أياد الناصري
عجيب امر اشقائنا العرب في تعاملهم مع الاحداث والازمات وقضاياهم المصيرية والاشد غرابة هو نعيقهم خلف كل ناعق ومجافاتهم للواقع في اغلب مواقفهم واقصد هنا بالعرب انظمة الحكم والمتملقين لها وهم كثر ولعل مهزلة الزيدي ومسرحية قناة البغدادية اثبتت ان ازمة الاشقاء العرب كبيرة ومستعصية وتحتاج الى حلول كثيرة وجذرية في نفس الوقت .. لقد طبل الاعلام العربي ودعاة رفض احتلال العراق لفعلة الزيدي وعدوه فاتحا ومحررا واعتبروا رمية حذائه رمزا لتحرر العرب ورفضهم لمخططات امريكا والامبريالية الغربية وغير ذلك حتى ان كريمة احد الزعماء العرب امرت ببناء نصب لهذا الحذاء وهو تصرف اقل ما نقول عنه انه سخيف ويعبر عن ضحالة الحاكم وكريمته التي تتصدى لادارة العديد من المؤسسات ومن هذه المؤسسات مايعنى بالترويج للثقافة والفكر ويالها من مفارقة ..
بالمناسبة لست من انصار بوش ولا من انصار الزيدي ولا حتى المالكي لكن ما يحز في نفسي هو الطريقة الجاهلية التي يقود بها الحكام بها الحكام العرب ومن يطبل بجوقتهم من المتملقين لشعوبهم المسكينة حيث تسطيح الفكر وتعطيل العقل وتجميده من خلال بث مثل هذه الافكار الفارغة من قبيل الثأر واستعادة الكرامة وكأن العربي الذي امتهن كرامته واستعبد ولازال كذلك كان ينتظر ان يضرب الزيدي بوش ليتحرر وتعاد اليه كرامته المهدورة ولست ارى في ذلك غير اصرار الحكومات على اذلال هذا العربي المسكين فثروات الشعوب المحرومة التي اهدرت والتي في اغلب الاحيان تهدر من اجل ارضاء بوش بالخفاء من خلال صفقات حكومية عربية مشبوهة تبرم في غرف واروقة البيت الابيض ودوائر السي اي ايه ولتدعم هولاء الحكام وتضعف بل تصفي خصومهم بمساعدة بوش نفسه تارة وتهدر تارة اخرى من اجل اذلال بوش ودعم الزيدي ورفاهيته بعد ان غادر سجنه في بغداد الى منتجعات اوربا ومدنها الزاخرة بأنواع الملذات ليعوض التسعة اشهر الماضية من الحرمان في ذلك السجن الذي ابسط ما يقال عنه انه فاره ويحتوي كل سبل الراحة عدا انه يسمى سجنا ان هذه الازدواجية في التعامل مع عقل المواطن العربي البسيط الذي لازال يؤمن بألوهية حكامه يجعلنا نقف حائرين وينذرنا بالبؤس الدائم فالذي يرى في س او ص من الحكام مقدسا وقائدا ضرورة لايأتيه الباطل عن يمينه او شماله ولديه الاستعداد على الغاء عقله لمصلحة ذلك الحاكم اعتقد انه لن يتردد في قتلنا او قتل نفسه من اجل قتلنا كما يفعل الارهابيون الذين يتدفقون من شمال افريقيا والسعودية وسوريا واليمن وحتى مصر والسودان وجلهممن لديه الاستعداد لتنفيذ اعمال انتحارية تحت ضغط الاعلام العربي المنافق وقداسة الحاكم الاوحد الذي لا يعرف الخطأ ابدا ...
ببساطة ان التطبيل والتزمير لخروج الزيدي وهذا الكم الهائل من القصص البطولية(الاكاذيب التي رواها) والتي اعتادالنظام العربي الرسمي ان يتفاعل معها بمناسبة او من دون مناسبة بغضا بالعراق واهله وكيدا بالعراقيين يجعلنا امام خياريين اولهما العودة الى سطحية البعث والنظام الشمولي الموي الذي كان يحكمنا لعقود واعلان هزيمتنا ارضاء للاشقاء وهذا ما لا نريد ونرغب والثاني هو الاستمرار في مشروعنا الذي بدأناه منذ ان اعلنا المواجهة مع كل الافكار المنحرفة التي جاءت بالبعث الكافر الى السلطة وتأسيس عراق جديد يتعامل مع الحاكم على انه خادم للشعب وفرد من افراد المجتمع فرقه الوحيد انه يمارس قيادة الحكم لاجل الخدمة والخدمة فقط وهذا لايعني ان يهان من اجل ان يولد بطل مزيف اسمه منتظر الزيدي والا فأن جميع حكام العالم سيكونون تحت طائلة الاهانة لمجرد ارضاء نزوات اشخاص اخرين عشقوا الشعارات واعتادوا ان تتكرر مثل هذه المغامرات المخزيه لقد رحل بوش عن كرسي البيت الابيض بكل محاسنه ومساوئه وقد خدم شعبه الذي راى فيه الرجل المناسب لقيادة الولايات المتحدة الامريكية في مرحلة ما وقد غيرته اراداة الشعب الامريكي لوجود قناعة مغايرة في مرحلة اخرى مختلفة وهذا شان من يتعامل مع الحاكم على انه خادم للشعب فقط فما الذي تغيير في احوالنا نحن هل غيرنا حكامنا المتخمين وانزلناهم عن كراسي القداسة؟؟؟ ام ماذا؟؟ ايها العرب تعلموا من الاخرين ان تحترموا عقولكم ولعل الدرس الاول الذي لم تحفظوه لحد الان هو محو الصور المشوهة التي رسمها الحكام في عقولكم لانها صور تريد لكم ان تبقوا بلا عقول لكي يستمروا في استعبادكم وسترون في كل يوم مسرحية جديدة تستخف بكم وبالنهاية ستصفقون لها بعد ان ينتهي العرض وكل ذلك من اجل ايجاد مادة تصلح للاستهلاك المحلي فهل يروق لكم العيش في اجواء الازمة الى الابد...
https://telegram.me/buratha