المقالات

لن أنتخبه ولو كان ابي !

1179 00:30:00 2009-10-13

قاسم العجرش

مع ان اغلب الأئتلافات السياسية التي تشكلت تحت عناوين جديدة، هي لقوى سياسية معروفة مسبقا على الساحة العراقية، وكلها تقريبا باتت اوراقها مكشوفة للناخب العراقي، إلا أن الحراك السياسي بما يثير من غبار من خلال الأجتماعات واللقاءات المتواصلة، أو من خلال الظهور الممل لبعض السياسيين على شاشات الفضائيات، وهو ظهور مدفوع الثمن في أغلب الأحيان، نقول ان هذا الغبار السياسي ربما يشوش المشهد، لكن عملية التشويش لا يمكن أن تستمر طويلا، فالعراقيين وهم يفيقون على مشهد آلامهم المتكرر، يعرفون مسببات الألم، وفي مقدمة تلك المسببات، هو تلك القوى السياسية النافذة التي تصرفت بروح تفتقر الى المسؤولية التاريخية، بقدر يوازي افتقارها الى تفهم مسؤوليات اللحظة، فقدمت تلك القوى مصالحها الحزبية الضيقة على مصالح أغلبية الشعب العراقي، وذلك من خلال الحراك الأنتخابي الذي يسعى لأبتلاع كل القوى الأصغر تحت عناوين براقة في مقدمتها الوطن وحلمه الذي تعد بتحقيقه.

ولأن ذاكرة العراقيين ليست غربال بخروم كبيرة، ولأن الغرابيل مهما دكن لون نسيجها لا تحجب الشمس، ولأن تلك القوى مازالت تمارس السلطة، وخبر العراقيين أسلوبها في أدارة الدولة، فأن للذاكرة استحقاقات لا يمكن لتلك القوى تجاهلها، وسيكون للذاكرة القول الفصل في منعطف المستقبل الخطير الذي تمثله الأنتخابات النيابية المقبلة، كما سيكون لذلك الاستحقاق الدور الاكبر في رسم ملامح المرحلة القادمة.

وعلى خلفية هذه القناعة شبه التامة بدأت تلك القوى تتحرك في مساحة المشهد السياسي، غير أنها وهي تدرك عدم قدرتها على خلق توازن بين ماتطرحه من شعارات، وبين ما تركته في ذاكرة العراقيين من صور سيئة سببتها ممارستها المغرقة في الذاتية، سقطت في فخ التنظير مجددا، مثلما سقطت في امتحان السلطة، فالمشهد المستقبلي هو رجع صدى للماضي القريبن والناخب العراقي لا يمكنه القفز على ضعف المخرجات تحت ذرائع الأمن والتحديات، او أن يخضع مجددا لنظرية المؤامرة البائسة.

إن خطاب المنجز لا يوازيه بالمحصلة خطاب الوعود، وسيكون لخطاب المنجز القول الفصل في تقريرنتيجة الأنتخابات القادمة، وقد وقعت الحكومة في مساحة الخطأ القاتل حينما دافعت بضراوة عن موظفيها المسيئين، ونقول موظفيها ونقصد وزرائها، لأن الحقيقة تفصح ان تسمية وزير لا يستحقها أغلب من أستوزروا، لأنهم بالحقيقة لم يحملوا وزرا بل حَمَّلوا شعبنا أوزارهم، وهي أوزار خلفت فينا نتائج مؤلمة على مستوى مخرجات عملهم، فقد فشلوا في تنفيذ ما يمكن تسميته ببرنامج حكومي على تواضعه، مثلما أربك تنفيذهم الخاطيء لمعظم مفردات ذلك البرنامج، مستقبل شعبنا وزاد من قتامة الصورة وجعل حلم الرفاه بعيد المنال .

إن مشهد التفجيرات الأرهابية التي تسجل ضد مجهول بعد ان تحصد مئآت الرواح البريئة، ومشهد الأرهابيين القتلة المطلق سراحهم وهم يتلمضون يلوكون اكبادنا، ومشهد مواكب المسؤولين بسيارات الدفع الرباعي الذي يستفز الفقراء والكادحين، ومشهد المستشفيات بلا دواء، ومشهد الحصة التموينية البائسة التي رحل بأثمانها وزير التجارة المستقيل، ومشهد المليارات التي أبتلعتها عقود وزارة الكهرباء، ومشهد طوابير البنزين والوقود، ومشهد تراجع القطاع الزراعي حتى بتنا نستورد الباذنجان، ومشهد المتقاعدين وهم يستلمون راتب الذل فيما يستلم (35) نائبا رواتب تعادل ميزانية محافظة باكملها كما أعترف بذلك نائب من حزب الحكومة، ومشهد اسواقنا المليئة بالسلع المغشوشة، ومشهد باعة الخمور ورواد الرذيلة تحت حماية دوريات الشرطة، ومشهد نسب الرسوب المريعة في أمتحانات ابناءنا الطلاب، ومشهد المهجرين الذين تناست الدولة قضيتهم وتجاهلتها عن عمد منشغلة بحل قضية من هجرهم!، ومشهد ابنائنا مكبلين بأغلال الحكومة لأنهم قالوا لا للإحتلال، ومشهد....ومشهد كلها مشاهد ستقرر نتيجة أنتخابات كانون الثاني 2010. ومن في عهده جرى احراق داري ولم ينصفني، لن أنتخبه ولو كان ابي .....

