محمد عماد القيسي
مثلت خلافة العظماء على مر التاريخ مسألة مهمة وحاسمة في حياة الشعوب والأمم على اعتبار إن الخليفة سيقع عليه ربما ثقل اكبر من الشخص العظيم نفسه لأنه سيكون تحت مقياس المقارنة بنموذج قريب وكذلك يكون مطالبا بأداء يرتقي على من سبقه أو على اقل تقدير لا يقل عنهم وقد لا تؤخذ الظروف المحيطة بالحسبان وتأتي أهمية اختيار الخلفية أو توجيه الأنظار إلى شخصية معينة بوصية أو قول تسهيلاً وتخفيفاً على الأمة في تحديد القيادة اللاحقة والمكملة للمشروع.
وتأتي الدروس الإلهية في اختيار الأنبياء وخلفاءهم وكان الاتجاه في اغلب الأحيان هو اختيار الخليفة أو الوصي من عائلة النبي أو ذريته لأسباب عدة ترتبط بمعايشة ومعرفة الخليفة المختار للتجربة الرسالية واطلاعة على مراحل تطورها ومعالجة العقبات والعوارض وفي جميع الأحوال كان اختيار الخليفة أو الوصي مشروطاً بإتباعه للمنهج الرسالي الصحيح وتفانيه في سبيله وكذلك توفر مجموعة من الملكات والمواهب والقدرات تميزه عن الآخرين ويشهد له الاخرون بها. وكانت هذه الطريقة في تعين أو اختيار أو الوصي ناجحة ومرضية على مر التاريخ وأسست لمنهج اختيار الأوصياء والخلفاء خارج الأمور الرسالية والإلهية.
وعلى ذات السياق كان اختيار السيد عبد العزيز الحكيم للسيد عمار الحكيم لقيادة المجلس الأعلى والتشكيلات الأخرى في تيار شهيد المحراب فمن المتفق عليه إن السيد عمار الحكيم يمتلك الكثير من المقدرة والمواهب القيادية بالإضافة إلى تمتعه بقبول كبير لدى أوساط عديدة ليس في تيار شهيد المحراب فقط وإنما لدى أغلبية الشعب بالعراقي. ومن المفيد إن نتذكر دوره الرائد في تدعيم الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي من خلال الزيارتين التاريخيتين والمهمتين إلى محافظتي الانبار وصلاح الدين وكانت تلك الزيارتين المنطلق لعودة اللحمة بين أبناء العراق وقبر محاولات الأعداء في إشعال الفتنة المذهبية وهو دور مشهود وكبير للسيد عمار الحكيم.
وهذا الدور ليس بالمستغرب على السيد عمار الحكيم فهو ومنذ سنوات طويلة كان محط اختيار وعناية وتوجيه عمه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم وكان السيد عمار مسؤولاً عن الجانب العقائدي للمجاهدين من خلال إعطائه الدروس العقائدية لهم في ايام الجهاد ضد الدكتاتورية .وبعد اختياره لنيابة المجلس الأعلى في حياة والده عزيز العراق اثبت السيد عمار الحكيم كفاءة ودراية عالية في ادارته للأمور خلال العامين الماضيين وهو ما يشهد له به جميع قادة المجلس الأعلى وتيار شهيد المحراب الذين أصروا على اختياره لرئاسة المجلس تكميلا وتثبيتا لاختيار السيد الحكيم (رض) له في وصيته
إن رجلا يستلهم قدسية المرجعية العظيمة لجده الإمام الحكيم والتاريخ الجهادي لعائلة ال الحكيم وتضحيات شهدائها وفكر الشهيدين محمد مهدي ومحمد باقر الحكيم وعايش واستبط ستراتيجية وتخطيط والده عزيز العراق في بناء العراق الجديد ... سيكون يقينا قائدا يشهد له التاريخ ويأمل منه العراقيون كل الخير.
محمد عماد القيسي
https://telegram.me/buratha