كامل محمد الاحمد
كم من الناس يعرفون رئيس الوزراء الجزائري الاسبق سيد احمد غزالي؟...شخصيا اعتقد ان عددا قليلا من الناس سمعوا بهذا الاسم، ومن يعرفونه ربما لايتذكرونه جيدا، ومن يريد ان يتذكره لابد ان يكون هناك ما يستدعي ذلك، فالرجل كان في وقت من الاوقات رئيسا للحكومة الجزائرية، وكان جزءا من منظومة ديكتاتورية استبدادية تعد واحدة من مظاهر الحكم في البلدان العربية.وبعد ان وجد نفسه مهمشا ومهملا ومغيبا راح يبحث عن دور وموقع يتيح له ان يطل على العالم، ويحظى بمقدار من الاضواء الاعلامية، ولكن لسوء حظه اختار دورا سلبيا وموقعا خاطئا بالكامل، وراح يراهن على ورقة سياسية محترقة وهي ورقة ما يسمى بمنظمة مجاهدي خلق الايرانية، وبات يحمل عنوان اخر الى جانب عنوانه كرئيس وزراء اسبق للجزائر، وعنوانه الثاني الجديد هو رئيس اللجنة العربية الاسلامية للدفاع عن "اشرف" ويعني معسكر اشرف الذي يقطنه اكثر من ثلاثة الاف ايراني ارتكبوا من الجرائم بحق الشعب العراقي مايندى له الجبين، واراشيف المخابرات والاستخبارات والامن وحزب البعث الصدامي وغيرها تحفل بالاف الوثائق عن حقيقة الادوار المخزية لتلك المنظمة في مختلف المراحل والمنعطفات، خلال الحرب العراقية -الايرانية، وفي عمليات الانفال ضد الاكراد، وخلال الانتفاضة الشعبية في عام 1991، وغيرها وغيرها.وفي مقال له بصحيفة الشرق الاوسط السعودية، في (29-10-2009) عنوانه (اكتفاء ذاتي.. تجربة «أشرف) يطرح هذا السياسي الكبير سيد احمد غزالي!!! مغالطات نعتقد انه حتى الشخص العادي ربما يستحي ان يطرحها.فهو يقول في مقاله " يمكننا أن نقول بأن من قرر الهجوم على «أشرف» لم يستطع التقدم بخطته للسيطرة التامة على هذا المعسكر، بسبب صمود سكانه بجسمهم ولحمهم وعظمهم وأيديهم الفارغة ورؤوسهم المليئة بالدماء و.. فقرر أن يعوض بأن يفعل بهم ما يستطيع فعله، أي أن يعتقل من كان باستطاعته اعتقاله. لكن هذا الجواب لا ينسجم مع الواقع. لماذا؟ لأن بعض المحتجزين تم احتجازهم في الساعات الأولى من الهجوم وحتى بعضا منهم قبل بداية الهجوم، أي في وقت لم يحسم فيه الأمر في ما يتعلق بمصير المعسكر. لذا اعتقدت بأن احتجاز عدد من السكان كان ضمن الخطة المبرمجة مسبقا ومنذ البداية. وكانوا يريدون كسر عظم إرادتهم، وجعلهم يرضخون للمطالب التي كانوا بصدد تحقيقها ضد رفاقهم في المعسكر. ولو كانوا نجحوا في تطبيق هذه الخطة فلا شك أنهم كانوا سيقومون بتكرار هذه التجربة بدفعات على الآخرين من سكان «أشرف»".الا يدري غزالي ان من اراد ان يسيطر على المعسكر هو الدولة العراقية، ام انه يريد ان يقلب الحقائق ويصور مجاهدي خلق ابطالا واصحاب ومباديء ومن اراد ان يدخل الى المعسكر عصابات وليس اجهزة دولة؟كان الاحرى به ان يحتكم الى القوانين الدولية ومعايير سيادة الدولة وطبيعة الوضع القانوني لوجود هؤلاء الاشخاص على الاراضي العراقية. لكن يبدو ان راتبه التقاعدي لم يعد يكفيه لذلك اراد ان يؤمن مزيد من المال لتمشية اموره، ولم يجد افضل من الدفاع عن القتلة والمجرمين والارهابيين وتبني امورهم، بل انه لم يجد عملا اخر ولم يجد من يعرض عليه أي عمل.هنيئا للجزائر وهنيئا للامة العربية على سيد احمد الغزالي، وهنيئا لمجرمي معسكر اشرف عليه.
https://telegram.me/buratha