د. انوار الخزاعي
منذ كنت صغيرا عرفت ان المخابرات العراقية اصدرت مجموعة من الكتب التي تحكي قصصا حقيقة او خيالية عن مؤامرات الاغتيالات التي يتعرض لها الزعماء وكيف ان اجهزة الامن المخابراتية لتلك النظم والحكم استطاعت ان تفكك تل الشبكات التي تريد النيل على حد كتاب تلك الكتب " من الدولة والرمز الزعيم الاوحد والقائد الاقدر " وكيف ان هذه الاغتيالات تبوء بالفشل لان ذلك " القائد مسدد وجهاز الامني لايمكن اختراقه " وكان اساتذة علم النفس والاجتماع يقولون ان هذه الكتب والحكايات توضع كجزء من اجزاء الحرب النفسية وهي في الحقيقة نوع من انواع الدفاع فتلك النظم كانت كارتونية تحاول ان تخوف الانسان وتضع هيبة كاذبة لذلك الزعيم ونظامه الامني الذي يسوغ لنفسه قتل الناس عن طريق نظرية المؤامرة وحقيقة فان هذا المنهج الذي كان متبعا كان من الافكار والنظم الناجعة والناجحة
فقد ظل الكثير من العراقيين يظنون انهم لن يروا نظاما يسقط نظام صدام حتى ان نظام البعث المخابراتي حينها روج لنكت توحي وتعطي صورة بان صدام باق مادام له ان يبقى وما ان سقط حتى وجد العراقيون تفاهة ذلك النظام وزعيمه الذي وجد في حفرة فيما لاذ بالفرار جيشه الكبير المؤلف من مجموعات كانت ترعى بالمال العراقي من دون ان تعمل وما قصدي من سرد المقطع التاريخ الا ان اوصل القاري الى النظرية السائدة اليوم في حكومتنا فاليوم وما ان نكون على ابواب اي انتخابات حتى يروج بعض السياسيين المقربين من زعيم الحكومة جدا فكرة الاغتيالات فقد اطلق عضو مجلس النواب عن كتلة دولة القانون سامي العسكري مرات عديدة عن فكرة ومحاولة لاغتيال رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وراح يروج لها بالاتفاق مع الاعلام مدفوع الثمن ولكن كان النظام السابق يروج لفكرة الاغتيالات لتخويف المواطن من اليد البوليسية التي ستمسك من يحاول التفكير بالاغتيال وكاسلوب من اساليب الدفاع اما اليوم فلماذا يروج العضو المقرب سامي العسكري لهذه الفكرة ؟
يبدو ان السبب وراء الترويج لذلك وهذا التهويل الكبير يعود الى ان النظام في العراق اليوم نظام ديمقراطي لايمكن اخافة المواطن فيه بالسوط والسجن والقتل بل واخافته نفسيا عن طريق التخويف من الخارج والبعث فيحاول العسكري ان يقول للمواطن العراقي ان بديل المالكي هو البعث الذي ستعيده امريكا وان التغيير المرتقب هو تغيير الرمز وهنا يستفيد مطلق قصص الاغتيال هو ان يصنع رمزية لرئيس الوزراء وسامي العسكري يؤمن في قرارة نفسه ان المالكي ليس الا شخصية ثانوية في الحزب فهو يدرك ان تشكيل المالكي للحكومة لم يات الا بضربة حظ وربما لحد الان الكثير من قيادات حزب الدعوة الاسلامية غير مقتنعين بقيادة المالكي كما ان القصص تخوف الشارع العراقي من مستقبل بدون المالكي وحقيقة هذه التخويفات لا تتعدى غرف مبنى حزب الدعوة لان المجتمع العراقي مقتنع بانه مجتمع ولاد وليس مجتمع عقيم يموت بموت شخص او كيان سياسي او حزب يعتمد الافكار الضيقة .
https://telegram.me/buratha