جسام خليل
يقال تعرف الأمور بأضدادها ولتوضيح ذلك نورد مثالا بسيطا ,إن كان الصدق صفة كل من على الأرض فلن يفهم أحد مفردة " الكذب"والعكس صحيح أي إذا كان كل الأرض كذابين فلن ولن يستطيع احد حينها معرفة معنى الصدق .إذ ليس ممكنا معرفة احدهما بمعزل عن الأخر..والصدق هي مطابقة الكلام بالواقع الخارجي ,أما الكذب فهي مطابقة الكلام بواقع وهمي لا وجود له وتزوير للأحداث وخلط كل شي حتى لا يبدو شي...أما الوعي وسعة الاطلاع والاتكال على الله فهي الموانع الحصينة والسليمة من الوقوع في فخ الكذب..وموضوع مقالتنا في الإعلام والفضائيات.. ومدى ثقتنا بما نسمعه وهل هي الطريق الآمن لتوصيل الخبر ومن وراء هذه الفضائيات؟ وهل هناك في العالم أعلام صادق؟!!...الكذب السياسي مدرسة عالمية لها قواعدها وقوانينها تسخر له إمكانيات هائلة وميزانيات ضخمة ويعمل في تلفيق الحدث أفضل الخبراء بحيث تنطلي حتى على اقرب المقربين ولابد من إقحام بعض الصدق فيها لإتمام عملية المكيدة بدقة..كذلك يجب, وهذا ضروري جدا, أن يكون الجمهور أعمى البصر والبصيرة لأنه بدونه لن تنطلي الحيلة عليهم وبالتالي تنتفي الفكرة من مشروع الكذب المسمى الإعلام الحر وميكانيكية تنويم الشعوب ولغز الرأي والرأي الأخر...وإذا ورد خبر صادق في مكان ما حقنوها ببعض الكذب وان كانت كذبا أضافوا إليها قليلا من بهارات الصدق حتى تؤكل ولابد من الإشارة إلى إن الأخبار ابعد ما تكون عن العفوية والارتجالية ! إلا أن يكون الخبر لا علاقة له لا بالدولة و لا النظام السياسي و كذلك للتغطية عن ما سيقومون به من تخريب لاحقا...كذلك الوسائل و الأدوات التي يستخدمها هولاء اللاعبون عديدة وخبيثة منها سياسة الاستحمار والاستغفال والتسطيح والترهيب والتسفيه والترفيه(ليس في جانبها الايجابي) والخلاعة والمجون وحتى الفن في جوانب عدة , وباختصار كل شي مباح في هذه المدرسة .. قد يبدو الكذب السياسي مرضا في نظر الدين وعلم النفس ولكن في علم السياسة هي غاية يتبناها أصحاب هذه المدرسة ترسخ عروش ملكهم وبنيان سلطانهم واقتصاد دولهم,هذه المدرسة لا يهمها الإنسان وسعادته أبدا, بل همها السيطرة وإدارة العالم وتطويع الناس واستعبادهم خدمة لمصالحهم..و إدارة عملية الكذب لها مركزية في التنفيذ وسلطة عليا على كافة الفروع في العالم وما القنوات الرسمية الحكومية لبلداننا المستقلة في عالمنا العربي إلا جزء من هذه الفروع...وليس صحيحا من يقول أن إلا علام مستقل وحر لا علاقة له بالسياسة العالمية بل الواقع يفند ذلك ..و إذا رخصوا بفتح قنوات إسلامية دينية فلأنها ببساطة ضد مسلم أخر ومذهب أخر وليس ضدهم ,وترويجا للفتنة المدمرة وإذا قام المخلصون بإنشاء قناة إسلامية هادفة تنشر الوعي الديني الاجتماعي الوحدوي أسرعوا بشراء مرتزقة ليشحنوا الناس ضدهم وانشوا لهم قناة( إسلامية دينية) تتحدث عن كل شي عدا الدين والإسلام وإذ نورد القنوات الإسلامية كمثال إلا لأننا نحسن الظن بها أما القنوات العلمانية والخبرية الأخرى فهي , بدون شك , تسير في قافلتهم وتحت عباءتهم وتقوم بتنفيذ سياساتهم.... فإذا تجرأت وتخلصت من شراكهم العنكبوتية و انتقدتهم! دمروك وأغلقوا نافذتك إلى العالم وما قناة المنار على الهوت بيرد إلا مثال على ذلك...ولقد صادفت أثناء تصفحي على النت بخبر عن أقوى رجل في العالم؟؟! فتخيلته وتصورته مصارعا مفتول العضلات يسحب قطارا أو ما شابه ولشدة دهشتي اكتشفت إن هذا القوي واسمه روبرت مردوخ ليس إلا صاحب اثنا عشر محطة إعلامية في العالم!!!!!؟هذه المحطات والفضائيات ومعها الحكومات تقوم بإعداد وطبخ الأخبار المعلبة السامة المخدرة بما يتماشى مع سياستها بغض النظر إن كانت صحيحة أم لا, هذا غير مهم, ومن ثم يقوم الإعلام ,وهنا الخطر الأكبر بالخطوة التالية وهي تصريف الخبر المطبوخ المسموم وتقديمها إلى العامة و تسويقها مع ما يتماشى مع السياسة الامبريالية العالمية للدول الصناعية الكبرى فتشعل الأرض من حولنا تاركة أجسادنا رمادا لتلك النار..
هذه الدول تقود العالم بشكل متوحش قذر أناني ماجن قاتل ولكن بصورة نبي مصلح حضاري محب للحرية ووجه حمل وديع..نعم هذا الوجه القبيح البشع الذي حين لم يستطع أفضل خبراء التجميل وكل مستحضرات الماكياج في العالم من تحويله إلى وجه مقبول قاموا بفقأ أعين الناس حتى لا يروا هذا القبيح .. لهذا السبب أرادونا عميانا إمعانا في تخبطنا وسقوطنا في المتاهات و قاموا بالبول في أذاننا لتشويش سمعنا إلا عما يريدون ! و كلما زادت الفضائيات غرسوا خناجرهم في عيوننا وعقولنا أكثر خوفا من بصيص نور قد تكشف جريمتهم فأصبحنا نمشي خلفهم طائعين مصدقين متفاعلين رغما عنا ...التمس من العقلاء في العالم الحر الحقيقي أن يوعوا الناس لهذا الخطر وليكن شعارهم الخبر ,أي خبر,هو كذب حتى يتبين صدقها وان لا يحسنوا الظن بالفضائيات وقنوات الإعلامية الأخرى سواءا أن كانت إذاعات أو مجلات أو عبر الانترنت فالأمة الإسلامية وكل من ينشد الخير والسلام بحاجة إلى وقفة جادة لتوعية الناس إلى خطر هذا الإعلام الوبائي ألخنازيري...؟
https://telegram.me/buratha