إن أمام القوى التي ستتصدى لقيادة المرحلة الجديدة بعد أنتخابات مطلع العام المقبل مهمة جسيمه تتمثل بمحو آثار الأخطاء والأرتباك المؤسسي الذي جرى تنفيذه على يد رجال المرحلة الراهنة، وسيتعين عليهم خوض صراع مرير من أجل أعادة الدولة العراقية على جادة العمل المؤسساتي السليم بعد الاخطاء المريرة والفادحة التي ارتكبت بقصد او بدونه في المرحلة التي ما زلنا فيها ونخشى أن نبقى فيها إن لم نحسم خياراتنا ونحسن الأختيار. اما أذا بقي واحد ، وواحد فقط من رجال هذه المرحلة (خمرة) الى المرحلة القادمة فتلك هي الكارثة ، وتلك هي المعظلة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشاعر ابو احمد الحداد المسعودي
2009-10-13
رَشحْ وإنتخبْ ، فقط للقائمة المفتوحه ! شدْ حيلكْ يَبعد الرُوحْ ......... وإبصُمْ لليحّبْ الوَطنْ و(صرُوحه ) أبو أحمَد الحداد المَسعُودي ............................................ ................................ شدْ حَيلكْ يَبعد الرُوحْ ... وإبصُمْ لليّحب الوَطنْ وصرُوحَه شد حَيلكْ ، وَطنْ مَجرُوحْ ... إبإ صبعَكْ للبَنفسَجْ لَملمْ جروحَه شدْ حَيلَكْ ، عَطرْ فوّاحْ ... وإزرَعْ وَردَه كُلْ ... دُوحَه شدْ حَيلكْ ، كُمَرْ بالليلْ ... يبصر من بعيدْ الدنيَه مَفتوحَه شدْ حَيلكْ ، شمسْ بنهار ْ... عَله كُبر الوَسيعَه ألوانها إبسُوحَه شدْ حَيلكْ ، صدُكْ وبساعْ ... وإقرَه إنته الأسامي إبنهّجْ وإطرُوحه إبصُمْ للتشوُفه إعيُونكْ وترضاه وإتيقنْ أمانْ ( القائمَه المَفتوحَه) ليهمَكْ حزبْ ، تنظيم ، لوتنظير.. أبصُمْ للمُواطنْ : والوَطنْ رُوحَه خلْ لون البَنفسَجْ يحجي للتاريخ ْ... وخلْ إسمَكْ يسَجلْ حُبَكْ إبلوحَه من عُمر النخل ، تمراته آنه وياكْ نتكاسَمْ طَعمها إبشفه .. مَملوحَه لتكوُلْ الوَطنْ مَيشُوفْ أعمَه عيُونْ بَسْ صَبر اليكنه ويكظم إبنوُحَه كُلنه إبهَلْ الوَطنْ عكّيد طَشْ إبكاعْ وجرُوف السُواجي إبمَدها وتلوُحَه لتعوف الوَطنْ وتكُولْ هُوَ إيصيرْ وتخوّن السياسي إبتهَمْ مَفضوحَه صّير إنته الحَكَمْ والدنيَه كُلها إوياكْ بَسْ كُون إبشرَفْ مُو نبرَه مَبحُوحَه كثرَه من القوائم بيها هاذه وذاكْ عَيّنْ وإنتخبْ أسماء ْ مَمْدُوحَه عَينهّا إبضَميرَكْ بالكْ الشيَطانْ ... دنياتكْ هَوانْ : إتفرُها مَرجُوحَه لتشهّر ، تسَقط ْ ، كُلنه فدْ عُنوانْ .. عراقيّنْ ، والساسَه النحّبهُمْ ضَمَدْ لجرُوحَه عَله حُب الوَطنْ خلينه نحصّدْ خيرْ ونوَحّدْ شملنه : إنعَلي بصرُوحَه عَرَبْ وأكراد ْ ، سنه وشيعَه ، كُلنه أطياف ْ وحدود العراق إمْلوّنهَ .. إسفوحَه ترَه لون البَنفسَجْ ثورَه بالعنوانْ .. ببهامَكْ أطبُعَه وثبّته .. إبلوّحَه تمت ولله الحمد هولنده / 2009م كُتبَتْ أبياتي .. لتقول : نعَم للقوائم المَفتوحَه رَشحْ وإنتخبْ أيُها المُواطن العراقي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك