المقالات

بطـران من يــود الجيــران

841 04:59:00 2009-09-12

عبد الرزاق الكاظمي

لاريب في ان العراق وعلى مدى تاريخه الطويل مبتلى اجل مبتلى بما حباه الله وأوهبه من نعم وهي كثيرة ومتنوعة وغير قابلة للنضوب وقد لايتوفر منها ما يوازيها او يماثلها لدى دول الجوار او الشعوب المحيطة به لذلك لانجافي الحقيقة او المنطق عندما ندعي او نقول بأنه أغنى دول المنطقة وأكثرها ثراء ولولا هذا الغنى او الثراء لما تمكن من الحياة والاستمرار الى يومنا هذا بلحاظ ما مر به من محن وكوارث وما تكالبت عليه من قوى وأنظمة وطغاة وحتى افكار وتطلعات مدمرة وما اشبه .منها ماهو وافد من خلف الحدود كأي مرض او وباء ومنها ماهو داخلي بأمتياز ولكل من هذا المجموع آثاره وشواهده وبصماته وهي عديدة ومتباينة ويصعب حصرها لانها نتاج ماض غابر ومغبر مع حاضر تزدحم به المتناقظات وتتشابك فيه الايدي قبل المصالح والمطامع قبل العواطف وحتى التاريخ الذي سجل ونقل لنا الكثير منها لم يستوعبها كما هي لكثرتها وحساسيتها كما ذكرنا ثم الفيتو الذي منعه من نقل حقائقها كما هي على الارض او الواقع ,لذلك غاب عنا الكثير وتجزء اليسير ,

المهم ان هذا الثراء الذي نتحدث عنه لايعني بالضرورة حجم ما عنده من موجودات او ارصدة او حتى ارقام قد تشير في العادة الى الغنى او الفقر او نسبة التطور او التخلف .واذا سلمنا بهذا الامر فأننا قد نجافي الحقيقة خاصة في الوقت الراهن بأعتبار ان اغلب دول المنطقة قد سبقتنا كثيرا وفاقتنا على الاقل بما عندها من رخاء وارصدة قد تكون خيالية ؟لذلك تتمنى هذه الدول ان يبقى التفاوت على حاله ولهم في ذلك اسبابهم ووسائلهم وحتى محاولاتهم وهي مرصودة ومكشوفة لدى عامة العراقيين المهم الذي نقصده هنا هو بما يمتلك من مزايا عديدة وعناصر قوة تجعله في المقدمة وعلى الدوام . ومن عنده شك او تحفظ نقول له اقرء وتمعن وبتجرد ثم قارن وليكن بحثك من عصر او فجر السلالات والحضارة والى قبل تسلط البعث وطاغيته المقبور تحديدا بأعتبار ان العراق في زمنه قد كبى او تعرض للشلل التام وكل منظومة الحياة فيه قد توقفت ,

ومع ذلك نقول وبقدر ما تكون هذه المزايا قوة ورفعة وسمة ومكانة الا انها وبذات القدر كانت السبب في ما تعرض له من بلاء وما حلت به من كوارث ونكبات وامراض وعلل وما الى ذلك من محن قد لاتفارقه ولربما الى زمن المخلص الذي ليس ينقذه فحسب وانمايمكنه على نفسه اولا ثم الجيران وما بعدهم .ومايعنينا الان ان العراق قديما كان في حالة صراع وتجاذب مع ماكان من قوى كبرى وبقية من كان همهم الغزو والتوسع وتكوين الامبراطوريات وتدمير مراكز الحضارة والتمدن . اما اليوم فأن صراعه وأبتلاءاته ومشاكله كلهاهي من الجــــــيران تحديدا وبلا استثناء او مجاملة . فجميعهم متفقون على مخاصمة العراق وألحاق الاذى به وبأبنائه بل وفيهم من يفكر بتمزيقه وتدميره ككيان قائم لكي لايقوم كما كان قائما عبر تاريخه . ولا يخفى هنا انهم جميعا قد توسعوا على حساب العراق اي انهم تمددوا ولكن على حساب الارض العراقية ولم يكتفوا بما أخذوا بعنوة او مكرمة ؟ او حتى ما أستولوا عليه فيما مضى بل انهم استمروا ومن خلال تطويع العامل الدولي والضغط بأتجاه تمكينه من فرض أرادته تحت يافطات عديدة ابرزها (قوانه )مبررات عراقية صرفة كالحروب او وجود طاغية او حاكم مستبد او حتى ظرف من الظروف المفتعلة التي غالبا ما تكون مقدمة لكي تتحرك الاجندات ولكن بالتوازي مع هذه الظروف او الازمات والتي قد تكون خارجية او داخلية في خضمها وكالعادة يخسر العراق فيها جزء من ترابه الوطني او مياهه

