بقلم : سامي جواد كاظم
الازدواجية في التفكير اصبحت سمة من سمات القرضاوي الذي لا يرى الا بعين واحدة ولكن هل رؤيته هذه جهل ام تعمد هنا الحيرة وان كان أي منهما فهذا يعني سلبية تفكيره ، ومصر تاتي بعد السعودية في كم الفتاوى الهائل الذي يطرح على الساحة الاسلامية وبشكل غريب لا منطق يقبلها ولا عقل يستسيغها .اخر موضة من الفتاوي القرضاوية جاءت ردا على سؤال من العراق في حلقة "فقه الحياة" يوم 9 -9 -2009 الذي يبث على قناة "أنا" بشأن العراق وتجنس العراقي المهاجر بالجنسية الأمريكية قائلا: "في هذه الفترة بالذات لا نجيز له، لكن هناك عراقيين تجنسوا بهذه الجنسية قبل ذلك في فترة الهجرة من البلاد والفرار من الاضطهاد والملاحقة.. فهؤلاء لا مشكلة بالنسبة لهم، إنما الآن لا يجوز لعراقي أن يتجنس بالجنسية الأمريكية".وحتى لاتنطلي فتوى القرضاوي على من يجهل الامر هذا من جانب ومن جانب اخر نظهر ازدواجية تفكيره .بالنسبة للاحتلال ماهو تعريفه وكيف هو شكله ؟ الاحتلال وجود قوات اجنبية على ارض دولة اخرى مع تاثير حكومة هذه القوات على قرارات البلد المتواجد على ارضه قواته ، تعالوا لنلقي نظرة سطحية وعابرة ونرى كم دولة عربية يوجد على اراضيها قوات اجنبية حكومتها لها تاثير على حكومة الدولة التي فيها القوات الاجنبية ، من الطبيعي وبالفطرة تاتي قطر في مقدمة هذه الدول ونضيف لها اغلب دول الخليج ومعهم مصر والاردن و و و ، ناهيك عن دول اجنبية منها المانيا واليابان وفرنسا وجورجيا بل اغلب دول الاتحاد السوفيتي سابقا الا يقال عنها هذه دول محتلة ؟!.فالقرضاوي قصد العراق دون افغانستان لاغراض طائفية بحتة ولانه كثيرا ما يرتطم في الجدران عند الافتاء فالامر اصبح لديه طبيعي في الافتاء من غير تفكير .الامر الاخر المعلوم لدى الكل ان امريكا ليست من السهولة ان تمنح الجنسية الامريكية لمن يريدها بل حتى ان الفيزا لا تعطيها بسهولة وكم من لاجيء يتعسر عليه الحصول على الكارت الاخضر في امريكا .امر اخر لو منح أي مواطن في العالم الجنسية الامريكية من يستفاد اكثر ؟ فاذا كان المتجنس من الشخصيات المفكرة فان المنفعة متبادلة وهنيئا لامريكا هذا الامر طالما تقدر العلماء ولكن لا بارك الله فيها عندما تستخدم العلماء بالاتجاه الارهابي ، اما المواطن العادي اذا ما حصل على الجنسية الامريكية فانه سيتمتع بامتيازات لا يجدها في أي دولة اسلامية بل ان هذه الامتيازات لو بحثت عنها لتجدها كلها تشريعات اسلامية بحتة تصب في صالح الانسان الا اننا انشغلنا بالاضطهاد وغيرنا استفاد من تشريعاتنا ، واسال القرضاوي هل سمع في يوم ما هنالك امريكي او انكليزي طالب بجنسية دولة عربية ؟بقي مسالة الجنسية من ناحية فقهية ، اذا كانت الجنسية تعد احدى الاعتبارات التي تقيم الانسان فهذا باطل لدينا كمسلمين بل يعتبر التعصب الجاهلي بعينه ، اما اذا كانت لغرض امور تنظيمية في سير امور المجتمع في الحقوق الواجبات مع احتواء الاجرام مثلا وحفظ الحقوق فهنا لا باس بها بل تعتبر افضل وسيلة لحفظ الحقوق .
ثم يقول القرضاوي "من كرامة الإسلام ألا يتجنس العراقي بجنسية المحتلين لأنها مولاة والموالاة لا تصح للمحتل لأنه محارب للمسلمين" .عجبا وهل الجنسية هي التي تثبت الموالاة ؟ الا يوجد من منح الموالاة اكثر من المتجنس لامريكا بل اضر بشعبه بسبب الموالاة من غير جنسية امريكية وكم من حاكم عربي مثال على ذلك ، فالجنسية الامريكية الحقيقة هي في التصرف لصالح امريكا وليس بالورقة والقلم التي على صورة جنسية ، فكم من امريكي ابا عن جد وحائز على الجنسية الامريكية لم يوالي امريكا بل يرفض سياساتها الخارجية الحربية اين الموالاة يا جناب الشيخ هنا ؟
https://telegram.me/buratha