بقلم:فائز التميمي
إذا أردت أن تبين عيوب أي إنسان فسلط عليه جموع الناس وشعرائهم ليمدحوه بالشعر ويبالغون فيه فيفقد القائد أو المحتفى به رزانته وتظهر ثغرات نفسية على لسانه وما يُخفيه القلب يُظهره اللسان عاجلاً أم آجلاً!!.لـذلك فإن شاعراً مدح علياً (ع) فبالغ فقال له: لا تخاطبنا بخطاب الجبابرة!!.
ويقول شكري صالح زكي وكان وزيراً في أيام قاسم :كنت واقفاً الى جنب قاسم والجماهير تهتف له والأشعار والأهازيج من هنا وهناك فقال لي: أقرصني فنظرت إليه مندهشاً فأردف قائلاً: لقد بدأت أشعر بالغرور!! لـذلك نلاحظ على خطابات قاسم بعد سنة من حكمه أخـذت تتسم بالضبابية والإبهام مثل قوله: هم يريدون ولا يفصح عمن يقصد. والسيد المالكي يمر بتلك المرحلة الخطرة فإستجابته العفوية لأحد الشعراء ما معناه :لا أحد يستطيع أن يأخـذها منـّا!! وتصريحاته المبهمة في الناصرية بقوله : أن من السياسيين من له قدم في العراق وقدم في دولة عربية أخرى. وكـذلك أتخـذ قاسم خطوة أخرى حيث تخلى عن حلفائه من الشيوعيين والديمقراطيين في أخطر الفترات وكل ذلك لا يفسر إلاّ بأن ثقته بنفسه فاقت حد المعقول وهـذا ما إتضح بعد ذلك . إن الثقة بالنفس مطلوبة ولكن بحدود معقولة لا تدخل المرء حيز الغرور.
وإذا كان قاسم قد أحسّ أنه في طريقه الى الغرور وعدم سماع نصائح المحبين فإنه لا يقف الى جنبه من يقرصه بل من ينفخ وينفخ وهم يدعون محبته وأخشى أن نتـذكر قصة الضفدعة التي ظلت تنفخ وتنفخ حتى إنفجرت . وكلامي كلام محب ومشفق على السيد المالكي ولو كنتُ قريباً منه لقرصته قرصة أم محبة لولدها يصرخ منها ولكن لا ينساها!!.
https://telegram.me/buratha