بقلم:فائز التميمي
لازال البعض على سـذاجته في إطلاق التصريحات من دون أن يدرس مردوداتها في المستقبل. ففي تصريح للسيد حيدر العبادي من أن الدعوة لن يسمح لنفسه أن يكون جسراً لوصول فئات ليس لها وجود مؤثر لتصل الى مجلس النواب. ففي الأمس القريب فاجيء السيد يوسف الحبوبي العراقيين بأنه حصل على أكبر نسبة من الأصوات في الإنتخابات المحلية في كربلاء على الرغم من أنه قبل الإنتخابات لم يكن يحسب له أحد حساب وحتى حزب الدعوة مع ما له من الجهاد فلم يكن قبل الإنتخابات يوحي بأنه سيحصل على نسبة كبيرة من الأصوات بل ولم يحصل مثل أصواته منفرداً. ثم إن الإنتخابات هي رهينة ظروفها المحلية والإقليمية والضغوط فهي ليست عملية ثابتة على مر الأزمان. والسؤال: من أين سيعرف السيد العبادي أنّ تلك الجهة مؤثرة أم لا؟ ولنفرض أنه رفضها وأخـذتها العزة بالإثم ودخلت الإنتخابات وفازت ببعض المقاعد فكيف سيكون موقفها من حزبه!!.
إنّ عالم السلطة غير عالم المعارضة ففي أيام المعارضة تتستطيع أن تهمش فلان وتقرب فلان لأنه ليس هنالك من إنتخابات لتعرف حجم وتأثير تلك الجهة.أما إذا كان ما قاله من باب التكبر والنظر الى الآخرين"بالعين الزغيرة" فهو مقتل آخر . ولأذكركم بما قاله رئيس سابق للمخابرات الأمريكية أظنه إدجار هوفر . يقول أحد ضباط المخابرات الأمريكية كان هوفر يستقبل أي شخص يريد التعاون مع المخابرات الأمريكية وفي يوم قلنا له: مالك تستقبل ملازم أول في الدولة الفلانية فما ترى مدى تأثيره فقال: كنت أعمل في سفارة أمريكا في سويسرا فجاء رجل ضئيل يريد مقابلتي مراراً فرفضت إحتقاراً له. فدارت الأيام وإذا به رئيس أكبر جمهورية سوفيتية وهو لينيين وقد حاولت أن أقابله بعد ذلك فرفض أن يستقبلني وقد إعتبرت من تلك الساعة فلا أترك حقيراً أو مهماً إلا وقابلته!!.
وأخيراً فإن السيد العبادي لا يحتاج الى مثل هـذه القنابل فهو أو حزبه يستطيع أن يعمل ذلك من دون أن يصرح وإذا كان لكل إنسان ملكين يراقبانه ففي العراق اليوم لكل مسؤول إلاف يراقبون سكناته وحركاته ويسجلونها عليه وينتظرون الفرصة للإنقضاض على السلطة. ونصيحتي الى كل السياسيين إن تصريحاتكم قنابل فإمنوها قبل أن تنفجر بكم.!!
https://telegram.me/buratha