اياد الناصري
هل يستطيع المالكي من خلال ائتلاف دولة القانون سد فراغ المجلس الاعلى الاسلامي الذي طالما شكل سندا قويا وظهيرا لايمكن التخلي عنه؟؟ سؤال لايمكن لاحد الاجابة عنه الاالمالكي نفسه لسبب بسيط انه يعرف وبجلاء ماذا فعل المجلس وكيف دعمه وامن به ليشغل هذا المنصب الحساس في وقت لم يؤمن الدعاة انفسهم بقدرته على المضي قدما في قيادة الوضع بعد توالي الانسحابات من حكومته في الوقت ذاته لم يتوقف المجلس عن ابداء دعمه وكلنا يتذكر ذلك وبعضنا يستغرب حجم الدعم الذي قدمه المجلس للمالكي رغم وجود اكثر من بديل كان بأمكانه انقاذ الموقف وتجنيب الائتلاف العراقي الحرج وهذا ليس من باب الطعن بالمالكي او المن عليه فقد عمل بحكم المسوؤليات الملقاة على عاتقه بجد ومثابرة واجتهد من اجل ان يثبت موقفه واجبر المشككين والمراهنين على سقوطه انذاك انه الرجل المناسب لقيادة المرحلة وليؤكد ايضا صواب اختيار الائتلاف العراقي بقيادة السيد الحكيم رضوان الله عليه له لتولي هذا المنصب
لكن ماذا حدث اليوم لنراه يبتعد عن حليفه الاقوى والاقدر المجلس الاعلى لقد اختار المالكي الطريق الاصعب باعتمادة نتائج انتخابات مجالس المحافظات كمقياس لشعبية ائتلافه وحزبه وهذا الاختيار فيه مغالطات كثيرة فأعتبار امتلاك حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون للشارع العراقي يعد وهما كبيرا ومجافاة للحقيقة كما ان ماتحقق لم يكن ليوجد على ارض الواقع لولا اعتماد الرشى كما حدث مع مجالس الاسناد والتي نعلم عدم جدواها في محافظات الجنوب والفرات الاوسط والمستفيد منها (المالكي) كمرشح لخوض انتخابات لا كرئيس للوزراء وبعض شيوخ العشائر(شيوخ التسعين) الذين ينعقون وراء كل ناعق وسيبيعون المالكي ويرفضون هذه المجالس ان وجدوا بديلا ادسم في المستقبل القريب ...لقد وضع بعض الدعاة ومن سار على نهجهم من قبيل حيدر العبادي وسامي العسكري وغيرهم المالكي في مهب الريح باصرارهم على رفض بعض القوى كتيار الاصلاح والتيار الصدري من دخول الائتلاف الوطني ومراهنتهم على عامل الوقت لكسب الرهان ومضاعفة المغانم مطالبين بمحورية طاغية تلغي وجود قوى وكيانات باكملها لصالحهم وهنا كان من الطبيعي ان تصل مفاوضاتهم مع الائتلاف الوطني الى طريق مسدود الادهى من ذلك ان بعض المسائل الاعتبارية لعبت دورا بارزا في ابعاد المالكي عن الانضمام الى الائتلاف بعد اعلانه... منها عدم رغبته في الظهور بمظهر الضعيف امام القوى التي اشتركت في الائتلاف (شيكولون...دولة رئيس الوزراء مالكه احد يتحالف وياه ورجع يعني.. فششششل)
كذلك اعتماده على تقديرات بعض المتملقين و المغرورين ممن يثق بهم والذين لم ينقلوا صورة حقيقية له عما يدور في الشارع العراقي من امتعاض ابناء الشعب من اداء مجالس المحافظات والذي يعتبر الاسوأ منذ انطلاقها وخذ مجلس محافظة بغداد مثلا حيث تترك احياء بأكملها بلا خدمات اساسية وتصرف مليارات الدنانير من اجل تغليف بناية مجلس المحافظة التي تعد افضل بكثير من بنايات وزارات سيادية وكما يتردد في الشارع العراقي وهو الصواب طبعا ان الشركة التي احيلت اليها اعمال التغليف تعود (لارحام)السيد محافظ بغداد والمجلس كالمحافظة والاقربون اولى بتغليف البنايات هذه امثلة لانقصد من ورائها التشهير والانتقاص ابدا لكن يعز علينا ان تكبر الهوة بين القوى الوطنية العراقية وتتصادم المشاريع ظاهريا رغم ادراكنا لوحدتها جوهريا ولاشك ان الوحدة في القرار والموقف لن يزيدنا جميعا الاقوة وقدرة على مواجهة المشاريع الرامية الى عودة التمييز ولو بمقدار ضئيل يسمح بعودة الاوضاع الشاذة مستقبلا ان على السيد نوري المالكي كأمين عام لحزب الدعوة التفكير مليا قبل ان يراهن على فشله كقائد للحزب ومنافس يسعى لتولي رئاسة الوزارة القادمة وبعد ذلك لابد من اتخاذ قرار حاسم يكسب فيه اعتباره ويجنبه خسارة قواعده الشعبية التي كسبها حديثا بشكل او بأخر(لاتوجد قواعد شعبية كبيرة بحجم المجلس والتيار الصدري لحزب الدعوة وهذاما صدم الدعاة بعد عودتهم من المهجر) وقراره حسب رأيي المتواضع هو الانضمام الى الائتلاف الوطني العراقي وبأسرع وقت ممكن لان ذلك هو الضمان الوحيد والمؤكد لبقاء حزب الدعوة وقياداته في السلطة في السنوات الاربع المقبلة فهل اعاد المالكي حساباته جيدا وجزم بقدرته على تجاوز هذه المرحلة الحساسة بنجاح ام انه راهن على الفشل ولسنا ممن يتمنى له ذلك بكل الاحوال والظروف .
https://telegram.me/buratha