ناهدة التميمي
لعله اول رئيس عربي يقف على منصة الامم المتحدة ليتحدث بشجاعة ويقول لسنا ملزمين باطاعة مجلس الامن بصيغته الحالية وان العالم الثالث يعيش تحت ارهاب الدول الكبرى والتي يفترض ان تكون ضامنه لامنه وحامية للسلام وميثاق الامم الذي اصبح سيفا مسلطا على رقاب الدول الضعيفة وعونا للدول الكبرى التي تمتلك المال والاقتصاد والسلاح الذري وهي تبيح لنفسها كل شي وتحرم غيرها من اي شيء ..
واشار القذافي وبصراحة الى ان هناك تناقضا صارخا بين ديباجة ميثاق الامم المتحدة وفقراته قائلا ليس في الديباجة شيء اسمه حق الفيتو لاية دولة وانه طبقا لها فان جميع الدول متساوية في الحقوق كبيرها وصغيرها .. فهل نحن متساوون في حق الفيتو ..!! وهي تنص على ان لاتستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة .. ولكن في الحقيقة ان 65 حربا وقعت بعد قيام الامم المتحدة في سنة 45 واستخدمت فيها القوة المسلحة والمفرطة فهل كانت كل هذه الحروب للمصلحة المشتركة ام انها كانت لمصلحة دولة معينة او دولتين .. وقال لا للنفاق والمجاملة والديبلوماسية والتهاون لان ذلك ادى الى قيام هذه الحروب الخمسة والستين .. وان القوة الرادعة يجب ان تشترك بها كل الامم وليس دولة او اثنتين تقرران المصير .. مشيرا الى ان ثمانية حروب طاحنة قامت بها دول صاحبة مقعد دائم في مجلس الامن وصاحبة فيتو المفروض اننا نطمئن اليها في ردع العدوان وبث السلام والطمأنينة .. مضيفا لو كنا نعرف بحق الفيتو هذا لما انضممنا للامم المتحدة
ثم خاطب القذافي الحضور بصراحة فائقة بالقول ما انتم هنا الا ديكور او هايد بارك ومنبر خطابة للدول دائمة العضوية تملي عليكم قراراتها وانتم تستمعون وتصفقون على الرغم من كونكم 190 دولة وهم خمسة ليس فيهم من انتخب ديمقراطيا غير الصين.. فقد منحوا انفسهم حق الفيتو ولم نمنحهم هذا الحق .. فاما ان يكون هذا الحق للجميع او ان يلغى نهائيا .. فهذة الدول الاربع المسيطرة على مجلس الامن والتي في نهاية المطاف تقودها دولة واحدة تسفه الدول الاخرى وتحتقرها ولاتجدها اهلا لان يكون لها مقعد دائم او حق النقض
واضاف عجبا لهذه الدول فهي تحترم ميثاق الامم المتحدة وتقدسه وتجله اذا كان ضدنا.. ويضرب به عرض الحائط ويتم تجاهله اذا كان في مصلحتهم او ارداوا خرقه وان مجلس الامن لايوفر الامن بل الرعب والارهاب للدول الصغرى وطالب القذافي باصلاح الامم المتحدة بان يتحول مجلس الامن الى مجرد اداة تنفيدية للجمعية العمومية وقراراتها لانها تشكل اغلبية الدول( 190 دولة)..وقال يجب ان تكون للاتحادت مقاعد دائمة مثل الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والاسيان واتحاد امريكا اللاتينية ودول عدم الانحياز واتحاد الدول الصغرى ومنظمة المؤتمر الاسلامي كلها يجب ان تكون لها مقاعد دائمة وحق الفيتو..
واضاف ان وكالة الطاقة الذرية التي لاتتصنت ولاتفتش الا علينا ومحكمة العدل الدولية التي تكون قراراتها ملزمة وقسرية ومشددة فقط علينا لانعترف بها بعد اليوم اذا لم تكن علينا وعليهم بنفس الشدة والالزام. وقال ان اوباما ومضة ضوء في الظلام وانه يخشى ان يختفي هذا الخطاب المعتدل لاول مرة من رئيس امريكي بعد ان تنتهي ولايته ونعود للخطابات المتشنجة التي تعودنا عليها من رؤساء امريكا السابقين الذين ارسلو عاصفة الصحراء وعناقيد الغضب والرعد المتداول والورد السام والقنابل الليزرية ومناورات الفارس وانفلونزا الخنازير لشعوب الارض بدلا من توفير الامن والسلم لهم.. وطالب بنقل مقرالامم المتحدة الى وسط او شرق او غرب العالم لانه لايعقل ان يكون على الوفود الرئاسية كل هذه القيود والتكلفة الامنية ولايسمح لمساعدي الطيار او اطباء الرؤساء او مرافقيهم بدخول امريكا لان اسماؤهم في المنع ولايسمح للوفد الرئاسي ان يتحرك اكثر من 500 متر في المكان الفلاني والعلاني من اروقة الامم المتحدة وممراتها واضاف هازئا هل نحن في الامم المتحدة ام في غوانتاناموا .. هذه قيود لايمكن ان نتحملها ..
واختتم القذافي بمطالبته بفتح باب التحقيقات في كل الحروب التي وقعت بعد قيام الامم المتحدة ومجلس الامن الذي يفترض ان يبسط الامن في العالم ولكنه كان سببا وطرفا فيها وفي ملف الاغتيالات وساق امثلة كثيرة على الحروب منها الحرب الكورية وفيتنام وعدوان 56 وافريقيا والاغتيالات مثل اغتيال كندي الذي طالب بالاشراف والتحقيق في مفاعل ديمونة فاغتيل اليوم نظن ان حراكا رافضا للهيمنة السياسية والامنية والاقطاعية للدول الكبرى بدا يدب في جسد الدول النامية وبدات تتحدى الدول الكبرى وكان السابقون فيها نجاد وشافيز واليوم القذافي .. فهل من سيكون بشجاعتهم ويواجه بقول الحق بهذه الصراحة من حكامنا العرب مستقبلا..!!!
https://telegram.me/buratha