ولنا هنا ان نتصور كم فقد العراق خلال الحقبة الصدامية (تقلص)ومن جميع الجهات . وهاهي الكويت كم اخذت وكم اضافة الى ما سبق يكفي انها اصبحت دولة عليه وقبلها ايران بأتفاقية الجزائر عام 1975 وهي الان تتحكم بشط العرب وهذا يعني الكثير للعراق وهكذا فكل دول الجوار اضافة لها ممتلكات عراقية والخرائط الجغرافية الجديدة توضح كم وبالمناطق او الكيلومترات والطامة الكبرى ان مكونا عراقيا يدعي بعراقيته الان هو الاخر وكدول الجوار يريد ان يستحوذ على اكثر مما بحوزته وقد اعلن كم هو يريد ونشر خرائطه علنا وحججه كما عند دول الجوار ايضا

وينبغي التذكير هنا ان العراق لم يكن بهذا الحجم او المساحة الحالية وحتى دول الجوار لم تكن موجودة او كذلك وهاي الخرائط والادلة التاريخية تشهد وتذكر ثم تشهد مرة اخرى ان العراق كان مركزا لامم ودول شتى وحتى لامبراطوريات وممالك وحضارات لها حيزها الكبير في التاريخ والمسيرة الانسانية عموما .ثم تشهد ثالثة ان العراق خسر حجمه التاريخي وجغرافيته التي قال عنها (هارون الرشيد)وهو يخاطب غيمة اينما تذهبي يأتيني خراجك وهو في بغداد ؟واصبح الصديق والشقيق وحتى الصغير وابن البلد زورا طامعا فيه . ومع ذلك نقول ان العراق خسر الكثير وهذا لاجدال فيه ولكنه لم يخسر مزاياه وهي هي وهي التي حفظته ورعته من العاديات واذا كبى يوما فسرعان ما ينهض وهكذا هو حاله منذ القدم ولحد الان وعندما ينهض يقدم ادلته ونموذجه الذي يرتقي للعلياء قياسا بما حوله وبصيغ تعبيرية او معرفية قدلاتجد ما يماثلها .وحتى بعد سقوط الطاغية قدم للعالم ولجيرانه على وجه الخصوص وبالرغم من كبوته الطويلة والحصار المفروض عليه اثناء حكم الطاغية نموذجا جديدا وراقيا ويمكن ان نقول تجربة فريدة حسب المعايير العربية في السياسة والحكم وكيفية أدارة الدولة والمجتمع كما وكيفية التعامل مع المجتمع الدولي والهيئات الدولية .وبسبب هذا النموذج الجديد والغريب خاصة بالنسبة للجيران حصل له ما حصل ومن ذاتهم لاغيرهم وهم وبدلا من استعارة هذه التجربة او حتى الاستفادة ممافيها من ايجابيات وينبغي لهم خوض غمارها لانها مفيدة وتساعدهم على الالتحاق بركب العصر والتقدم لكي يأمنوا على الاقل مما يواجههم من تحديات او معوقات وهي طافية على سطوحهم ولايمكن لهم غير الاقرار بها ؟ولكنهم وللاسف طبعا اختاروا الاسوء من كل خياراتهم وستكلفهم مثلما كلفتنا

ونحن هنا لاننكر ان التجربة العراقية مكتملة وهي لازالت غضة وطرية ولربما يشوبها بعض النواقص وتحتاج شانها شأن كل تجربة جديدة الى مراجعة وتطوير ولكن وعلى ما يبدوا هنالك تصميما عراقيا على أنضاجها و انجاحها بالرغم مما يواجهم من ارهاب شرس وتحديات جسيمة اضافة الى بلد مدمر ومتهاوى ومع ذلك لازالواصامدين في هذه المواجهة وهم ماضون في ترجمة وتكريس تجربتهم وعبرذات البعبع الذي يرهب الجيران ويزعلهم منا وهو(الصندوق)ولولا التحديات المفروضة والحروب المتعددة الاشكال التي تمارسها دول الجوار وبقايا الصداميين والتكفيريين لكان العراق قد طوى صفحةالماضي بأسرع ما يكون بما فيها من دمار وتخلف وما لايعد من تراكمات الحقبة الصدامية التي هي الاخرى شملت دول الجوار بتداعياتهاولكنهم وياللاسف ولغايات غير نبيلة وشريفة يودون العودة لهاولنا ايضا وما مؤامراتهم التي لم تنقطع اصلا منذ سقوط الطاغية ولحد الان خير ما يدل ويعبر عن كيفية ما يفكرون بل ويضمرون . والغريب انهم يدعون انهم أخوة وأشقاء لنا ومايهمنا يهمهم ومصلحتهم تقتضي عراقا آمنا ومعافى والى غير ذلك من الشعارات ؟ أجل انهم يقولون ذلك ولكنهم يقطعون عنا الماء ويساوموننا عليه والكل يعرف ماذا يعني الماء بالنسبة للعراق ومنهم من تنطلق الفتاوي التي تدعوا الى قتلناوذبحنا كالخراف ويدفعون المليارات لكي يفرضوا علينا أفكارهم وخياراتهم وحتى عقائدهم الضالة وفيهم من يسرق أرضنا ومياهنا وفوق ذلك يطالبنا بالتعويضات ويفرض علينا ان نكون كما كنا زمن الطاغية محاصرون من كل جانب بلا سيــــادة او حصانة .

ومنهم من جعل بلاده مقرا وممرا لكل شذاذ العرب الذين يتقاطرون من الدول العربية لكي يتم اعدادهم وتأهيلهم ثم يدفعون بهم بأتجاهنا وهم بأشد حالات الحقد والبغض لنا لكي يفجروا ويقتلوا ويمارسوا ارهابا لانظير له في شوارعنا واسواقنا ومساجدنا وأحيائنا الامنة وحتى مقدساتنا نالها النسف والتدمير وما شابه . وعندما بلغ الســـيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر طلبنا منهم وبعد صبر قل نظيره كلفنا ما لايعد ويحصى من الدماء والخسائر الكف ومساعدتنا على الاقل وتسليمنا رؤوس الجريمة والارهاب يطالبوننا بأدلة وعندما نصر وبأدلة ايضا وكأننا لسنا من علمهم القانون والاصول وان بغداد عاصمتنا وبابل ونينوى ونمرود وسومر مدننا ومع ذلك يتهموننا بعدم الاخلاقية وكأنهم هم يعرفون الاخلاق ؟أذن هكذا هم دول الجوار وهكذا يتعاملون معنا فمصائبنا فوائد لهم وفوائدهم في استمرارها وهم فخورين بها ويصرون على مواصلة هذا الدور دون وازع او رادع او حتى الالتفات الى ما بيننا من روابط ووشائج دينية اودنيوية او انسانية على الاقل

وأخيرا نقول ونذكر ان العراق وما عنده من خصائص ومميزات لابد ان ينهض وهو ديدنه المعروف فأن لم يكن اليوم فغدا وعندما ينهض يعرف الجيران من هو العراق وساعتها نقول وبفخر هذه مزايانا(وغدا لناظره قريب)

عبد الرزاق الكاظمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حیدر
2009-09-12
بسم الله الرحمن الرحیم مقال اکثر من رائع وهو عین الصواب -شکرا للکاتب وشکرا لوکاله براثا لنشر المقال ولسیاستها الجدیده لنشر کل المقالات الوطنية بدون ملاحظة الجيران
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك