بقلم : سامي جواد كاظم
كلهم قالوها لولا علي لهلكوا وما من معضلة الا ولها ابا الحسن ولا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابا الحسن كل هذه الشهادات لها ابعاد ودلالات فكرية تظهر علو منزلة علي (ع) ودنو منزلة الاخر ، فالهلاك الذي تحدثوا عنه ليس الهلاك الدنيوي بل الاخروي وهل تصدي امير المؤمنين عليه السلام للمسائل التي تقودهم للهلاك يعني انهم اصبحوا بمنأى عن الهلاك الاخروي ؟ لنتابع ابعاد لولا علي هذه العبارة تدل على ان هنالك تلازم عكسي بين وجود علي عليه السلام والهلاك فوجوده انعدام الهلاك وغيابه يعني الهلاك هنا لنسال كم من مرة قالوها فان قيل مرة واحدة او مرتان اذن بقية المسائل التي اعترضتهم واجابوا عنها من غير مشورة علي (ع) قادتهم الى الهلاك الذي يخشونه ، واما اذا ان علي (ع) كان حاضرا او انهم جاءوه في حل ما يعترضهم من مسائل تجنبا للهلاك فهذا يعني ان الامام علي عليه السلام هو المستحق للخلافة بدليل رجوع الخلفاء اليه .
اذن ماذا تعني الخلافة بالنسبة لهم اذا كانوا لا يقدرون على العدالة ؟ هنا نقف عند عدة احتمالات اما للتسلط على رقاب الناس وقيادتهم باتجاه افكار معينة فان كانت ايجابية فعلي اولى بها بدليل الرجوع اليه في عجزهم عن تحقيق العدالة واذا كان التسلط لاجل افكار سلبية فهنا ادانة واضحة بحياكة مؤامرة وهدم ما بناه الرسول صلى الله عليه واله .وان قيل التسلط هو لسلب بيت المال والعيش ببحبوحة من الرخاء فالتاريخ يذكر ان الاول والثاني لم يظهر عليهم البذخ بالمال بالرغم من ان الخليفة الثاني مات وبذمته 80 الف درهم من بيت المال ولكن المهم انه كان زاهد حسب مصادر التاريخ اما الثالث فعكسهما حيث لعب بالمال والخلافة كما قال عمه تلاقفوها يا بني امية كما يتلاقف الصبيان الكرة ويشهدون ابناء عمه وقومه انه كان ثري اذن ماهي دواعي الخلافة اذا كان الرجوع الى علي في كثير ما يعترضه من مسائل خلافية ؟.
وقد يكون لاهذا ولا ذاك بل امران اما اعترافهما مجرد لقلقة لسان يستخدمها كثيرا سياسي اليوم في الثناء على اعدائهم للمراوغة بل ان معاوية بكى على علي عليه السلام عندما علم بمقتله وقال قتل الدين والفقه معه هذا امر والامر الثاني حيث كثيرا ما تعترض الائمة الاطهار عليهم السلام مواقف فاصلة بينهم وبين مناوئيهم فاذا بهم يقرون بافضلية الائمة عليهم السلام ، والامران شهادة لعلو منزلة الامام علي (ع) . مسالة لها علاقة بالقانون القضائي الدولي العام بل وحتى بعض الدول الاسلامية هذه المسالة تعد من روائع علي عليه السلام وليس من غرائب الاحكام ، ففي بحار الانوار امر الخليفة الثاني برجم رجل يماني محصن فجر بالمدينة فقال امير المؤمنين (ع) لايجب عليه الرجم لانه غائب عن اهله واهله في بلد اخر انما يجب عليه الحد فقال الخليفة الثاني لا ابقاني الله لمعضلة لم يكن لها ابو الحسن .
هنا العلاقة بين هذه المسالة والقانون الدولي هو ان اغلب الدول تقتص من الجاني بالاعدام من غير ان يعلم به ذويه وكم من بلد استلم جثث مواطنيه بعد تنفيذ القتل بحقهم في بلدان اخرى ، خذوا مثلا العراقيين المعتقلين في سجون ال سعود حيث محاكمهم الظالمة وقطع الرؤوس من غير العودة لاهلهم في العراق ، وسجون امريكا تعج بالمسلمين الذين يختفي اثرهم ويجهل مصيرهم ويبحث عنهم ذويهم ماذا تقول العلمانية عن هذه الحالة ؟وامراة حامل اقرت بالفجور فامر الخليفة الثاني برجمها فمنعهم علي عليه السلام قائلا ان كان لكم حق عليها فلا حق على جنينها ومن ثم ـ هنا تاملوا جيدا في هذه العبارة لامير المؤمنين عليه السلام ـ ومن ثم فلعلك انتهرتها او اخفتها فقال نعم قد كان ذلك ، قال عليه السلام او ما سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لاحد لمعترف بعد بلاء انه من قيدت او حبست او تهددت فلا اقرار له ؟ ومن ثم قال الثاني العبارة الموعودة لولا علي .....
هنا لا يؤخذ اقرار من كان في السجن خوفا من الضغوط والتهديد في السجن ، بالله عليكم كيف يتم اقرار المساجين في سجون الطواغيت كافة بل في سجون كل حكام العالم بدون استثناء ؟ ، اتذكر عندما سقط الطاغية في العراق وبدأ السلب والنهب وشاهدت بام عيني اناس يحملون اجهزة لا يعرفون ماهي من الشعبة الخامسة في الكاظمية وبعد الاستقرار ارادوا ان يبيعوها فلا يعلمون كيف تستخدم وما هي فوائدها فاتضح انها اجهزة لتعذيب المساجين منها لقلع الاظافير او الصعق الكهربائي بل الافجع هنالك اله تسمى ثرامة حيث تثرم جسد المسجون قطعة قطعة ، نعم ان علي عليه السلام يعلم ويشاهد ويتالم فكيف سيشفع لهؤلاء في يوم القيامة ، هؤلاء لا شفاعة لهم ابدأ .
https://telegram.me/buratha