اكرم الاسدي
قد يتبادر الى الاذهان بان ابقاء باب الائتلاف الوطني العراقي مفتوحاً لكي يسمح لانضمام المترددين اليه واذا كان هذا التبادر صحيحاً فالصحيح ايضاً بان الباب المفتوح قد يسمح للخروج ايضاً وليس للدخول وحده وهذا ما نحذر قادة الائتلاف الوطني منه والانتباه اليه فليس من الصحيح الانتظار طويلاً لانضمام الاخرين اليه فان ذلك قد يسمح لاخراج الاطراف الفاعلة منه عندما تبقى تلك الاطراف المترددة تناور وتراوغ وتلعب بالوقت الضائع من اجل اشغال الائتلاف الوطني وحلفائهم الفاعلين كالتحالف الكردستاني وغيره ومحاولة جعل الانتظار والامل بالانضمام لعبة لتسويف الكثير من الملفات العالقة كحجب الثقة عن الاخرين ممن هم تمادوا كثيراً في عرقلة الاستجوابات لاغراض حزبية وفئوية.
وتبقى القضية الاهم في هذا السياق هي ان تتضح لشعبنا اسباب النزول بائتلافين في وقت تتعاضد وتتساند كل قوى الشر والظلام على ضرب الائتلاف الوطني ومحاولة اعادة العراق الى المعادلة السابقة والجميع يدرك حجم الامكانات الهائلة من اموال البترول العربي للتأثير على الناخب العراقي في الانتخابات النيابية القادمة والتي لم يبقى لها سوى ثلاثة اشهر.مسؤولية النزول بائتلافين مع حرص قوى الائتلاف الوطني وانتظارها الطويل لضم بقية اطراف الائتلاف وسعيه الدائم والمستمر في تقديم التنازلات من اجل المحافظة على المعادلة الجديدة والوقوف بوجه المؤامرات والمخططات التي تستهدف الائتلاف وتغيير المعادلة وابعاد رئاسة الوزراء منه.
الشعب العراقي هو المسؤول الاول والاخير في تحقيق مصير المعادلة الجديدة والمنعطف السياسي وتغيراته في العراق فلابد ان يطلع على كل التفاصيل التي ادت الى عدم لملمة شمل الائتلاف في حال عدم انضمام الاخرين اليه وهو الذي سيحاسب الاطراف التي فرطت بالائتلاف الوطني وادت الى نزول ائتلافين رغم الخطر الاكيد على الائتلاف وحكومته من سياسية المحاور الاقليمية الفاعلة والخطيرة. سياسية المحاور الدولية والاقليمية التي نأى العراق الجديد عنها مازالت تتحرك في الافاق الانتخابية القادمة وقد شحذت كل القوى الاقليمية الكبيرة امكاناتها واستنفرت قواها الاعلامية والمالية لتحقيق الاغراض الاقليمية الخبيثة ولبننة الملف العراقي بنفس الطريقة الانتخابية التي جرت مؤخراً في لبنان.
https://telegram.me/buratha