حسين جميل الركابي
لغة الأرقام والحقائق تهيمنان على عقول أفراد البشر,ولكن أي عقول ؟!! العقول المتفهمة0 ( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولوا الألباب) لماذا لم يقل الله عزوجل (يسمعون) بل قال (يستمعون) الجواب ,الإسماع يختلف عن الاستماع 0 لان الاستماع مع الفهم 0 لان ظاهرة التلقي لابد أن تكون بدليل وقناعة تامة , وهذه الظاهرة امتدحها القران 00 لكي لانكون ضحية لمنطق الشائعات و المغالطات والمهاترات وعدم الموضوعية والتعصب وفبركة قوالب القول وتزوير الحقيقة!! وعليه ينبغي للإنسان أن يتخذ من هذه الايه الشريفة مسارا للمنهج السليم . علينا أن نروض أنفسنا على تقبل أراء الآخرين القائمة على الدليل والبرهان,وان تقاطع ذلك واصطدم مع رغباتنا وأهوائنا مع إدراكنا التام لما يستلزم ذلك من جهد مضني لأنه ضد الانا المدمرة00
بعد هذه المقدمة القصيرة 0نتحدث عن كيفية انتخاب السيد عمار الحكيم قائدا لخط شهيد المحراب؟ مأخذان00شهرا بوجه عمار من قبل البعض,الأول يتمثل بكيفية انتخابه قائدا وهو شاب وعمره لايسمح بذلك,والثاني استلامه للقيادة كونه نجل السيد عبد العزيز الحكيم(رض) وطبيعي هذا النمط من الاعتراض لايصمد أمام المنهج العلمي والفحص والدراية لمن يمتلك ادني حس ثقافي سواء كان ذلك على مستوى التاريخ الإسلامي , او المستوى العالمي بشكل عام لنأخذ الاعتراض الأول 0الحركات التحررية الإصلاحية التي حدثت في بقاع عدة من العالم والتي قادها شبان اقل بكثير من عمر السيد عمار الذي اخذ عمره ألان يقترب من الأربعين عاما وهذا العمر تنضج فيه القابليات والمدارك العلمية والذهنية واتساع القدرات الفكرية, وللإشارة اذكر آن أسامة عندما كلف بقيادة الجيش الإسلامي العظيم من قبل الرسول محمد(ص)لم يصل سن العشرين عاما بعد, وقد كان ضمن هذا الجيش كبار الصحابة وأعمارهم تفوق عمر القائد الشاب اسامة000 الثورة الكوبية والتي قادها فيدل كاسترو وهو من مواليد 1926 ورفيق دربه تشي جيفارا الأرجنتيني من مواليد 1928 وقد استلاما الدولة عام 1959 بعد انهيار الطاغية باتيستا 00
وهناك أمثلة عديدة على مستوى مدرسة أهل البيت (ع) كاستلام بعض الأئمة قيادة الأمة وأعمارهم دون سن العشرين 00 أما الاعتراض الثاني فانه يتبخر ويتلاشى أمام طاولة البحث0 صحيح أن السيد عمار الحكيم ينتسب إلى عائلة عرفت بالعلم والشرف والجهاد عائلة آل الحكيم 0وبمناسبة التطرق إلى هذا الموضوع لابد لي أن أنبه ونحن نمر على ذكر هذه العائلة والتي مضت سنوات طويلة ولا يزال الإيجاز طابع ماكتب عن هذه العائلة الكريمة رؤوس عديد رفعت على أعواد المشانق ودماء سالت ورؤت بدمها الطاهر ارض العراق العظيم وأبطال كبار كانت لهم قصص كالأساطير,كالشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم والشهيد السيد محمد حسين الحكيم والشهيد السيد علاء الحكيم والشهيد السيد كمال الحكيم والشهيد السيد عبد الوهاب الحكيم والشهيد السيد احمد الحكيم والشهيد السيد مهدي الحكيم الذي اغتيل من قبل المخابرات العراقية في السودان, أضف إلى ذلك هو إيداع العشرات من عائلة آل الحكيم في سجن أبي غريب وكان من بين المعتقلين سماحة آية الله العظمى المرجع السيد محمد سعيد الحكيم وأبنائه ووالده أية الله السيد محمد علي الحكيم , وقد توج شهيد المحراب بشهادة كان يسمع صداها وهو يردد للشعب العراقي (يكاد المرء ينفجر لكي يحتضنكم) أعود فااقول ماابتدت به من لأجل تفنيد الاعتراض الثاني أو مايسمى (بالوراثة) 00
