المقالات

من جرائم البعثيين المنسية ضد المسيحيين العراقيين قرية صوريا

1776 22:25:00 2009-09-15

ذو الفقار آل طربوش الخفاجي

جرائم البعث لاتعد ولاتُحصى،لم يبادر جهاز حكومي اومؤسسة من المجتمع المدني لتسطير هذه الجرائم وتوثيقها وايداعها في اليونسكو تراثا على عنجهية الفاشست في بلد التراث الحضاري العالمي العراق . هل سمعتم بمجزرة قرية صوريا؟ لم نسمع ابدا لجريمة حدثت قبل 40 عاما بالتمام حصد البعثيون بها ارواح ابرياء من العراقيين المسيحيين حالهم حال اخوانهم الشهداء الاكراد والشيعة اليكم القصة المؤلمة لهذه النخبة الطيبة من شعبنا ونقول تذكروها يامن تقربون البعثيين لضفافكم او تحاوروهم وتصرفون الملايين على لقاءهم وهم يستحقون المحاكمة وياترى اين اليوم هذا المجرم المنسوب للعشيرة الطيبة؟ في اي دولة يعيش متنعما وضحاياه تحت التراب قُتلوا بدم بارد؟ الخبر عند دائرة التقاعد!!!القصة بتصرف من مقالة منشورة بالحوار المتمدن:التاريخ : 16/ ايلول 1969اليوم : الثلاثاء الساعة : بين العاشرة - الثانية عشرة صباحاً.المكان : قرية صوريا الكلدانية في منطقة سليفاني.الساكنون : عدد من عوائل المسيحية الكلدانية مع بضع عوائل كردية. الجريمة : قتل اهالي القرية بدون اثبات اي جرم. التهمة : خيانة الوطن ودعم قوات بيشمركه الكردية.القائم بالجريمة : الملازم عبد الكريم جحيشي مع جنوده.عدد الشهداء : 35 شهيدا بين طفل وشاب وشابة وشيوخ وعجوز.الجرحى : 55 جريح ، 40 منهم كلدانيا و 15 كرديا بعضهم توفوا بيما بعد.الشخصيات البارزة في الحادث : الشهيد الاب حنا قاشا والشهيد المختار خمو مروكي والشهيدة الشابة ليلى خمو التي تشابكت مع المجرم الجحيشي حينما بدا بالرمي اهالي القرية.الادانة الدولية : لا توجدالقضاء العراقي الحكومي : لم يجري اي تحقيقي في الجريمةالمحاكم العسكرية : لم تتخذ اي اجراء ضد المجرم بل كُفِأ برفع الجحيشي منصبه الى رتبة النقيب .

قصة الجريمةيقول السيد حنا ايليا الكزنخي الذي يعيش الان في مدينة ملبورن " في صباح يوم الثلاثاء المصادف 16 ايلول 1969 مرت مفرزة عسكرية من امام القرية باتجاه منطقة فيشخابور بقيادة الملازم المجرم عبد الكريم الجحيشي. بعد مدة قصيرة سمع اهالي القرية صوت انفجار لغم من بعيد، لم تمضي فترة قصيرة حتى عادت السرية العسكرية ودخلت القرية. امر الملازم الجحيشي مختار القرية الشهيد خمو مروكي بجمع اهالي القرية، صدف كان الاب الشهيد حنا قاشا هناك، حاول بعض من اهالي القرية الهروب يمينا او يسارا خوفا منهم، الا ان الاب الشهيد حنا قاشا حاول تهدئتهم واقناعهم بعدم وجود اي خطر عليهم لانه متأكد من برائتهم، وتقدم الى المجرم الجحيشي مستفسرا عن الغرض لتجميع اهالي القرية.

