الدكتور مصعب الجوراني
لم يفاجئ المتابع حينما يطلع على الرفض المبدئي لحزب الدعوة للانضمام للائتلاف الوطني العراقي ولكن يفاجئ حينما يصر البعض مما أغوتهم الشعارات على تأييد دولة القانون في الدخول للانتخابات المقبلة في قائمة مفردة متأثرين بتصريح سامي العسكري النائب المحسوب على جماعة المالكي في حزب الدعوة حينما قال " تم تشكيل الائتلاف الشيعي ونحن نسعى لتشكيل ائتلاف وطني" هذا القول وأردف عليه حيدر ألعبادي النائب عن الدعوة جناح أوربا بان " حزب الدعوة يريد تجديد ولاية ثانية للمالكي " يستنتج من خلال التصريحين أن الوطنية التي يريدها حزب الدعوة هي" وطنية المناصب " وإذا كان هذا هو الهدف المتفق عليه من جميع إطراف الحزب فعلى التضحيات الأولين ودماء الشهداء ومواقف السجناء والمعذبين السلام.
أما نقاش هذه التصريحات فلابد أن تطرح على السيد المالكي قبل كل شيء أن حزب الدعوة ومنذ عقدين من الزمن قبل الإطاحة بنظام صدام فقد شعبيته وقاعدته الجماهيرية بسبب ابتعاد اغلب ما تسمى بـ(قيادات الحزب) عن هموم العراقيين- وقبع هولاء في ظلال مكيفة بعيد عن حقيقة ما يدور في العراق ولم يذكر لهم اسم أو كنية في مجمل مراحل العمل السياسي والجهادي- والدليل السنتان نيسان 2003 - نيسان 2005 اللذان لم يعرف لحزب الدعوة أي دور حقيقي - يعالج أهات ذوي الشهداء الذين سقطوا على مذبح العراق باسم الحزب ولم ينئ بأنين السجناء الذين قضوا زهرة شبابهم في دهاليز وأقبية البعث-
ولكن ما أن عقد العزم على تشكيله الائتلاف العراقي الموحد في 2005 حتى أجبر حزب الدعوة على الدخول ضمنه وبعد النجاحات التي حققها الائتلاف الموحد على مدى السنوات اللاحقة - والتي احتكرها البعض لجني مكاسب ضيقة ومصالح فردية جعلت من لم يكن معروف في سنوات الهجرة والجهاد ولم نطلع على تاريخه الحقيقي- يطبل باسم (دولة القانون) الذي انسلخ من (الائتلاف العراقي الموحد) ويتبجح بعدم الدخول ضمنه مجدداً محاولاً صنع مركب جديد باسم دولة القانون والذي نجح في السباحة بالسواقي والجداول المحلية (الانتخابات المحلية) متناسين القائمين عليه أن السباحة في الانتخابات البرلمانية ستكون في البحار والمحيطات ويغرق من غرته مسابح الصغار وان ما حصل عليه الائتلاف العراقي بظل وجود المالكي في رئاسة الوزراء لم يكن هكذا لولا تضافر جهود كل الإطراف وان محاولة سرقت الجهود لم تدم طويلا رغم ما ستحصده نتائج الانتخابات المقبلة وان الدعوات والدعم اللامتناهي للائتلاف الوطني العراقي من كل الإطراف التي تريد الخير للعراق سوف يبدد مساعي دعاة الوطنية الزائفة والذين يتصورون أن صيغتها " ضع يدك بيد الذباح والمجرم والإرهابي ستكون وطنياً" حسب تفسير السعودية والجهات المؤيدة لها التي أنفقت المليارات والدولارات من اجل عدم تحقيق الائتلاف الوطني العراقي الأغلبية في البرلمان الجديد حتى لا يشكل في العراق حكومة ستنتصر للمحرمين والمعذبين وستنصر دماء السيد محمد باقر الصدر والسيد قاسم شبر وعارف البصري والشيخ مهدي السماوي وغيرهم الآلاف من الأبرياء الذين سحقتهم شعارات " الأمة العربية الواحدة ورسالتها اللاخالدة".
وأخيرا يا أستاذ المالكي أن تصريحات بعض أجنحة حزب الدعوة والتي يطبل لها أعداء الإسلام والعراق - فإنها ستكون عليك وباء وان لا بقاء للإنسان ألا ما حفظه التاريخ له وخوفي عليك أن تغرك الدنيا بغرورها وتأخذك العزة بالابتعاد عن مبادئك وان وجودك هو من اوجد المتصيدين بالمياه الأسنة - وان أبواب الائتلاف الوطني العراقي مفتوحة ولا حاجة بان يهرج العسكري والعبادي وغيرهم من أتباع الأجندة الخارجية وقابضي ريالاتها ودولاراتها وأنت عليك الاعتماد منذ كنت في خطوط الجهاد الأولى وعرفناك أبا أسراء فلا تدع التاريخ يقول عليك " انك من شق عصى الإسلام المحمدي الحقيقي"
https://telegram.me/buratha