بقلم : سامي جواد كاظم
للتعددية اصول وخطوط حمراء لابد من الالتزام بها حتى يمكن لنا ان نقر بان تعدديتنا اصولية ، التعدد هل هو الاختلاف في الفكر او المذهب او المعتقد او الراي ؟ قد تصح الكل وقد لا تصح ؟ فالتعددية هو الاختلاف في اصل الفكرة هو الاصح لكن هنالك تعددية استحدثت هي التعددية في الوسيلة التي تحقق الفكرة وبين هذا وذاك تحدث تجاذبات تترك اثرها على التعدديين واتباعهم .ومن هذه الاثار السلبية التي لا مبرر لها بدأت تظهر على اتباع اهل البيت عليهم السلام لاسباب لا يمكن لنا ان نسميها اسباب والعجيب في الامر ان هذه التعددية تظهر على الاتباع سواء كان زمام الامور بيدهم او لا .في يوم ما ومن خلال علاقتي باحد الطلبة الحوزويين الذي اكمل مرحلة البحث الخارج وكتب رسالة عملية كي ينال صفة مجتهد وقدمها للسيد ابي القاسم الخوئي قدس سره فلم يوافق عليها ولم يرفضها تركها من غير ختم وعندما قدمها للسيد عبد الاعلى السبزواري امضاها واقرها ولكن لم يستطع اعلانها فاستغرب الطالب من هذا وسال السيد السبزواري فقال له السيد انا منحتك فهل ترى رسالة باسمي في الاسواق ؟ الغاية من الرواية ان اسلوب السيد الخوئي قدس سره بمنع نشر رسالات عملية اخرى حتى لا يتشتت ذهن المقلد وبالرغم من ان الخلافات بين الفقهاء لا تعد خلافات تستوجب التناحر ابدا ولكن حتى تكون هنالك قيادة مركزية واحدة فلهذا ما كان يجروء احد على النقاش بمواضيع تؤدي الى التناحر .وفي اخر ايامه سمح للسيد السبزواري بطبع رسالته والمعلوم عن السيد الخوئي انه منح الاجتهاد تحريريا لثلاثة احدهم واصغرهم اية الله العظمى السيد علي السيستاني ، ومع رسالة السيد السبزواري ظهرت عدة رسالات بعضها مدعوم حكوميا .تعددت الرسالات هل هذا يعني التعددية ؟ ان قلنا نعم فانها شتت الاتباع من خلال اقتحام بعض الفقهاء المجال السياسي الصدامي والذي يلهب حماس الشباب من غير النظر الى العواقب من هذه الخطوة او تلك الفتوى وهذا التناحر في بعض الاحيان ينتهي الى الشتائم والتفسيق احدهم للاخر وهذا الاسلوب بعينه هو الذي يستخدمه المبغضون لاتباع اهل البيت وظهر اثره علينا.في يوم ما كانت العلاقة بين السيد ابي القاسم الخوئي والسيد الشهيد محمد باقر الصدر باروع صورها حاول العابثون من بث اشاعات بين طلبة الحوزة مفادها ان هنالك خلافات او ان السيد الصدر جاسوس للحكومة تخيلوا هذه الافتراءات اين وصلت بنا ، المهم انقشعت الغيوم وظهرت الشمس وعرفت الحقيقة .صحيح العبء الاكبر يقع على مراجع التقليد لانهم هم اولى بطمر الخلافات الجزئية التي لا مبرر لها ، في يوم ما سال فقيه الشيخ المقدس الاردبيلي وهو بحضرة فقهاء هل الخمر نجس ؟ اجابه المقدس قدس سره نعم واغلق النقاش وعندما هموا بالخروج لحق الشيخ الاردبيلي السائل خارج الدار وقال له ان الخمر ليس بنجس ولكنني اجبتك بنجاسته خوفا من اضطراب الافكار لدى الحضور .هذه الاخلاق هل فقدت اليوم ؟ كلا انها موجودة ولكن الاسلوب في اظهارها وتثبيتها هنا المشكل فانا اجزم ان السيد السيستاني لا يقبل انتقاص اتباع الشيرازي ولا السيد الشيرازي يقبل انتقاص اتباع السيد فضل الله ولا السيد فضل الله يقبل انتقاص اتباع السيد السيستاني وهكذا فالكل يرفض مبدأ التناحر .نحن نؤكد على التعددية ونسمح لافكار ومذاهب حتى انها الحادية بالانتشار ونحترمها ولكن اذا ما قلد احد اتباع اهل البيت مرجع اخر غير الذي يقلده الاخر هنا تحتدم النقاشات ونرفض مبدأ التعددية اصلا لماذا ؟ التفتوا الى الفتن التي تعصف بنا واجسادنا كلها جراح نحن بامس الحاجة للعلاج وليس لتثخين الجراح .فاذا لم تكن ثقافة التعددية حاضرة بين اتباع اهل البيت فاننا نرفضها جملة وتفصيلا والعكس بالعكس وما جرى في ايران ليس ببعيد .حتى الاحزاب والائتلافات في العراق فانها متناحرة وكأن المجال لا يسع الا لحزب واحد اذن اين التعددية التي نؤمن بها ؟.
https://telegram.me/buratha