حينها بدأ المجرم الجحيشي بكيل التهم والسب لاهالي القرية، فاتهمهم بالتعاون مع قوات بشمركة ووضع الغام التي انفجرت على الطريق تحت عربتهم العسكرية اثناء مروها باتجاه فيشخابور. حاول الاب الشهيد حنا قاشا وكبار اهالي القرية اقناعه بأن اهالي القرية لم يعملوا ذلك ، فكلهم فلاحون بسطاء لا يعرفون اي شيء عن الالغام والمعدات العكسرية ولا ليديهم اي علم بوجود بيشمركة في المنطقة. الا ان المجرم عبد الكريم الجحيشي اصر وقال " ان لم تسلموا لي الفاعل ، فانتم كلكم متهمون، كلكم خونة سوف ارميكم" . فكان الحقد والغضب والشر يقدح من عينيه. فلما اتم جنوده من جمع اهالي القرية من الكبار والصغار والشيوخ في بقعة ارض مسيجة كانت تستخدم لزرع الثوم او بستان واحيانا تستخدم كزريبة للحيوانات (حسب اقوال البعض) وحينما لم يجد المجرم الجحيشي اي شخص قام بعملية زرع الالغام، سحب اقسام رشاشته ثم امر جنوده العمل بالمثل والبدء برمي اهالي القرية. حينها قفزت الفتاة الشجاعة الشهيدة ( ليلي خمو) التي كانت في مقتبل العمر على المجرم الجحيشي وتشابكت معه محاولة ايقافه واخذ السلاح منه، لم يستطيع المجرم سحب سلاحه من يدي الشهيدة البطلة، فسحب مسدسه و قضى عليها .ثم امر الضابط المجرم جنوده برمي جميع اهالي القرية بضمنهم الكاهن الزائر الشهيد حنا قاشا . استمر الرمي الا ان تأكد لم يبقى شخصا واحدا واقفا على قدمه ، لان مساحة المكان كانت صغيرة فوقعت الجثث واحدة فوق الاخرى الامر الذي ترك بعضهم يبقى احياء او جرحى. ثم اشعل النيران بالبيوت والبساتين وترك القرية منكوبة.

بعد هذا اكملت الجريمة من قبل الجهات الحكومة والجهات المسؤولة في المنطقة، الامر الذي لا يترك اي شك، كانت هناك اوامر من الجهات العليا لعمل هذه المذبحة، حيث منعت القوة العكسرية من وصول اي اغاثة او دواء للجرحى او حتى نقلهم او دفن الموتى ، لمدة يومين او ثلاثة تركوهم هناك في دمائهم الى ان قضى بعض الجرحى نحبه من شدة النزيف . بعد تدخل الشخصيات المعروفة واغوات المنطقة سمح لهم بدفن موتاهم ونقل الاحياء الى المستشفيات . سقط في هذه الجريمة 35 شخصا بعضهم براعم صغار لا يتجاوز عمرهم بضعة سنوات، وعدد كبير من الجرحى الذين توفوا فيما بعد.

ثم طالب السيد حنا الكزنخي الجهات المسؤولة بعدم دفن اثار هذه الجريمة التي سببت فقدان اخيه الصغير ياقو (12 سنة) وعجر والدته راحيل متي لمدة اربعين سنة فقال: " انني اطالب الحكومة العراقية وحكومة الاقليم تثبيت هذه الجريمة من ضمن جرائم الانسانية التي اصابت شعبنا العراقي كغيرها من الاف الجرائم التي اقدم عليها النظام المجرم في العراق منذ توليه السلطة في تاريخ العراق، وادخال الحادثة ضمن منهاج الدراسية للاجيال القادمة لا سيما في اقليم كردستان الذي دفعنا ثمنا باهضا في قضيته، كما اطالب المسؤولين من شعبنا تعويض اهالي الشهداء بما يستحقون كغيرهم الذين تم تعويضهم" .

يتوقف قليلا محاولا جمع قواه من شدة حزنه ويستمر في الحديث: " كان عمري عشرة سنوات في حينها ، اتذكر كان بيتنا في طرف القرية لم نسمع بما كان يحصل في القرية الا ان جاء احد الجنود واجبرنا بالحضور انا ووالدي ووالدتي واخواتي الصغار. كنت محظوظا كانت اصابتي في كف اليد ووقعت تحت اشلاء الجثث انا واخواتي سلمى (6 سنوات ) وجميلة (9 سنوات) في حينها، لكن استشهد والدي وعمي وبنات عمي اثنتان من ضمنها ليلى البطلة وكذلك زوجة عمي. حينها هربت الى القرية المجاورة افزروك ومن هناك ذهبت الى شكفتي مارا قرب مدينة زاخو حيث كانت اختي المتزوجة تعيش. قبل عبورنا نهر الخابور، طلبت من اخواتي الصغيرات جميلة وسلمى ان يغسلوا ملابسهم من الدماء التي لطخت بها. ولما وصلت بيت اختي. تعجت اختي واهالي بيتها عن قدومي ومعي اخواتي الصغيرات لوحدنا".

توقف قليلا السيد شمعون وادار وجهه طرفا محاولا مسك ذاته ثم استمر بالحديث فيقول: " حينها لم استطيع ان اتحمل فجهشت في البكاء واخبرتهم انهم قتلوا جميع اهالي القرية ولم يبقى احدا منهم حياً ونحن انهزمنا الى افزوك وجئت الى هنا الان).

