المقالات

بحث في الامامة ح2

1233 22:20:00 2009-11-01

ابوايات الصالحي‏

بينا في االحلقة الاولى م هذا البحث الفرق في المنظورين الشيعي والسني فيما يخص الامامة وعرفنا بان هناك فرق جوهري,وقد قلنا بان مدرسة اهل البيت عليهم السلام تعتقد بان للائمة عليهم السلام ادواراًاخرى تستلزم شروطاً اشد وادق مما هي عليه شروط القيادة السياسية0

فاذا كان دور الامام والخليفة هو المرجعية الدينية,وان مهمته التشريعية تمتد الى ابعاد مختلفة وواسعة في العقائد والاحكام والاخلاق والقيادة لوجبت طاعته ووجب الاخذ عنه واتباعه ولهذا تكون اقوال الامام المعصوم وافعاله وتقريراته حجة شرعية منجزة ومعذرة كجية الرسول صلى الله عليه واله0

وهذه الادوار التي ذكرت للامام وهي ادوار عظيمة بطبيعة الحال تستلزم عدة امور,منها العصمة فيجب ان يكون معصوماً كعصمة النبي صلى الله عليه واله0ومهمة الامامة تقتضي ان يكون الامام عالماً بما يحتاج اليه الناس في امور معاشهم ومعادهم,ولابد ان يكون افضل من على وجه الارض في زمانه0

ومدرسة اهل البيت عليهم السلام تعتقد بان الرسول صلى الله عليه واله ليس له دور مستقل في تعيين الخليفة من بعده بل يتم تنصيبه والنص عليه بامر من الله تعالى, وذلك لان الغاية من الامامة وملاكها الالهي مرتبط بموضوع ختم النبوة واستمرار الهداية الربانية على طول الخط,والحكمةمن ختم النبوة مرتبط بتعيين الامام المعصوم والامام هو الذي سيتكفل بتوفير المصالح الضرورية للامة الاسلامية0

اذاً الامامة قيمتها عقائدية لاكحكم فقهي فرعي,وهذه القضية هي التي تجعل شروط الامامة بهذه السعة والدقة وانها تتجاوز شروط الزعامة السياسية0

فاذا كانت مهمة الامامة تتسع لمهمة اكبر من القيادة السياسية وقد استلزمت تلك الشروط فهذا يستدعي ان يكون التعامل معها والتصديق بها كاصل من اصول الدين انطلاقا من ضخامة وسعة وشمولية رسالتها0

لذا نجد ان امر تحديد الامام وتعيينه خارج حدود ومعرفة البشر وقابلياتهم, فعدم كون اختيار الامام من طريق البشر شبيه بامر النبوة التي يختارها الله سبحانه ويكشف عن اختياره لها بالوحي والنص0

قال الشريف المرتضى(رض)في رسائله في باب ما يجب اعتقاده في النبوة(:متى علم الله سبحانه ان لنا في بعض الافعال مصالح والطافا,او فيها ماهو مفسدة في الدين,والعقل لايدل عليها,وجب بعثة الرسول لتعريفه,ولاسبيل الى تصديقه الا بالمعجزة,وصفة المعجز ان يكون خارقا للعادة ومطابقا لدعوى الرسول ومتعلقاً بها وان يكون متعذراً في جنسه او صفته المخصوصة على الخلق,ويكون من فعله تعالى او جاريا مجرى فعله تعالى,واذا وقع موقع التصديق فلابد من دلالته على المصدق والا كان قبيحا)ومما جاء عنه في باب ما يجب اعتقاده في الامامة (وما يتصل به اوجب في الامام عصمته, لانه لو لم يكن كذلك لكانت الحاجة اليه فيه,وهذا يتناهى في الرؤساء والانتهاء الى رئيس معصوم,وواجب ان يكون افضل من رعيته واعلم,لقبح تقديم المفضول على الفاضل فيما كان افضل منه فيه,في العقول0فاذا وجبت عصمته وجب النص من الله تعالى عليه وبطل اختيار الامامة,لان العصمة لا طريق للانام الى العلم بمن هو عليها)