قبل الخوض في هذا الجانب أشير إلى نقطة لقد حصل نزاع بين مدرستين علم النفس, و التربية وهذا بدوره اشغل العلماء والباحثين وكلا يحاول إثبات صحة وصواب رأيه , أيهما يتحكم بالإنسان,التربية؟أم الوراثة؟ نظريات قدمت باادلة لكلا الفريقين, احدهما يفند الآخر0 الصحيح أن الإنسان يتحكم فيه عاملان,عامل التربية وعامل الوراثة00فااذن السيد عمار الحكيم هو امتداد لهذه الأسرة الشريفة بما تملكه من مقومات علمية وأخلاقية واجتماعية وجهادية أضف غالى ذلك انه نمى وترعرع في هذا الجو ألعلمائي الرباني ,عجنت روحه مع الآلام المحرومين والمستضعفين, انه القلب النابض لخط شهيد المحراب, يدرك ويستوعب معنى و قيمة الجهاد والصبر والمثابرة والمواجهة ضد اعتى نظام دكتاتوري عرفته البشرية, وتقدم الركب 7من أعمامه ذهبوا شهداء مع 64 شهيدا من آل الحكيم ,وإنصافا للتاريخ وأمانة للحقيقة إن عائلة آل الحكيم مفخرة وموضع اعتزاز لكل العراقيين وللأمة الإسلامية!وإضافة لما ذكر فلقد مارس السيد عمار الحكيم دوره في مقارعة النظام البائد00ورغم كل ماذكر لم يأتي انتخابه للقيادة على النقاط انفة الذكر0للحقيقة وللشرف ولقداسة الأمانة التاريخية الذي انتخب واكرر على إن أول من انتخب السيد عمار الحكيم هي الآلاف من أبناء الشعب العراقي التي أخذت تصدح حناجرها المدوية في سماء العراق أثناء تشييع جنازة عزيز العراق السيد الحكيم(رض) وهذا غير خافي على احد والجميع سمع هتافات الأمة في بغداد والكاظمية وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف(نعاهد نعاهد عمار هو القائد) وأكيد إن هذا لم يأتي اعتباطا وإنما هي رسالة في أروع دلالتها ومضامينها لما يتميع به السيد عمار الحكيم من ثقة مطلقة بالله جلت قدرته, وثقة عالية بالنفس, لديه الاندكاك والعشق والحب والولاء للمرجعية,وكم هائل من الخبرات والتجارب في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية, نشاط وقدرة وحيوية,يمتلك مواصفات وإمكانيات في المعارف الإسلامية وهو أستاذ في علوم اللغة والفقه والأصول والمنطق والفلسفة وعلوم القران, أما الصدق والشجاعة والنزاهة والقدرة والسلوكية المتزنة والأخلاق الرائعة فهذه من السمات البارزة في شخصية السيد عمار الحكيم,لديه القدرة على صياغة رؤى وأفكار ووضع آليات للعمل فيه الكثير من التوافق والانفتاح مع كل القوى الوطنية الخيرة مع الحفاظ على الثوابت المبدئية,لديه القدرة على إقامة علاقات مؤثرة وفاعلة على مستوى المحيط العربي والإسلامي,ومن أهم خصائص القائد امتلاك القدرة على تحريك الناس نحو الهدف الإنساني وهذا مايتمتع به السيد عمار الحكيم, لديه إيمان عميق بشعبه وكثيرا نسمعه يعتمد على المرتكزات الثلاثية ,الشعائر الحسينية,العشائر العراقية,المرجعية الدينية وهذا في الواقع منهج شهيد المحراب00وفوق هذا وذاك لديه خبرة عميقة اكتسبها وتعلمها وعايشها من شهيد المحراب وعزيز العراق0
حسين جميل ألركابي
https://telegram.me/buratha