نور الحربي
بعد مرور اكثر من ست سنوات على زوال الديكتاتورية المقيتة وما خلفته من خراب ودمار للوطن والانسان لازلنا نفتقر لثقافة المطالبة بالحقوق فقد ساهمت الة القمع الصدامية البعثية في تكريس السلوك العدواني والاقصائي لدرجة يصعب معها اقناع بعض المواطنين على قبول فكرة ان الكويت مثلا دولة جارة لها حقوق السيادة على اراضيها وحدودها وغير ذلك من الحقوق التي ضمنها القانون باعتبارها عضوا في الامم المتحدة... وان العراق لابد له ان ينتزع حقوقه بالطرق المعروفة والمناهج المعمول بها وفق الاعراف والاتفاقيات والقوانين الدولية لان محاولة البعض خلط الاوراق والابتعاد بالخطاب السياسي العراقي المتزن الى خطاب التهديد والوعيد والعنتريات التي تذكرنا بصدام وطبول حربه التي لم تتوقف عسكريا واعلاميا !!!
ما نريد قوله ان الازمة مع سوريا وقبلها الكويت وحتى تركيا اثبتت ان على الدولة العراقية ان تجد منهجا واضحا للتعامل مع الازمات وتبين من الان الطريقة التي ينبغي فيها التعامل مع دول المنطقة والعالم و يعززهذا النهج ثقة المواطن بالدولة العراقية وقدرتها على الدفاع عنه وعن حقوقه ومكتسباته ومصالحه .. ان افتقارنا لبرنامج واضح على مستوى ادارة الدولة يضعنا جميعا امام مسوؤلية كبيرة ويفرض علينا الخروج من حالة التناحرالسياسي التي بدأت تضعف العراق الجديد وتقلل من حظوظه في ارتقاء سلم الرقي كديمقراطية ناشئة تسعى لفرض نفسها وسط تباين الرؤى وتناقضها لدى دول المنطقة وينبغي هنا ان نؤسس لكل هذا على مستوى الشارع العراقي وكما يعبر شهيد المحراب (قدس سره الشريف) عن هذا التأسيس ويعتبر ان الانسان مهما كان مستواه الاجتماعي والثقافي يجب ان يعتاد الممارسة السياسية الصحيحة ويتعلمها ويفهمها ليتسنى له تطبيقها وهذا جزء مهم من حقوقه على الدولة التي ترعاه وتحكمه قوانينها التي وضعت اساسا لاسعاده وتنظيم شوؤنه وهذا طبعا لا يتأتى بالشعارات فقط بل يحتاج الى عمل كبير جدا من قبل الحكومة والقوى السياسية المؤمنة بحق المواطن في المشاركة بحكم نفسه عن طريق الاليات الديمقراطية المعروفة ولاننا نبحث عن ممارسة حقيقية يكون فيها المواطن والمواطن اولا صاحب اليد الطولى لابد من اعتماد هذا النهج الذي يعتبر بالنهاية عامل قوة لا اضعاف لمشروع الدولة العراقية ...
لقد اثبتت التجارب ان القوى الخيرة التي اسست لعراق ما بعد 2003مع هذا التوجه وعليها هنا ان لا تتباطىء او تتخلى عن هذا النهج لانها تستمد قوتها من وعي وادراك وايمان العراقي الاصيل بها كقوى مجاهدة حملت راية الدفاع عنه ومن يحاول ان يسيير لوحده بعيدا متناسيا كل ذلك فلا بد له ان يتذكر شيئا واحدا ان تجهيل المواطن وتغييبه والاستخفاف بقدرته على احداث التغيير والفرق ليس الا تنكر لكل ما قدم هذا المواطن من تضحيات جسام وهو بأنتظار ان يرد له الدين ويجازى بسخاء لانه اولى بثروات وخيرات هذا الوطن العزيز مع ان اعطاء المواطن الحق دائما لا يعتبر نجاحا للدولة و ليس ضروريا جدا لكن الضروري ان تعلم الدولة مواطنها على ثقافة المطالبة بالحقوق وبهذا يكون قد امتلك الاداة التي تمكنه من استعادة كل ماهو له فلا ضرر ولا ضرار وبهذا يستطيع ان يكون مواطنا وخادما لنفسه ولبلده ...
https://telegram.me/buratha