بقلم : سامي جواد كاظم
بعد نشوة النصر في بدر عاش المسلمون كبوة أُحد والتي بالرغم من خسارة المسلمين فيها الا انها افرزت افرازات تجلت حقائق بسببها على من كان غافل عنها من قبل بعض المسلمين لتكون حجة لمن يدافع عن الحق ضد الباطل .على سبيل المثال عندما اشيع ان محمد (ص) قد قتل في المعركة ونادى بذلك ابو سفيان فطلب النبي محمد (ص) بعدم اجابته الا ان احد الصحابة اجابه خلافا لامر الرسول فما كان من المشركين الا اعادة الكرّة على المسلمين لكي يتمكنوا من رسول الله ولكن سيف علي عليه السلام وبقية الثلة من الصحابة المؤمنين الذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد وقفوا بوجه هذه الهجمات وفيها جاء نداء السماء لا فتى الا علي ولا سيف الا ذوالفقار كما وان بعض المتخاذلين راسلوا المشركين طلبوا فيها العفو والانضمام اليهم أي الردة فكانت الاية الرائعة والفاضحة لهم ( افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ...) اذن الانقلاب ليس بسبب مقتل النبي (ص) فقط بل حتى بعد وفاته اذن هنالك من ينقلب على دين رسول الله (ص) بعد وفاته .
النتيجة تعادل بين المسلمين والمشركين بدر للمسلمين واحد للمشركين وهنا أي معركة تعد فاصلة وحاسمة لبقاء احدهم فحشدت قريش الاحزاب والاعراب واليهود للقضاء التام على دين رسول الله بعد ما اخذتهم نشوة النصر على المسلمين في معركة لو التزم فيها المسلمون بخطة رسول الله(ص) وعدم ترك الجبل لما صار ما صار .المهم كانت معركة الخندق الحد الفاصل بين الايمان والشرك واستطاع احد عمالقة المشركين ان يجتاز الخندق الذي حفر بمشورة سلمان المحمدي عليه السلام .ارتجف غالبية الصحابة من لقاء عمرو بن ود العامري ونادى رسول الله من يبارز هذا المشرك وانا ضامن له الجنة فلم يجبه احد الا امير المؤمنين عليه السلام وبعد ما يأس من صحابته أذن لأمير المؤمنين عليه السلام في منازلة بن ود العامري وما ان خرج عليه السلام حتى قال رسول الله (ص) "خرج الايمان كله للشرك كله " هذه العبارة عظيمة ولها مدلولات اعظم وبدأ النزال ضربة بضربة مع عاصفة من التراب واذا براس عمرو بن ود العامري بيد علي عليه السلام قال رسول الله (ص) عن ضربة علي عليه السلام يوم الخندق بانها تعادل عبادة الثقلين .وبعد هذا النصر توالت الانتصارات الاسلامية في نشر الدين الاسلامي وحقا ان ضربة علي عليه السلام هي ضربة الايمان في دحر الطغيان .
وانزوت قردة بني امية على دفة الخلافة الاسلامية وعبثت بكثير من الافكار الاسلامية من خلال دس وتحريف الاحاديث النبوية مع اختلاق احاديث لتبرير اعمالهم الاجرامية مع محاولة تغيير تفاسير كثير من الايات بغير منحاها الصحيح منها مثلا ما صرفه معاوية لبعض ازلامه في تفسير اية وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) انها نزلت في علي عليه السلام .فالحالة المزرية التي وصل اليها المسلمون من تحريف في السنة الشريفة كانت بامس الحاجة لمن ينهض بها ، وجاءت الفرصة الذهبية بسقوط الامويين وقيام الدولة العباسية وانشغال العباسيون بتصفية الامويين مما جعل المجال مفتوح للامام الصادق(ع) في بث علوم اهل البيت وفي مختلف المجالات بل وتعدتها الى العلوم الاخرى منها الفلك والطب والفيزياء والكيمياء وبقية العلوم واما العلوم الفقهية فحدث ولا حرج والتي تعد المدرسة والمخزن الثر لاغلب العلوم التي يعتمدها فقهاؤنا اليوم من ابواب فقهية او قواعد اصولية .وهنا انتعش الفقه الامامي ايما انتعاش فكانت الحلقات الدراسة للامام الصادق عليه السلام بمثابة ظهور العلم كله للكفر كله واستطاعت مدرسة الامام الصادق عليه السلام ان تخرج علماء وفطاحل يبثون علوم اهل البيت حتى قيل ان هنالك اكثر من الف محدث يقول حدثنا جعفر بن محمد .ولو تصفحنا خيرة كتب الشيعة الفقهية ومنها على سبيل المثال وسائل الشيعة سنجدها تعتمد احاديث الامام الصادق عليه السلام وكثيرا ما نقرا فيها صحيحة زرارة ومرسلة ابي بصير وابان بن تغلب ومعاوية و و و .واليوم لو قيل الفقه الجعفري سيجول في الخاطر ومن دون استئذان علوم الامام جعفر الصادق عليه السلام حيث الجعفري هو اسم يدل على علم وليس على نسب .نعم وحاول سلاطين بني العباس من خلق مذاهب وملل في محاولة منهم للنيل من الفقه الجعفري الا انهم باءوا بالفشل ، هذه المذاهب الفاشلة هي اشبه بالمعارك الخاسرة للمشركين مع المسلمين بعد معركة الخندق
https://telegram.me/buratha