عن هذه الجريمة يقول السيد شمعون " انني الطالب اخوتي وابناء شعبي من الكلدان جعل هذا اليوم متميزا في تاريخنا المعاصر، كذلك اطالب حكومة الاقليم ان تدخل هذه الجريمة في المنهاج الدراسية في كردستان كجزء من وفائهم لكل الجرائم والشهادات والماسي التي قدمها اهالينا في القضية الكردية منذ ما يربوا خمسين سنة.".

اما العم ايليا يوخنا جلو الذي يتجاوز عمره الان 85 سنة يقول " لا استطيع انسى تلك اللحظات التي استشهد فيها عدد كبير من اقاربي واهالي قريتي وانا اراهم يسقطون واحدا بعد الاخر في لحظات معددة، ولا ان انسى كيف استشهد ابني ياقو الذي كان عمرة 12 سنة على صدري برصاص هؤلاء المجرمون ."

اما زوجته راحيل متي ياقو تقول " كاد الموت يقضي علي لولا رحمة الله، كانت اصابتي شديدة و بالغة ، لي اصابة في ظهري وقدماي، عشت منذ ذلك ولحد اليوم اربعون سنة معوقة لا استطيع التحرك الا بصعوبة، والان اتحرك على الكرسي."

ثم تقول بعد " نقلي الى مستشفى في موصل اراد الاطباء قطع كلا قدمي، الا ان الاب ابونا البير الذي تواجد هناك في زيارتنا والاعتناء بنا منعهم من فعل ذلك."ثم اردفت تقول " لقد اصحبنا لا جئين خمس مرات وخسرنا ولدنا واصحبت معوقة خلال كل هذه السنوات."

يقول السيد ايشو بطرس" كان عمري 11 سنة ، احضرونا الجنود بالقوة انا ووالدي ووالدتي الشهيدة مريم صليو واخي زيتو واختي كني واخي الشهيد سفردون. استشهدت والدتي مريم واخي سفردون ووقعنا تحت الجثث ومن هناك اخذنا والدي الى قرية افزروك ثم الى قرية شكفدلي. ارسلني والدي اذهب الى القرية كي ارى ماذا حصل فيما بعد. بعد مجيء مع الاخرين وجدنا الجثث على حالها ، متحلل، متفسخة"

عن هذه الحادثة يقول السيد ايشو " كانت المذبحة الاولى في المنطقة لمدة طويلة من الزمن ، على الرغم من مرور اربعين سنة الا ان المسؤولون من حكومة الاقليم او حكومة المركزية لم يجروا اي بحث لجمع معلومات عن الجريمة ولا عن اهالي المذبحة"ثم يردف قائلاً " انا ايضا اطالب ان تسجل هذه الحادثة في الكتب التاريخية مثل تاريخ العراق المعاصر او تاريح الحركة الكردية لاننا دفعنا ثمنا باهضاً من اجل القضية الكردية، اتمنى ان تدخل هذه الحادثة في المنهاج الدراسية كي يعرف الاجيال القادمة عنها وان لاتنسى"

يقول السيد زيتو بطرس عن الحادث: " على الرغم من عمري الصغير، 8 سنوات لكنني اتذكر الحادث جيدا، جمعونا في بستان صغير مسيج، انا وقعت تحت الجثث لذلك لم يصيبني اي شيء، اتذكر قال والدي لي ارمي نفسك على الارض واجعل نفسكم امواتاً)عن دفن الموتى قال السيد زيتو " كانت الجثث متفسخة، فعمل اهالي القرية مع الرجال القادمون من القرى المجاورة حفرتان كبيرتان وضعوا الرجال والصغار في احداهما والاناث في حفرة اخرى"ثم يردف قائلا " اتذكر جيدا كنت ابحث عن حذائي ، حينما مسكني احد الجنود وضربني على ظهري وسحبني حافيا الى مكان الجريمة. اتمنى ان لا ينسى هذا الحادث ويصبح عابرا بل على الاقل يتم بناء نصب تذكاري في هذا الموقع وان يدخل تاريخ هذه الجريمة في المناهج الدراسية كي تتطلع الاجيال القادمة عليها وان لاتنسى . "

الرحمة لشهداء العراق واللعنة على البعث ومناصريه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2009-09-16
هذا الجبن بعينه , وهو اسلوب الخنازير البعثية ...يا هيئة إجتثاث البعث , نسمع بكم ولا نرى فعلكم , وكلمـــــا تمر الأيام يزداد خنازير البعث تواجدا ً ...اللــــــه اللـــــــه بالمظلوميـــــــــــــــــن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك