشعور الطائفي الذي يعتمل في النفوس يغشي ابصارهم،لذا لحد اليوم لم نسمع من قادتهم اي نقد للنظام السابق وسمعنا الكثير من دفاعهم عنه وعن البعث الاموي ومازالوا يرفعوا نفس شعارات الامس ومازال الشيعة صفويون ولم يخلقوا الا ليحكموا،وانتمائهم للعرب مازال محط شك ومازالت ايران العدو الاستراتيجي رغم كل ماتقدمه للعراق وللعرب ولو حررت فلسطين لما رفع هذا العداء عنها،ومازالت الوطنية في نظرهم تقاس بمقدار العداء لايران،ورغم كل ماقدمه الشيعة من تنازلات لهم منذ 2003 الى اليوم لم تستطع ان تزيل مثقال ذرة من هذا الحقد الطائفي،ونتذكر عندما طالب محافظ كربلاء بالنخيب كجزء مقتطع منها انبرى له احمد ابو ريشة بان عليه ان يطالب بجزيرة ام الرصاص التي تحتلها ايران،

ولم نسمع من ابو ريشة او غيرة المطالبة بالاراضي العراقية التي وهبها صدام للاردن او استفزه دخول الجيش التركي الى الاراضي العراقية،ولم يتذكر الا ام الرصاص الذي لانعلم عن احتلالها من قبل ايران،وتأسيسا على قاعدتنا التي وضعناها يجب التعامل مع بعض السنه العرب بحذر واعطائهم استحقاقهم فقط لردع هذه التعالي الذي يطبق على عقولهم لكي يعرفوا حجمهم الحقيقي في البلد ويوطنوا انفسهم على عدم المطالبه باكثر منه،اما الركن الاخر فهم البعثيون والقاعدة واذنابهم فهولاء سياسيوا النهار ارهابيوا الليل وهم مجموعة من كل اطياف الشعب العراقي لاتعرف الا التحريض ورفع الشعارات الفارغة التي ملها الشعب العراقي طيلة خمسة وثلاثون سنة ويحظى هؤلاء بدعم اقليمي ودولي كبيرلعدم وجود محددات تحكم توجهاتهم وهم اصحاب شعار(لواحكمك لو اقتلك)،والتعامل مع هؤلاء هو اجتثاثهم من العملية السياسية وتفعيل الدستور للخلاص منهم فمثل صالح المطلك رجل المخابرات السابق وقبله وزير الثقافة الهارب ومحمد الدايني وغيرهم بأي قانون يمكن ان يكونوا جزء من العملية السياسية وماذا يرجى من هؤلاء غير نسف هذه العملية ومن داخلها بطرق وصلت الى القتل تحت قبة البرلمان،اما الركن الاخر فهم الشيعة الذي يفترض ان يكونوا حكام البلد وفق كل المعطيات من حيث الاكثرية العددية ومن حيث التضحيات الكبيرة والمظلومية الطويلة، وكتحصيل حاصل قاد الشيعة حكومتين في الفترة المؤقته والانتقالية وللاسف كانت التجربتان ليس بمستوى الطموح،مما اعطى لااعدائهم ذريعة لدس الشبهات حول قدرتهم على الحكم،ترى اين يكمن الخلل في عدم الوصول الى النتائج المرجوة في الحكم نعتقد ان حب الدنيا هو السبب حيث من ادار دفة الحكم لم يكن ينظر الا لكيفية الاستمرار في هذا المنصب لذا عمل على تقريب من لايخشى منهم على منافسته وابعد القادرين على اعانته في هذه المهمة العسيرة،ونلاحظ اليوم مجاملة البعثيين وتسليمهم اهم مفاصل الدولة وتهميش المجاهدين واصحاب القدرة،فبأي منطق يكون ثامر التميمي وهو من اوغل بدماء الشيعة والسنة مستشار لرئيس الوزراءوهو مطلوب للقضاء ب(183)دعوة،وبـأي قانون تسوف قضية اعادة محمد الدايني فضلا عن طريقة تهريبة وهو الذي هجر وقتل ابناء ديالى بابشع الطرق وقتل وجرح زملائه في البرلمان،وبأي دين يتم الدفاع عن المفسدين ومنع استجوابهم وكيف اطلق سراح وزير التجارة ليذهب الى لندن،ووفق اي منطق توزع الاراضي والاموال كرشى لبعض ضعاف النفوس من النواب لاسكاتهم،

اذن نخلص الا ان الخطا هو في اختيار الشيعة لمن مثلهم في الحكم وليس في قدرة الشيعة،فمن مثل الشيعة معروف بتاريخة بحب الاستئثار واخر مظاهر استئثارة الانقلاب على من تنازل له عن الحكم في انتخابات دفعت فيها الاموال والمناصب لشراء الاصوات لتولي الامانه العامه لحزبه،والاستئثار على رئاسة قائمته الانتخابية وتعيين احد اعضاء حزبه ناطق لها،ولاندري علة اصرار شركائة في هذه القائمة على الاشتراك معه وهم شهود على تامرة واصرارة على نيل الحكم حتى لو ضحى بمستقبل البلد واضحى شعارة(كل شي من اجل الحكم)،ونعود لقاعدتنا لنقول على الشيعة ان يبحثوا عن البديل المناسب،الذي يرتبط بالناس ويلتزم بتعهداته امام الشركاء ويضع اراء علية القوم نصب عينه،ولايدعوا عواطفهم تتلاعب باصواتهم وان يكونوا كما عرف عنهم(مفتحين باللبن)ولاتنطلي عليهم التصريحات الرنانه التي ستزداد هذه الايام والوعود المعسوله والتبريرات الكاذبة لانه من حكم لو يستطيع ان يفعل لو وضع لبنه لفعلة المنتظر وخلاف ذلك فان يلام غير الشعب لانه هو الضحية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-11-13
"حماية المفسدين ومجاملة الجلاد على حساب الضحية" من ياترى يكون هذا الذي يحمل هكذا شعار؟ كل الضحايا من ابناء وبنات وزوجات واهل الشهداء من المعدومين على حبال المشانق الصدامية والمطمورين في حفر المقابر الجماعية والسجناء من اصحاب الفكر والقضية والمحرومين طيلة الحكم العفلقي اللعين وكل عراقي شريف يحمل ذكريات الماضي الاليم والحاضر التعيس واالاتي المجهول يعرف من يحمل هذا الشعار. لكن لنقول كلمتنا الفصل فقد تحملنا بما يكفي وصبرنا بما يكفي والقائمة المفتوحة اتت وسننتخب من هم على العهد باقون.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك