د. شاكر التميمي
قبل اكثر من عشر سنوات كنت اتساءل كيف يصنع قانون لشخص واحد ولم اكن اعلم حينها الطريقة بل لم اكن اتصورها وبعد تفكري هذا بثلاث سنوات كان احد الاساتذة الذين اعرفهم معرفة مناطقية يحاول السفر خارج العراق مع وعود في حصوله على عقد عمل في احدى الدول العربية بمجرد خروجه من العراق وكان من المستحيل ان يخرج اي استاذ جامعي لكن وبما ان هذا الاستاذ كان يكتب "للقائد الضرورة وبطل التحرير القومي ابو حلا " بالاضافة الى انه من الرجال الذين يتعاملون بالرشوة من كل اطرافها لذا استطاع الوصول الى مكتب وزير التعليم العالي انذاك ثم استصدار مرسوم جمهوري يقضي بان" يسمح للاستاذ الجامعي ان يحصل على اجازة بدون راتب والسفر اذا كان الاستاذ صحفي او من هذا القبيل "
وكان القانون او المرسوم فصل فلا ينطبق الا على هذا الموظف فقط و لابد من ان الكثير من المثقفين والباحثين والدارسين والناس العاديين سمعوا قبل شهر بقرار وزارة التعليم العالي او رئاسة الوزراء الذي سمح بموجبه لاصحاب الاعمار الكبيرة للتقديم لنيل الشهادة العليا ومن المعروف ان القانون صدر وسمح للتقديم خلال خمسة ايام ومن من العراقيين اليوم وبموجب نظام الفساد الموجود ان يروج معاملة او يحصل على وثائق ويقدم اوراقه للجامعة خلال خمسة ايام طبعا من المستحيل ان يتم هذا لغير المسؤولين
وبهاجس البحث وحب الاستطلاع استطعت ان اعرف ان هذا القانون وضع من اجل النائب كمال الساعدي حيث استطاع رئيس الوزراء ان يستخدم نفوذها ليجبر وزارة التعليم العالي على تمديد فترة التقديم والعمر من اجل عضو البرلمان علما ان تمديد العمر في العام الماضي كان وفق رغبة النائب كمال الساعدي الذي خاض امتحانات الدراسات العليا في العام الماضي لكنه فشل في الامتحان وهذا يدل على ان التعليم الجامعي العراقي يتمتع بحصانة حيث ان الجميع يجلس في قاعة الامتحان من دون القاب لكن يتم فرض بعض القوانين على الوزارت لغايات حزبية تدخل ضمن طائلة هيأة النزاهة التي تعاني كثيرا من ضغوط السلطة التنفيذية لانها جاءت برغبات تلك السلطة التي عينتها
كما هي مفوضية الانتخابات وغيرها من المؤسسات التي كان من المفترض ان تكون مستقلة وانا هنا لا اتهم الحكومة بعدم نزاهة تلك المؤسسات التي من المفترض ان تكون نزيهة ولكني اتهم تلك المؤسسات نفسها لانها لاتزال تعيش شرنقة الخوف والتوطوء مع السلطة التنفيذية العليا وكم من الانتهاكات التي تجري على يد السلطة التنفيذية التي غالبا ما يقودها مستشاروا رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة الذي يتقدم في المناصب يوميا فقد صار امينا عاما للرياضة والشباب والثقافة والخارجية والداخلية وصار يتحدث ربما بما لايقوله رئيس الوزراء ويقول ما لايقوله .
https://telegram.me/buratha