بقلم الكوفـــــــي
كنت قد وعدت الاخوة القراء ان يكون لي مقال اخر يعكس المعانات التي واجهتنا اثناء وخلال عودتنا للوطن الحبيب ، اليوم وبعد انتظار لمدة اسبوع بين الدوائر جائني خبر كدرني كثيرا ان وزراة التربية في بغداد العاصمة لاتعرف تترجم شهادة ابنتي وارسلتهم الى جامعة بغداد والنتيجة نفسها ثم الى جامعة اخرى والنتيجة هي هي لانعرف ان نترجم هذه الشهادة وكأنها جائتهم من كوكب اخر ، اقولها ولا ادري سينشر المقال ام لا اقولها ( لقد خدعتنا يادولة رئيس الوزراء ) وحتى لايقول البعض ان من وراء مقالنا هذا تسقيط او استهداف لشخص دولة رئيس الوزراء ، مادفعنا وشجعنا على العودة تصريحات السيد المالكي من على الفضائيات والتي قال فيها بالحرف الواحد لقد حسبنا حساب اولادكم وبناتكم واصدرنا اوامرنا بتسهيل معاملاتهم ولكي يطلع السيد المالكي ماتعرضت له ابنتي من اجحاف من قبل وزارة التربية اقص ما حدث معي بالتفصيل الملل حتى تكون حجة عليه وعلى كل من يهمه امر اولادنا وبناتنا ، ابنتي لاتملك وثيقة عراقية سوى بيان ولادة صادر من قبل القابلة المأذونة والسبب في ذلك هو هروبي من جور النظام العفلقي الصدامي وكان عمرها اربعة اشهر وعبرت بها الحدود وتعرضت حينها الى معانات يعلم الله بها يكفي ان اقول انني مكثت شهرا كاملا وسط الاهوار ولا ادري في اي لحظة يظهر لنا حيوان مفترس ويفترسها ان لم اقل يفترسنا جميعا ، اول المعانات التي واجهتني كيف ساحصل لها على جنسية حتى استطيع ان اسجلها في المدرسة وهي في الصف الثاني المتوسط بمعادلة شهادتها ، قالوا لي لاتستطيع الحصول على جنسية لابنتك الا بعد ان تمتلك بطاقة سكن ، قمت بانجاز المعاملة بعد جهد جهيد وقدمتها الى مركز الشرطة في مديرية الاحوال المدنية ، بعد الاطلاع على معاملتي علم النقيب انني من المغتربين العراقيين همش على الفايل واعطاني موعدا بعد شهرين ، قلت له لا استطيع الانتظار باعتبار ان الموعد سيحرم ابنتي سنة دراسية وتوسلت اليه ان يقدر موقفي وكان الجواب انتظر شهرين ، قلت له ضع نفسك مكاني وابنتك تحرم سنة دراسية فما تقول ؟؟ قال لي انتظر شهرين فاجبته قسما بالله ( اشكرك ورحم الله ابويك ) بحرقة قلب وهو غير مكترث اطلاقا ، عند الخروج سألنا احد افراد الشرطة ابشروا ماذا حصل معكم لانه شهد الموقف بيننا وبين النقيب ، قلنا له اعطانا مدة شهرين وهذا معناه ان الطفلة ستحرم سنة دراسية ، قال له اخي هل نستطيع ان نحصل على معقب ونعطيه متاعبه لانجاز المعاملة صفن قليلا ثم قال هذا رقم هاتفي خبروني عصرا وانا سأنجز لكم المعاملة ( اقسم بالله هذا ماحصل ) ونحن في شهر رمضان ، عندما خرجنا قال لي اخي لاتظن ان تنجز معاملة دون اعطاء الرشاوي والا الطفلة ستحرم سنة دراسية ، ما ان جاء العصر قال لي اخي لنخبر الشرطي ونذهب اليه ، قلت له لا اريد فاجابني لماذا قلت له نحن لانعرف هذا الشخص وهو علم انني احمل جواز اجنبي فلا ادري لعله فكر في خطفنا او اي امر اخر ، عندها علم اخي الاكبر بالموضوع ولديه معارف في جميع دوائر الدولة فاتصل بشخص وابلغه الموضوع فاجابه لياتي غدا ويستلم كتابا دون ان يحتاج الى كل هذا الروتين ، في اليوم الثاني توجهت الى نفس المديرية وابلغت المدير العام بمشكلتي فاجابني لانستطيع ان نفعل شيئا والمعاملة تحتاج الى شهرين عندها لم اتمالك اعصابي خصوصا وانني شرحت له موقفي وموقف ابنتي التي ستحرم سنة دراسية ورجوته ان يساعدني ، عندها قلت له انت لاتستطيع فما قولك انني سأاخذ الكتاب من مديريتكم غدا وأأتي به اليك عندها نظر الي نظرة الخائف دون ان يتكلم وبعد ان بهت من كلامي سحب امامه استمارات ثلاثة مختومة وقال لي امليها ثم قام من وراء مكتبه واصطحبني معه الى غرفة النقيب وطلب منه ان يسهل معاملتي ويراعي ظرفي فهل تدرون مافعل جناب النقيب الموقر ، همش على الفايل وقال لي تعال بعد اسبوع ثم قال حتى وان اردت ان تاتي خلال اسبوع لامانع في ذلك ،
ولكي اختصر على القارىء العزيز لم استطيع ان احصل لها على جنسية في نهاية المطاف الا عن طرق معارف لنا ، قلت هانت والحمد لله وتركت العراق وطفلتي عند اهلي ، ذهبوا بها الى مديرية التربية مع الوثائق كلها وبعد يومين اكملوا معاملتها على اكمل وجه ، طلبوا منهم ان يذهبوا الى بغداد اي الى وزراة التربية لمعادلة شهادتها وارجاعها اليهم ، ذهبوا الى وزارة التربية فاحالتهم الى جامعة بغداد لكي تترجم الشهادة وبعد ان وصلوا الى جامعة بغداد جائهم الجواب لانعرف نترجم هذه الشهادة علما ان الشهادة باللغة الانكليزية ، ثم حولتهم جامعة بغداد الى جامعة اخرى فاذا بالجواب لانعرف نترجم هذه الشهادة ارجعوا الى وزارة التربية ، رجعوا الى وزارة التربية ابلغتهم انهم سيجهزون مترجما على الاسبوع القادم علما ان الاسبوع القادم تفتح المدارس ابوابها ، اقولها وبحرقة الى دولة رئيس الوزراء ( اتقي الله في ابنتي ) لقد كانت في بلاد المهجر معززه مكرمة ولولا خوفنا على اطفالنا لما ارجعناهم اليكم ابدا ، ولكي يطلع القارىء العزيز على حقيقة لايمكن اخفائها عندما وصلنا بلاد الغرب وبعد اسبوع توجهت الى مدرسة المنطقة وطلبت تسجيل اطفالي اتدرون ماهو جوابهم ، قالوا كم عمره قلت لهم 11 سنة قالوا هل تريد ان ندخله في مرحلته الدراسية ام نرجعه سنة او سنتين الى الوراء قلت اريده في سنته اي في الخامس الابتدائي قالوا املي هذه الاستمارات وما ان انتهينا من املائها قالوا اتريد ان يباشر الان بالدوام ام غدا فقلت لهم الان ، شكروني واخذوا ولدي بيدهم الى صفه الجديد وتعرف على التلاميذ من خلال معلمته من اول لحظة دخل ، اقولها مرة اخرى واختتم مقالتي ( اتقي الله في ابنتي يادولة رئيس الوزراء ) .
https://telegram.me/buratha