من هنا نجد ان النص هو احد اركان الامامة وفق المنظور الشيعي الذي يكشف بدوره عن تلك الخفايا المعنوية والقابليات الالهية المودعة عند الامام, ومن ثن نجد ان النص يفضي الى تشخيص الخليفة الذي يلي رسول الله صلى الله عليه واله في مهمته الالهية وضرورة امتدادها0

فاذا كان المنظور الاسلامي للخلافة بعد الرسول يلتزم النص التي ترى الخلافة بعد الرسول تتسع لاكثر من القيادة السياسية0فاذاًماهو الموقف الاسلامي من مبدأ الشورى الذي التزمه البعض كنظرية للحكم قبال نظرية النص, وما علاقة الشورى وقراراتها بالامامة المنصوص عليها؟

من الثابت ان الاسلام لم يترك الامة هملاً بلا نظرية للحكم انطلاقاً من ان امر الدين والدنيا لا يتم الا بوجود حاكم على راس الامة يرشدها ويقومها ويقودها لما فيه صلاحها في حياتها ومعادها0

وعلى هذا الاساس قالوا:ان الاسلام ترك للامة ان تختار لنفسها طريقة الحكم وما تراه الاصلح لحفظ نظامها وحفظ الشريعة,فعندئذ لا يعد اهمالاً0

وهذه المسالة الكبرى في نظام الدين كيف نجد لها حلاًُ حين يغفلها التشريع بمصدرية القران والسنة,ويفوض امرها الى الامة, من هنا نتساءل:هل هناك قاعدة ثابته تستند اليها الامة في تعيين الحاكم والخليفة؟ ومه هي شرعية هذه القاعدة؟ والجواب قالو هناك ثلاث وجوه في تعيين الخليفة:

الوجه الاول:اختيار اهل الحل والعقد ويطلق عليه(نظام الشورى),لكن نظام الشورى هذا لم يتخذ شكلاً واحدا عند الصحابة فهو يختلف من شخص لاخر,لذا فقد فصلوا فيه تبعا لذلك الاختلاف, فقالو الشورى على شكلين:

1-نظام الشورى ابتداءًكما حدث في بيعة ابي بكر وعلي بن اب طالب0

2- نظام الشورى بين عدديعينهم الخليفة السابق,كما صنع عمر0

الوجه الثاني: العهد وهو ان ينص الخليفة قبل موته على من يخلفه0 وقد اتخذ هذا العهد اشكالاً ثلاثة:

1-ان يعهد الخليفة الى واحد,كما صنع ابو بكر في عهده الى عمر0

2-ان يعهد الى جماعة يكون الخليفة واحدا منهم كما صنع عمر في عهده الى ستة نفر ينتخبون الخليفة القادم من بينهم0

3-ان يعهد الى اثنين فاكثر ويرتب الخلافة فيهم بان يقول: الخليفة من بعدي فلان,فاذا مات فالخليفة من بعده فلان وفي هذا النظام تنتقل الخلافة بعده على الترتيب الذي رتبه, كما عهد سليمان بن عبد الملك الى عمر بن عبد العزيز بعده,ثم الى يزيد بن عبدالملك, وكذلك فعلها هارون في ثلاثة من بنيه0

الوجه الثالث: القهر والاستيلاء او الغلبة بالسيف: وكما يقول الامام احمد بن حنبل الامامة لمن غلب, وظاهر هذه النظرية بوجوهها انما هي نظرية تبرير لا تشريع0

انها نظرية تبرير الواقع واضفاء الشرعية عليه والدافع الوحيد الى هذا التبرير هو اعفاء الصحابة من تهمة العمل في هذا الامر الخطير بدون دليل من الشرع, واعفاؤهم مما ترتب على ذلك من نتائج0

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك