محمود الربيعي
منهج التكفير والقحط الفكري
يقوم المنهج التكفيري على الفهم الخاطئ والقراءة الخاطئة لمواد القرآن الكريم، فمن مفاهيم القرآن أنه يعمق مبدأ دعوة الانبياء الى الايمان من خلال الحوار وعملية الاقناع وترك الحرية للافراد لقبول تلك الدعوة أو رفضها ويترك أمرالكفار والمشركين الى الله، وهذه النظرية هي جزء من العقيدة الاسلامية في القرآن وتبقى مسألة الكفر والايمان بين الناس محور نقاش يقوم على أساس القناعة وبالتالي فليس من حقنا قتل الكافر والمشرك المسالم.. وأما تكفيرالمسلم فهو في غاية الخطورة ولايحق قتل المسلم بمجرد إلاختلاف معه في تفاصيل العقيدة ولاينبغي لأحد تجاوز حدود القران والسنة فالنصوص صريحة ولاتقبل الشك في هذا المجال.
تبريرات القتل في المنهج التكفيري تفتقد الى الحجج الشرعية
انتشار المفاهيم الدينية الخاطئة في اوساط التكفيرينإن القتل اليومي للمسلمين هنا وهناك على أيدي المتطرفين ينافي الشرع والقانون ولايستند الى أية وجهة شرعية أوقانونية ويفتقد الى المنطق.. إذ ليس من المعقول التعامل بشكل مزدوج فيكون المسلم مسلما في السعودية لأنه من ذاك المذهب وكافرا في العراق لأنه من مذهب آخر فمقاييس الاحكام إذن ليست محتكرة بيد فئة معينة.
الذرائع السياسية والدينية للتكفيريين ذرائع واهية
وينطبق الامر ايضا على فكرة العمالة التي يجب ان تحدد في عالم السياسة فلاينبغي قتل الابرياء في الاسواق بحجة أن هذه الدولة عميلة وتلك الدولة الاخرى ليست عميلة بحيث يعتبر البعض ان الحكومة في هذه الدولة عميلة بينما الحكومة في دولة أخرى ليست عميلة في حين ان تلكما الدولتين تتعامل مع نفس الجهة فكيف إذن يبيحون قتل الابرياء ويسفكون الدماء حسب المزاج.
نحن لانريد ومن منطلق الأيمان لأحد الكفر او الشرك ولكن علينا ان نقوم بهداية الناس وندعوهم الى الايمان بالحكمة والموعظة الحسنة ونجادلهم بالتي هي احسن كما أمرنا الله، وإلا فنحن قاصرون عن أداء مهمتنا في الدعوة وعلينا إذن أن نراجع أنفسنا في أختيار الطرق الصحيحة للدعوة، فطريق الدعوة والدفاع عن العقيدة لايأتي بالقتل وارتكاب الجريمة وإنما بالخلق العالي والتحلي بالصبر.
الجماعات التكفيرية التي تقترف جرائم الابادة الجماعية داخل الدول الاسلامية جماعات مشبوهة
إن القتل الجماعي للابرياء بحجة المقاومة يعد جريمة كبرى ضد الانسانية فقتل المئات من الناس ممن ليس له علاقة بالاجنبي أو بالكفار يعد ظلما بحق العباد.. فبربك أية دولة عربية لاتنطبق عليها نفس المواصفات التي يتذرع بها المتطرفين أفلا تتساوى الدول العربية في هذه المواصفات وقد تكون بعض تلك الدول العربية غارقة فيها بلاحدود.
منظمات سرية تقف وراء الجماعات التكفيرية هدفها خلق الفوضى داخل الدول الاسلامية
إن أعمال التهجير القسري وأغتصاب الاموال والممتلكات، وأعمال القتل والترويع كلها تصب في مصلحة أعداء الامة افلا ينبغي على التكفيريين مراجعة أنفسهم والتخلي عن الافكار والميول الاجرامية ويفكروا في العودة الى رشدهم ويهتدوا بهدي الله وكلامه ويهجروا دعوة الشيطان.
الاحزمة الناسفة والعبوات والاشرطة اللاصقة
إن القتل اليومي للاطفال والنساء والشيوخ والشباب الابرياء يخالف تعاليم الله سبحانه وتعالى التي تدعو الى السلم وحفظ النفس المحترمة فماذا سيقول القتلة المجرمين يوم يقفون بين يدي الجبار سبحانه وتعالى؟! أفحكم الجاهلية يبغون ام حكم الشيطان يريدون؟!
مخالفة التكفيرين للمناهج الاسلامية صريحة وواضحة
فالأسلام يدعو الى السلام وإلى احترام حقوق الانسان وقد نهى الأسلام تماما عن القتل ولم يبحه إلا في حالات الدفاع عن النفس كما نهى الاسلام عن التمثيل بالجثث وأن مانراه من التجاوز على الشريعة ليس الا تعبير عن الجهل والغرور.
الجماعات التكفيرية مجرد عصابات خطيرة منظمة ترتكب الجرائم ضد الانسانية
ومن العجب أن نسمع بجرائم إختطاف ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ألايعد ذلك متنافيا مع مبادئ الاسلام ومنهاج رسوله، وسواء كانت دوافعه طائفية أو لأجل تحصيل المال الحرام عن هذا الطريق أفلا يعد ذلك مخالفة صريحة للاسلام.
الجماعات التكفيرية تفتقد الى الاخلاق والنزاهة
وللأسف فأن بعض الدول العربية تتبنى نهجي الجريمة والأرهاب وتصدرهما الى بلاد المسلمين كما يحدث في العراق مخالفة بذلك النصوص الصريحة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الشريفة بالاضافة الى مخالفتها لمبادئ حقوق الانسان خاصة عندما تكون حاضنة ومصدرة لهذا الارهاب الذي تستر وراءه وتدعمه بقوة وتوفر له حرية الحركة الجغرافية الدولية وتوفر له الأموال والسلاح وتقيم له معسكرات تدريب بعيدا عن الانظار وبشكل سري أصبح الآن مفضوحا تماما بفعل الأدلة التي توفرت لدى الحكومة العراقية.
https://telegram.me/buratha