المقالات

مَنْ يوجه مَنْ.. المرجعية والمكلفون

870 14:04:00 2009-09-14

اكرم الاسدي

قد يتوهم بعضنا بان المرجعية الدينية مؤسسة لبيان الاحكام الشرعية وتشخيص الوظيفة الشرعية (العبادية) ولا يتعدى اكثر من ذلك كبيان المواقف التي لها مساس بالواقع السياسي كالمشاركة في الانتخابات والعملية السياسية وهذه من المغالطات التي وقع بها بعض السياسيين الذين يحصرون دور المرجعية على مستوى المنحى العبادي ويجردونها عن بقية مواقف الحياة والمجتمع.كثير من الممارسات اليومية لا علاقة لها بالعبادات لكنها تخضع لضوابط الشريعة كالمباحات التي تفوق الوجوب والحرمة والمستحب والمكروه.فهناك وظائف كثيرة لا تمت للعبادات بادنى صلة لكنها تحتاج الى موقف شرعي وقد يتوقف على فواتها مفسدة كبيرة كوجوب حفظ النظام العام ووجوب حماية الناس من قبل جهاز الامن ونظام المرور التي يفرض الواقع وجوبها احياناً عندما يؤدي اهمالها الى اختلال النظام العام وسيادة الفوضى والاضطرابات.وحتى المشاركة في الانتخابات كممارسة تحتاج الى موقف عام والا يعني ان تكون اعمالاً عبثاً ولغواً دون تحديد الموقف العام ولو على مستوى المباح الذي لا يرد فيه وجوب او حرمة او استحباب او مكروه.ومن الاخطاء القاتلة التي وقع بها بعض الاسلاميين هو تصورهم بانهم لا يحتاجون الى مواقف المرجعية الدينية الا في المواضع التي هم يشخصونها بالرجوع وليس المرجعية الدينية بينما العمل السياسي لخطورته وتعقيداته وتداعياته وما يمكن ان يؤدي احياناً الى انتهاكات الحرمات واراقة الدماء وخصوصاً في العهد السابق زمن المعارضة.والوهم الاخر الاكثر خطورة هو تصور اخرين بانهم هم الذين يحددون للمرجعية الدينية وظيفتها وموقفها وكأن المرجعية الدينية تأتمر باوامرهم وتمنع بنواهييهم بينما المرجعية الدينية هي التي تحدد الموقف الشرعي والوظيفة العملية للمكلفين وليس العكس.والوهم الثالث الذي وقع به بعض الاسلاميين هو تعاطيهم مع الموقف المرجعي بانتقائية وبنظرية الربح والخسارة فيستجيبون لها في المواطن التي تحقق لهم مصالحهم وينأون عنها في المواقف التي تستلزم تضحيات وتنازلات عن بعض المصالح والمنافع الحزبية.واما المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي نشأ وتحرك في اجواء المرجعية الدينية فيرى خلاف ذلك تماماً فان اتباع المرجعية الدينية والالتزام باوامرها من الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها مطلقاً.وزيارة سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي للمرجعيات الدينية في النجف الاشرف واطلاعها على الاوضاع السياسية في البلاد تعزز علاقة المجلس الاعلى وقياداته بالمرجعية الدينية باعتبارها صمام امان يرجع اليها في كل القضايا التي لها علاقة في الحياة والمجتمع والسياسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك