علي المالكي
ليس سراً أن نكشف عن تغييرات جديدة ستطرأ على طبيعة وملامح التحالفات السياسية والائتلافات في مجلس النواب ومجالس المحافظات. وهذه التغييرات المرتقبة لا تصب ضد احد ولن تشكل تهديداً او خطراً على بقية التحالفات القديمة ولكنها تحالفات فرضتها المستجدات وظروف المرحلة الراهنة. ومن الواضح جداً ان الائتلاف العراقي الموحد قد استنفذ اغراضه وافرغ عن محتواه بعد تنصل جهات عن التزاماتها وحولته الى جسر حقق لها مكاسب سياسية واوصلها الى ما تصبو اليه فاصبح وجوده من الماضي ولا ثمرة له بوجود الائتلاف الوطني الجديد.
الائتلاف الوطني العراقي بقواه الفاعلة وغيرها التي ترغب بالانضمام اليه سيكون حضوره فاعلاً ومؤثراً في الايام القادمة سواء في مجلس النواب او مجالس المحافظات وسيعيد جميع التحالفات القديمة التي شكلت بتسرع غير منضبط وظرف منفعل بل ان مجالس المحافظات قد شكلت بطريقة مرتجلة ومنفعلة وهمشت اطرافاً كان لها وجودها وتجربتها وخبرتها في ادارة المحافظات الامر الذي يفرض اعادة النظر مجدداً بكل هذه التشكيلات والتحالفات.
والدور الاكبر للائتلاف الوطني سيكون في تفعيل الدور الرقابي والاشرافي لمجلس النواب والذي نجح رئيسه السابق الدكتور محمد المشهداني من افراغ البرلمان من دوره الرقابي وحوله الى اداة للصفقات السياسية وقتل فيه روح العطاء والحيوية وابعده عن اهتمام واحترام الشارع العراقي الذي له الدور الاكبر في تكوينه. والدور الرقابي المرتقب سيكون دستورياً بعيداً عن التسييس وتصفية الحسابات وسيحاسب البرلمان كل من وقف ويقف ضد استجواب المقصرين من المسؤولين لاسباب حزبية وفئوية.
لا يمكن ان نجاري زيداً او نداري عمرو ونفشل الارادة الجماهيرية ونضعف ثقتها بممثليها فان التضحية بسمعة البرلمان من اجل مداراة وزير مقصر يعتبر خيانة بحق الناخب العراقي الذي تحدى الارهاب وشارك في اصعب انتخابات نيابية في العالم وسط التهديدات والعبوات الناسفة. وليطمئن الجميع بان الائتلاف الوطني سيمارس دوره الدستوري والقانوني ويضع الاشياء في مواضعها وسيدافع عن الوزراء المظلومين ويحاسب المقصرين او الفاشلين ولن يظلم احداً.
https://telegram.me/buratha