عمار البياتي
بالامس القريب حملنا على اكفنا الجثمان الطاهر لسماحة السيد الحكيم (قدس) واودعناه بالقرب من جده امير المؤمنين ليكون بذلك قد عاد الى مدينة النجف وهو ساطع الجبين وشامخ الهام ونقيةٌ صفحات سجل تاريخه المليء بالاباء والايثار والتضحيات وتسجيل اروع صور البطولة والمواقف المشرفة لخدمة الاسلام والعراق وفي مختلف الازمات والظروف العصيبة التي مرت به , رحيل السيد الحكيم قد ترك في قلوبنا جرح نازف وفي عيوننا دمع لاينضب ولعله مشاهد التشييع المهيبة وزحف الالوف البشرية انما كانت تعبر عن عظيم حزنها واساها الذي حل بها .
في رحيل السيد الحكيم نستلهم الدروس والعبر وكما اننا في فقداننا لعزيز وما يتبعه من عَبرة وحزن وحرقة الفراق ولا سيما ان السيد الحكيم ليس كأي انسان يقضي نحبه وينتهي كل شيء انما السيد الحكيم له علاقة وطيدة ومواقف مع الشعب العراقي وفي تواصل مستمر ابان حكم الطاغي وتجلت وارتقت هذه الصلة بعد سقوط النظام فضلا عن العلاقة التاريخية حيث كاد ان ينفرد سماحته بقضية المطالبة بحقوق الشعب العراقي وبذل كل الجهد من اجل تحقيق سعادة ورفاهية ذلك الشعب , الا اننا نحتاج ايضا ان تكون لنا عِبرة في رحيله فممكن ان نجبر كسر قلوبنا بفقده لاسيما ان سماحته ترك لنا ارثا يتمثل بالسيد عمار الحكيم والذي لانريد ان نتكهن في شخصيته وما ستظهره الايام المقبلة من طاقات خلاقة ومن حنكة سياسية في كيل الامور وخصوصا ما يتعلق بالشان العراقي وما اوضحه سماحة السيد الحكيم في وصيته له كان خير دليل على قدرة وامكانيته على ادارة الوضع السياسي والاستمرار في مسيرة خط شهيد المحراب نحو الرقي فهذه الالوف التي شيعت السيد الحكيم لابد لها ان تلتف بنفس المشاعر والاندفاع والحب والود نحو السيد عمار الحكيم والاستفادة منه والتمسك به وكذلك نوجه رسالة للذين ندموا كونهم لم يحظوا بحب واتباع السيد الحكيم لتكون لهم عِبرة وان يعتبروا السيد عمار هو ذلك السيد الحكيم وذلك الاسم الخالد الذي طالما كان المشعل المضئ نحو التحرر والاستقلال .
https://telegram.me/buratha