ابو هاني الشمري
لان الموضوع مهم ويستوجب منا وقفة طويلة لما يحمل بين خباياه فهذا البرلمان الاعرج والاعمى والذي هب من غفوته التي طالت سنوات ليتحرك على استجواب الوزراء ويطيح بأحدهم والمتثمل بوزير التجارة في حادثة الاستجواب الشهيرة ... هذا البرلمان احق بالاستجواب بدلا من الوزراء الفاشلين ... لان الفشل الذي عكسه على الساحة العراقية المليئة بالمفاجأت والمآسي من خلال مجموعة غير قليلة من اعضاءه الارهابين والفاسدين والاغبياء والانتهازيين جعلت منه لوعة حرّى في صدرونا على تبوّء اولئك الاشرار تلك الكراسي التي أمّلنا من وراءها وعلى الاقل ان يعطوا حق الاموال والامتيازات التي استحوذوا عليها بسبب هذا المنصب.
دورة البرلمان الحالية على وشك الانتهاء وهم عادوا تحت قبته قبل ايام قلائل بعد انتهاء عطلتهم الصيفية والتي جائت بعد عطلتهم الشتوية , ولكن ما أن استمر تواجدهم تحت تلك القبة لاقل من اسبوع حتى بدأت مصيبة عدم اكتمال النصاب تظهر من جديد على اسماع الناس لتتعطل تلك القوانين التي اتحفونا بأنهم سيشرعونها بعد عودتهم من تلك العطلة الميمونة ولتتأجل اجتماعاتهم تلك الى مابعد عطلة العيد,وهي قوانين تنتظر التفاتتهم منذ سنين طالت بطول صبر العراقيين على هؤلاء المسوخ.... فلو عددنا اسماء البرلمانيين الذين يقضمون اموال العراق قضم اولياء السوء لاموال اليتامى عسى ان يعطوا حق مايقضمونه لوجدنا منهم من يعمل في دول الجوار مستشارا لدى بعض شيوخها والاخر يتجول بين مقرات رؤسائها للتآمر على ابناء شعبه ولكنه يستصعب الدخول تحت تلك القبة التي تعطية اموال تلك الجولات التآمرية بكل كرم وطيبة ومنهم من لايستطيع البقاء لاكثر من ثلاثة او اربعة ايام ليطير بعدها بطائرته المدفوعة الثمن من دماء العراقيين ليقضى شهرا مقابل كل يوم تواجد فيه في البرلمان والآخر يتواجد لارغبة في البقاء تحت تلك القبة وانما لكي يطلع على مايفيدنا من قوانين ليكون شوكة صلبة في ايقافها ولايصال المعلومة الى قادته المتواجدين في دول الجوار ليتخذوا اجرائهم المناسب حيالها بينما بعض منهم لديهم عصاباتهم الاجرامية داخل الارض العراقية والتي يديرونها لذبح اهلنا من الوريد الى الوريد وهذا مايجعلهم متواجدين على الساحة العراقية والاخرين منهم موجودين تحت قبته لانهم لم يصدقوا يوما انهم سيكونون(جايجية بمطبخ البرلمان)ولكن بطفرة وراثية اصبحوا اعضاء فيه فهم لايهشون ولا يبشون وانما موجودين فقط عسى ان تظهر صورهم داخل تلك القبة ليقال ان فلان برلماني عراقي!! عدا قلّة قليلة منهم اصحاب شرف وغيرة على العراق وشعبه وهم يتحرقون الما وحزنا ازاء مايجري بين دهاليز هذا البرلمان العجيب.
بدأت منذ اليوم مشكلة عدم اكتمال النصاب وستكون الايام القادمة بلا شك استمرار لهذه المشكلة .. ربما سيكتمل النصاب لفترة وجيزة للتصويت على قانون الانتخابات لانه يخدم هؤلاء عسى ان ينالوا مقاعد لهم في الدورة القادمة!! ولكن لو انتبهنا الى أن هؤلاء البرلمانيين سيتحركون باتجاه مناطق واسعة من العراق للترويج لحملاتهم الانتخابية التي لم يبق لها سوى ثلاثة اشهر لعرفنا بأننا سوف لن نحصل على اكتمال للنصاب في اغلب الاوقات لان السادة البرلمانيين مشغولين من اجل احزابهم وتكتلاتهم وحملاتهم الانتخابية ... بينما نجد انهم (حادين اسنانهم) على ممثلية الانتخابات ووزارتي الكهرباء والنفط لاستجواب قياداتها بسبب الفشل الذي طال كل مفاصل الدولة وهو ليس بسبب تلك الوزارات فقط بل بسبب البرلمان الموقر اولا واخرا ... فأين كنتم يابرلمان طوال تلك السنين لتستجوبوا رئاسة مفوضية الانتخابات او وزارة الكهرباء او غيرها من الدوائر والمؤسسات الفاسدة رغم انكم معنيين بهذا الامر منذ اكثر من ثلاث سنوات لتبتوا بأمر هذا الوزير او ذاك او هذه الدائرة الفاشلة او تلك او هذه الجهة الحكومية او تلك.
لو اطلع الشعب العراقي على سجل الحضور والغياب لهؤلاء البرلمانيين لعرف حقيقة تلك الشخصيات ولعرف ايضا من منهم كان مع العراق ومن منهم كان يأكل أموال العراق كباقي السراق الذين ملأوا دوائرها ... فما الفرق بين موظف سارق او مرتشي وبين برلماني يأخذ الملايين شهريا والكثير الكثير من الامتيازات وهو غائب عن حضور جلساته بلا عذر معقول.فمن سيحاسب هؤلاء وهم على وشك ان يحصلوا على رواتب تقاعدية وامتيازات ان لم يجدوا لهم مكان في دورته القادمة ستكفيهم هم واولادهم واولاد اولادهم للعيش من اموال العراق الذي لم يقدموا له نزرا يسيرا مقابل ما اغدق ويغدق عليهم من اموال هي حق مشروع لذوي من ضحى بروحه لرفعة العراق ولكي يأتي هؤلاء ليأخذوا مكان الشخصيات الخيرة والمجاهدة والكفؤة والتي تملأ العراق ... فمن سيحاسب هؤلاء البرلمانيين قبل ان يفلتوا بالتقاعد والامتيازات التي سينالونها بعد انتهاء هذه الدورة وهم لم يقدموا لنا سوى المآسى والخراب والبلاء.
وتحية من كل قلبي ومن قلب كل عراقي شريف تابع اعمال البرلمان هذه السنين للرجال الشرفاء داخله والذين لولاهم لوصلت بنا الحال الى امور لايمكن وصفها .. فقد ضحوا بكل مايستطيعون من اجل ان نحصل على الحد الادنى من القوانين التي انتزعوها انتزاعا من تلك العصابات المعششه داخل قبة البرلمان ... وليتأكد هؤلاء الرجال بأن شعب العراق قد شخصهم وهو معهم في كل خطوة يخطونها حتى نتخلص من كل اولئك المجرمين والمتطفلين الذين سرقوا منا اصواتنا اولا ومن ثم فرحتنا بالانتخاب في الجولة الانتخابية السابقة ... ولتكن انتخاباتنا القادمة النقطة الفاصلة للتخلص من هؤلاء لاننا سنعرف من سننتخب بالاسم والوصف والعنوان لا كما حدث سابقا حينما كان انتخابنا على اساس الكتل والاحزاب وبعدها افرزت لنا ما افرزته من اشرار جعلت العراق يخجل ان يحسب هؤلاء من مواطنيه.
https://telegram.me/buratha