ان هذا المنهج الإرهابي مدعم من قبل قوى سياسية تعمل على الساحة العراقية تروج له وتحاول ان تعطية تسميات وأغطية تحت عنوان المقاومة ، وهذه القوى والشخصيات تتحدث بصراحة ودون خجل او خوف ، وأصبح عمل هذه القوى السياسية والدينية السنية واجهة سياسية للإرهاب . ( بقلم : جواد النادر )
المتتبع للتطورات السياسية في العراق منذ سقوط النظام عام 2003 حتى اليوم يلاحظ تنامي النزعة الطائفية التكفيرية ، والتي عبرت عن نفسها بصورة اكثر وضوحا واكثر حقدا وطائفية من السابق ،وقدمت نفسها للمجتمع العراقي كنموذج بشع وصورة بشعة من صور الإرهاب والقتل والجريمة القذرة التي تستهدف امن المواطن واستقراره وحياته .الصورة التي رسمت الإرهاب كانت صورة بشعة مقززة اتسمت بالذبح والقتل الجماعي والتكفير والقتل على الهوية واستهداف المصلين وزوار العتبات المقدسة ، واستهدفت الأسواق والتجمعات السكانية ، فضلا عن اغتيال الشخصيات والرموز السياسية والدينية الشيعية ،فالإرهاب الذي سيطر على الساحة السياسية العراقية وعلى واقع المجتمع العراقي لبس لباسا طائفيا واعتمد منهجا طائفيا يحمل نظرة تكفيرية ضيقة ،بل انه اخذ مسارا تصاعديا في القتل والاستهداف وطالت جرائمهم مراقد ألائمة الأطهار والرموز الدينية والمقدسات ، وكانت الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المصلين الأبرياء من أتباع أهل البيت في جامع براثا في صلاة الجمعة تعبيرا واضحا على حجم الحقد والكراهية التي يحملها هؤلاء الطائفيين التكفيريين لاهل البيت ،وانهم استهدفوا معلما من المعالم الدينية الشيعية المقدسة في العراق ، وهم يحاولون إسكات صوتا مدويا للشيعة يعبر عن هاجس الشارع العراقي وصوتا مدافعا عن اهل البيت هو صوت الشيخ جلال الدين الصغير ،وسيحفظه الله برحمته وبركاته ليكون حربا ضد الإرهاب وضد الكفر ومدافعا عن العراق وأهل البيت .ولقراءة هذا الملف الامني الخطير في مسار الإرهاب وجرائمه نستطيع ان نضع بعض الآراء والأفكار والقراءات :
• ان هناك حركة واسعة تؤمن بالخط التكفيري ، وهي حركة منظمة تمتلك الخبرة والدعم الخارجي والدعم الداخلي والحاضنة التي تأوي هؤلاء التكفيريين ، لذلك علينا ان لا نقبل بالقول ان هناك مندسين ومخربين ، اذ ان ذلك لوحدة لا يعطيهم هذا الفعل الإجرامي الكبير ، فهناك وسطا يعمل في ظله الإرهاب يقدم له الحماية والإسناد والدعم ، فضلا عن الدعم الخارجي ومصالح ومخططات الإقليم العربي السني .
• ان هذا المنهج الإرهابي مدعم من قبل قوى سياسية تعمل على الساحة العراقية تروج له وتحاول ان تعطية تسميات وأغطية تحت عنوان المقاومة ، وهذه القوى والشخصيات تتحدث بصراحة ودون خجل او خوف ، وأصبح عمل هذه القوى السياسية والدينية السنية واجهة سياسية للإرهاب ، مهمتها منع إقامة حكومة قوية متجانسة تقود حملة لمكافحة الإرهاب ، وتدافع عن منهجه في المحافل المحلية والاقليمية والدولية .
• ان التصعيد الكبير في الأعمال الإرهابية الإجرامية في الأشهر الأخيرة جاء نتيجة توافق المصالح الأمريكية مع أهداف ومخططات الإرهابيين والقوى السياسية والدينية السنية ، فالأمريكان يعترفون ان التنسيق مع المجاميع الإرهابية أدى الى التقليل من العمليات التي تستهدف الوات الأمريكية ولكنها ازدادت ضد أبناء الشعب العراقي ، فضلا عن ذلك فقد لعب السفير الأمريكي دورا في تعطيل عمل وزارة الداخلية ، وتعطيل العملية السياسية والالتفاف على نتائج الانتخابات ، فضلا عن ان الشكوك تدور حول عمل القيادات المسيطرة على وزارة الدفاع .
ان فهم هذه النقاط الثلاث يجعل من السهل فهم طريقة التعامل مع الموقف ومواجهة التحدي ، ومطلوب ان نبتعد عن التهم العائمة غير الواضحة والتي قد يستفيد منها هؤلاء الإرهابيين ومن يقف معهم ، وندرك ان حجم التحدي كبير يتطلب حشد كل الطاقات والحفاظ على وحدة وتماسك الشيعة وكتلتهم السياسية الائتلاف ، وان ندرك ان السكوت والصبر لوحدهما لا يكفيان لمعالجة الموقف ومواجهة التحدي ، ان معركة كبيرة منتظرة يخوضها الشيعة في مواجهة الأمريكان والتكفيريين والإرهابيين .
جواد النادر
https://telegram.me/buratha