محمد حسن الوائلي
من يتابع السجالات والمهاترات الكلامية الاخيرة بين بعض كبار المسؤولين في الدولة على خلفية عمليات يوم الاحد الدامي او الاسود، يمكنه ان يتصور حجم الفساد في مختلف المفاصل، والنزعات الحزبية الضيقة، والاستئثار واستغلال اموال وموارد الدولة لمصالح شخصية وحزبية خاصة بطريقة سيئة، وعدم الاهتمام بمصير الناس ولابأرواحهم ولابحاضر البلد ولامستقبله. بعد وقوع الانفجارات بوقت قصير ظهر محافظة بغداد صلاح عبد الرزاق اكثر من مرة في وسائل الاعلام ليشن هجوما حادا ولاذعا على وزير الداخلية جواد البولاني، وتحشيد مجلس المحافظة الذي ينتمي معظم اعضائه الى نفس الحزب الذي ينتمي اليه المحافظ لعقد اجتماع طاريء واصدار توصية بسحب الثقة من وزير الداخلية ومعه قائد عمليات بغداد واقالتهما، بسبب ما حصل يوم الاحد من تفجيرات امام وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد. وما ينبغي ان نشير اليه هنا، هو ان المحاولات المتواصلة من قبل ائتلاف دولة القانون، وبالتحديد حزب الدعوة الاسلامية لضم جواد البولاني الى الائتلاف بائت بالفشل، ومن هنا انطلقت الحملة الاعلامية ضده.وما ينبغي ان نشير اليه ايضا ان ما قاله محافظة بغداد عن تقصير وزارة الداخلية صحيح الى حد كبير ولكنه يندرج تحت مبدأ (كلمة حق يراد بها باطل)، واذا كان المحافظة قد تحدث اليوم عن الاختراقات والخروقات الامنية، فأن غيره الكثيرين منذ سنين يتحدثون عن ذلك ويحذرون ولامن مجيب، وحزب السيد المحافظ المهيمن على الحكومة فتح الابواب واسعة للبعثيين المجرمين ولكل السيئين للدخول والوصول الى كل مفاصل الدولة ليعيثوا فسادا فيها ويعيدوا صورة الماضي.وفي اطار توزيع الاتهامات ومحاولة التنصل عن أي مسؤولية لم ينسى السيد المحافظ ان يكيل الاتهامات بالتقصير والتلكوء وربما التواطوء لامانة بغداد، وهذا امر متوقع ايضا لان امين بغداد من خارج المنظومة الحزبية للسيد المحافظ ، وهذه فرصة للمزايدات السياسية ليس هناك افضل واحسن منها.ونسي المحافظ القول المأثور (اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة)، لذلك فأن وزير الداخلية لم يتأخر في الرد على هجوم المحافظ الكلامي بهجوم مضاد ، كشف فيه ان وزارة الداخلية خصصت فوجا من 300 عنصر لحماية مبنى محافظة ومجلس محافظة بغداد لكن المحافظ استغله لاغراض شخصية، أي لحمايته شخصيا وليس لحماية المؤسسة ومنتسبيها.وشخصيا انا اتوقع ان تؤدي السجالات والمهاترات بين المقصرين والمفسدين والانتهازيين الى كشف المزيد من الفضائح، ومظاهر الفساد والاستئثار والاحتكار، خصوصا وان مواسم الانتخابات غالبا ماتكون مواسم كشف المستور.
https://telegram.me/buratha