بقلم : الكوفــــي
ادرك الجميع ان عودة ( البعث الصدامي ) بات امرا مفروغا منه بعد الاصطفافات التي شهدتها الكتل البعثية شكلا ومضمونا بل وحتى تصريحا وقحا وليس تلميحا مخجلا .
بطبيعة الحال لم يتجرأ البعث الصدامي الكافر ان يعلن عن نفسه لولا الثغرات التي احدثها البعض لاسباب كثيرة ولسنا في معرض عرضها فكل مراقب خلال السنوات الست التي مضت يعرف الاسباب الحقيقية التي دفعت بهؤلاء المجرمين ان يجدوا لهم موطىء قدم .
اليوم ونحن امام هذه الحقيقة المرة والتي لم نكن نتصورها بعد سقوط نظام الطاغية المقبور وايتامه المهزومين مالذي علينا فعله وما هو الواجب الوطني والاخلاقي الذي يجب على الجميع اتباعه .
من اهم الاخطاء التي ارتكبت والتي فتحت الابواب امام عودة ايتام صدام المقبور ( المصالحة الوطنية ) ، نعم ان مثل هذا الخطأ القاتل اوقعنا في هذا الفخ وتسلل ايتام صدام المقبور تحت هذا العنوان ، اما الخطأ الثاني الذي كان وراء تسلل هؤلاء المجرمين وللاسف الشديد واقولها بكل صراحة هو خروج المالكي وحزبه عن الائتلاف العراقي الموحد مما اعطى رسالة الى ايتام صدام المقبور بأن هناك بصيص امل في اختراق الائتلاف العراقي الموحد وتضعيفه ، بل ان ايتام صدام المقبور استغلوا هذا الخطأ القاتل ووسعوا من الهوة بين الائتلاف العراقي الموحد والمالكي وحزبه واستطاعوا ان ينجحوا في هذا المجال .
بعد الاعلان عن التكتلات البعثية واصطفافاتها ادرك الجميع ان الخطر قادم وان الاخطاء التي ارتكبت هي التي كانت وراء عودة هؤلاء المجرمين ولعل الدعوة التي يناشد بها عددا من القيادات في حزب الدعوة والمطالبة بتوحيد الموقف والالتحاق بالاتلاف العراقي الموحد تؤكد لنا حجم المخاوف التي تواجه الشعب العراقي .
رغم كل الاخطاء التي ارتكبت لازال هناك متسعا من الوقت لتصحيح الواقع المزري والاصطفاف من جديد امام المد البعثي القادم ، يجب على الجميع ان يتوحدوا وان يضعوا المصلحة العامة فوق كل شيء ، ربما يشعر البعض ان التراجع عن المواقف التي اتخذها سابقا تعد هزيمة له ، الحقيقة ومنطق الصواب لايقول بهذا اذ ان التراجع وتصحيح الاخطاء يعد حالة صحية وذات منفعة عامة ولا اخفي اذا ما اشرت في كلامي الى موقف السيد المالكي وحزبه الذي ينوي العودة والالتحاق بالاتلاف الوطني العراقي لمواجهة التسلل البعثي الصدامي .
ليس عيبا ان يعترف المرء باخطاءه ولكن العيب ان يصر المرء علىيها ، لقد كان المجلس الاعلى سباقا في الاعتراف بمجموعة من الاخطاء التي ارتكبها من خلال تصديه لمرحلة من المراحل ورغم ان الاخطاء تخص المجلس نفسه ولم تنعكس على الوضع العام بشكل مباشر الا انه اعترف بذلك وخرج علنا وامام الملاييين وقال لقد ارتكبنا مجموعة من الاخطاء وبادرنا الى تصحيحها انسجاما مع تطلعات الشعب العراقي .
ان التحركات التي نتابعها اليوم والتصريحات تكاد تتجه الى تصحيح الاخطاء التي ارتكبها السيد المالكي وحزبه وذلك من خلال التواصل في المحادثات والعودة من جديد الى الاتلاف الوطني العراقي وتأسيس جبهة قوية ومتينة تستطيع ان توقف التسلل البعثي الصدامي الذي بات واقعا مريرا .
نتمنى ان يعي جميع السياسيين خطورة الموقف والعمل سويا للخلاص من السرطان البعثي وان لاتتكرر الاخطاء وان لاتكون المصلحة الحزبية الضيقة هي الغالبة وان لا يكون الكرسي هو المحفز للعمل بل يجب ان يكون الدافع الحقيقي خدمة الشعب العراقي المظلوم وان يكون العمل كخلية واحدة فالجميع في قارب واحد او سفينة واحدة وبالتالي من يخرقها سيغرق هو ويغرق الاخرين معه .
كما ادعو موقع براثا المجاهد الذي كان سباقا ولا ابالغ اذا ماقلت انه الموقع الوحيد الذي تصدى ومنذ اللحظات الاولى الى البعث الصدامي والارهاب التكفيري بكل شجاعة وقدم الشهداء ولاسيما الشهيد الياسري ، ادعو موقع براثا ان يسعى جاهدا ليكون طرفا في توحيد المواقف وان يعلو على الجراح ويتحمل من اجل العراق وشعبه كما عودنا وان يلقي الحجة على الجميع داعين المولى عز وجل ان يوفقكم لخدمة المذهب الحق والمرجعية الرشيدة والشعب العراقي المظلوم .
https://telegram.me/buratha