قلم : سامي جواد كاظم
دور الاعلام في حياتنا ما عاد خافيا علينا بل انه من الاهمية القصوى لدرجة يرفع الوضيع ويضع الرفيع وكما يقال عنه سيف ذو حدين وانه السلطة الرابعة والحرب الاعلامية اذا اشتعلت مهدت لكوارث وانه السند الحقيقي لتنفيذ أي مخطط سواء كان سلبي او ايجابي .العراق بعد سقوط الطاغية انفتحت امامه ابواب الحرية على مصراعيها وكان لابد لنا ان نحسن استخدام هذه الحرية وفي مختلف المجالات ولان الاعلام هو الابرز بخصوص هذا المجال حيث من يمنع الاعلام يمنع الحرية .افتتحت اكثر من وسيلة اعلامية في العراق وبمختلف اصنافها ـ صحف ، مجلات ، اذاعات ، فضائيات ، مواقع انترنيت ، وكان لابد من تهياة كادر اعلامية وباعداد هائلة حتى يملأ الشواغر المهنية لهذه الوسائل الاعلامية .كيف تم التعامل مع من اراد امتهان الاعلام ؟ اول امر يركن ولا يسال عليه هو شهادة الاعلام حيث الذريعة تعتبر شريعة على اعتبار لا يمكن تهياة مثل هذا الكادر وكذلك ان هنالك من له خبرة لغوية او ادبية او ثقافية يستطيع ان يستعين بها في امتهان الاعلام وهذا امر قد يشفع لصاحبه ولكن الاهم هو الاخلاق وكيفية التعامل مع الوضع العراقي والمشوش تارة والواضح تارة والاصح المعقد مع الوازع الديني الذي اما ان يُخترق او يُحترم .في بعض الاحيان يكون المراسل صادق في نقله الخبر ولكن فحوى الخبر لا تخدم الوضع العراقي او انه لا يستحق النشر على سبيل المثال القاء القبض على عصابة سرقة حقائب النساء ، او استطاعت البلدية تبليط شارع كذا ، تحرير طفل والقاء القبض على خاطفه ، لما تتكرر هذه الاخبار فانها تعطي صورة عن المستوى الاجرامي الذي يعيشه العراق وهي ليست بهذا المستوى .والاتعس من هذا هو ان هنالك من يسمع اشاعة وعدم التحقق منها مع سوء النية فتكون هذه الاشاعة سبق صحفي ومهزلة اعلامية .انا اتذكر حادثة وهذه حدثت امامي سمعنا صوت انفجار فبدأ احد المراسلين بتغطية هذا الصوت وهو في المؤسسة من غير ان يخرج ليعاين الحدث المهم اتصل بالمستشفى وبشرطي زميل له يقال ان الانفجار حصل بالقرب من تلك المنطقة التي يقف فيها الشرطي وذكرت ارقام للجرحى والشهداء وعاجل وعاجل وعاجل ، دقائق وجاء الخبر اليقين ان صوت الانفجار هو صوت انفجار اطار شاحنة ، كيف تصرف ناشر الخبر ؟ لم يتصرف أي تصرف وترك العاجل عاجل وقال : منو يقرأ منو يكتب يوميا مية انجار يصير.اليوم انشغل الاعلام بانفلونزا الخنازير وحالها حال العبوات الناسفة فقد هولت واهلعت المواطن العراقي لدرجة انهم خلقوا اجواء نفسية متوترة نحن بغنى عنها ، من يحاسب الكذاب ؟والحالة الشاذة هي عندما يظهر خبران متناقضان ينكر احدهما صاحب العلاقة لانه بطل الخبرين من نصدق ؟احدى الفضائيات وهي الشرقية خصصت قسم من اخبارها اليومية بالصوت والصورة والكتابة بعنوان تفجيرات اليوم وتبدأ بسرد ما سمعت وقرات وما كُذب عليها لدرجة انها حتى فرقعة النفاخة يقول المذيع سمع صوت انفجار في صحن الامام علي (ع) .لا يوجد اعلام مستقل ومهما كتبوا عن ذلك وهذا ليس بالعيب ولكن العيب عندما تلفق الاكاذيب على المخالف لماذا لا يكون موقفنا ثابت اتجاه مبادئنا وعدم تغيير ارائنا مع المتغيرات ؟ لماذا لا يكون الموقف هو الهدف وليس صاحب الموقف؟ فكم من مسؤول اخطأ اليوم واصاب غدا والعكس صحيح ، لماذا لا نتحلى بالشجاعة عندما نخطئ الراي نقول اخطأنا ونصحح الخطأ ؟في الاردن هنالك قسم في المحاكم مهمته ملاحقة مواقع الانترنيت الخبرية التي تكذب والتي ترفع الدعاوى والقضايا ضدها من قبل اصحاب العلاقة .دخل شاب على رجل دين في غرفته فراى الرجل جالس ومن حوله رفوف من الكتب كثيرة جدا سال الشاب الرجل مولاي كل هذه الكتب قرأتها اجابه الرجل نعم فقال الشاب ماذا تقول هذه الكتب فقال الرجل : تقول صير خوش ادمي .المسلم من سلم الناس من لسانه ويده فاللسان هو الاعلام والا فهو ليس بمسلم من لم يسلم من لسانه
https://telegram.me/buratha