بقلم : سامي جواد كاظم
ليس من الغريب ان تتناول كل وسائل العالم أي حدث او حديث يخص السيد السيستاني دام ظله لما يتمتع به من مكانة عالية في نفوس كل محبي الاسلام والسلام والانسانية وان كان هنالك القلة ممن يقطر قلبهم حقدا وكرها لسماحة السيد الا انه بالرغم من انوفهم تبقى القافلة تسير .
وهنا لي وقفة مع جريدة الشرق الاوسط والتي طالما انتقد مواقفها وكتاب مقالاتها وطبيعة نقلها للاخبار الا انني اجد نفسي مرغما الان بالثناء على هذه الجريدة في كيفية تعاطيها مع هذا الخبر الذي يخص السيد السيستاني دام ظله وثناء الجريدة على نقاط مهمة لها ابعادها في توضيح ونفي ما يجول في خاطر المتابع لاخبار سماحته .
تقول الجريدة عن طريق مراسلها قاسم الكعبي الذي كان احد الحضور الذين التقى بهم سماحة السيد :
عند منتصف شارع الرسول الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار عن مرقد الأمام علي بن أبي طالب في مدينة النجف، وما بين الدهاليز الضيقة والقديمة، يقع منزل المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم، آية الله علي السيستاني....
كما ونوهت الجريدة الى سبب الدعوة هذه واصابت كبد الحقيقة في التعليق حيث ذكرت ان السيد السيستاني دعا عددا من الصحافيين، من بينهم مراسل «الشرق الأوسط» في مدينة النجف، لمقابلته، وربما تأتي الدعوة لنفي تقارير عن تردي صحته وسفره إلى لندن لتلقي العلاج.
وكان لابد لها ان تشير الى مواقف السيد السيستاني دام ظله مع الساسة العراقيين الذين دأبوا على لقائه اذا ما تعسر عليهم امر وذكرت دوره المميز والرائع في التاثير على المواقف السياسية بالاتجاه السليم
تقول الجريدة :ودخل الصحافيون منزل السيد السيستاني المتواضع بأثاثه البسيط من دون أي تفتيش من قبل حراسه. ووقف السيد السيستاني ليستقبل الوفد الإعلامي وصافحهم واحدا بعد الآخر، وقد تحلقوا حوله على شكل دائرة للاستماع إليه.
وعندما قالت الجريدة ان الرجل السبعيني بدا في صحة جيدة قصدت تفنيد الاكاذيب التي روجت عن تدهور صحته وتابعت فقد تكلم بهدوء وصوت منخفض وباللغة العربية الفصحى ، وهنا صفعة اخرى للمتقولين الفارغين بان السيد السيستاني دام ظله لا يجيد العربية فهاهو مراسل الشرق الاوسط يرد عليهم .
وعن ماذا تحدث سماحته خلال اكثر من عشر دقائق؟ تناول شؤون الإعلام والسياسية والمجتمع وتاريخ العراق الحديث من العصر الملكي وحتى الآن من دون أن تبدو عليه علامات التعب أو المرض والإعياء.... أي بلاغة هذه بايجاز تناول كل تلك المحاور والتي قصد منها سماحته ابعاد اخرى حيث ذكر اول الامر ان صحته جيدة وهنا وخزة للاعلام عندما قال لهم (وعلى وسائل الإعلام نقل الحقائق بدقة).
لاحظوا دقة اختيار الكلمات في إعلام الإعلام بما اخطأوا في تقديرهم لطبيعة سماحته فقال : «أنا على اطلاع كامل بما يجري على المسلمين في أفغانستان وباكستان وإيران، وأتألم جدا للتفجيرات التي تحصل، وتألمت جدا للتفجيرات الأخيرة التي حدثت في العراق».
والامر الاخر الذي يستحق توضيح وكان حاضرا ضمن حديث سماحته حيث ذكر أن «في لقاءاتي مع الجهات السياسية أقول لهم لا تجعلوا المرجعية واجهة لعملكم، بل أنتم انتخبكم الشعب حتى تتحملوا المسؤولية، وأنتم من يدير البلد».
مؤكد أن في «أغلب لقاءاتي مع السياسيين أوصيهم بعدم جعل لقائي دعاية انتخابية لهم، بل هم تصدوا للمسؤولية وعليهم تحملها».
واما مسالة ان السيد السيستاني محب للعراقيين فهذا امر لا غبار عليه وجاء التاكيد على ذلك من خلال كلماته الوجيزة بانه «محب» لكل العراقيين، وبكل أطيافهم، وأنه ليس لديه تمييز بينهم.
والنصيحة للاعلامين وذكر صفات الصحفي الناجح بكل المعايير السليمة كانت ضمن حديثه القيم هذا فقد قال «أنتم صحافيون شباب مسؤوليتكم، كسلطة رابعة، كما يعبر عنها، نقل الخبر الواقعي بنزاهة من دون ميل إلى طائفة أو جهة معينة ولا محاباة، وعملكم مستقل، وأنتم من ينقل الإحداث التي تقع هنا وهناك، وعليكم بالحياد».
وبعد ذكره للاحداث والحكومات التي عاصرها في العراق منذ العهد الملكي الى هذا اليوم اشار الى تقطة حساسة جدا وهي فضح زيف شعار البعثية ( وحدة حرية اشتراكية )وهذا النص «منذ ستين عاما في العراق، وقد عاصرت الحكم الملكي وفترة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف وزمن حكومة البعث التي رفعت شعار الوحدة والحرية والاشتراكية، التي هي فارغة من محتواها»، مضيفا أن «الحرية تعني حرية الدين والمعتقد، ولكن الواقع كان خلاف ذلك».
اذن الحرية الحقيقية هي حرية الدين والمعتقد وليس حرية تعدد الاحزاب التي هي فوضى بمعنى الكلمة وهانحن نعاني منها الان في العراق .
اكرر كلمة ثناء لجريدة الشرق الاوسط على موقفها هذا دون غيره بعيدا عن دوافعها المهم انها ذكرت ما هو رائع عن سماحة المرجع الاعلى للشيعة في العالم وهذا ما اكدته الجريدة في بداية نقلها الخبر .
https://telegram.me/buratha