الشيخ خالد عبد الوهاب الملا
قتل النفس بغير حق جريمة كبيرة حرمها الإسلام ومن قبل حرمتها جميع الأديان السماوية ومن هنا قال تعالى ) وأنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا( وهنا لابد أن نقف عند سياق الآية الكريمة فقد قال تعالى وانه من قتل نفسا لم يقل مسلما أو مؤمنا أو مصلحا وإنما ذكرت الآية توضيحا كاملا فقالت نفسا يعني أي نفس فقد حرم الله قتلها ليبين لنا القران الكريم عظمة حفظ النفس ووجوب الحفاظ عليها وعودة إلى عنوان مقالتي الذي سألته وكتبته وأنا انظر واسمع عن قتل يومي للشرطة العراقية فأسل نفسي لماذا يقتل الشرطة ومن يقتلهم!!!
فالشرطة العراقية هي واحدة من ضحايا الإرهاب والذين يقتلون يوميا بلا رحمة ولا إنسانية ويستهدفون الشرطة العراقية وهي التي قدمت الكثير الكثير من منتسبيها قرابين لله تعالى وللوطن العزيز وهم يؤدون عملهم في خدمة الشعب فالشرطة العراقية هي المكون الأمني العراقي الهام الذي يحاول أن يفرض الأمن والاستقرار في ربوع وطننا الغالي والشرطة العراقية هي التي ظلمت كثيرا حينما تقمص المجرمون لباسهم وقتلوا أبناء شعبنا العراقي بزيهم وكان الضحية من كل المكونات والأطياف ولربما آخر ذلك التقمص حين دخل ذلك الإرهابي الجبان وفجر نفسه الخبيثة بمجموعة من المصلين والحراس في حسينية السيد عبد الكريم المدني في بعقوبة وهو يرتدي ملابس الشرطة وأذن لم تقتُل الشرطة نفسها ولكن لبس ملابس الشرطة ودخل إلى الحسينية وهكذا كانوا يفعلون حينما يذهبون إلى الأبرياء لقتلهم
وبالتالي عيب علينا أن نصمت أمام هذه الجرائم البشعة ونحن نسمع في كل يوم بقتل مجموعة من الشرطة أو قتل مجموعة عند حاجز كما حدث في الرمادي قبل أيام والسؤال الذي يطرح نفسه ألم يكونوا عراقيين ومن بني جلدتنا الم يكن لهم أهل وعوائل وزيجات وأبناء وآباء وأمهات ينتظرونهم ليعودوا سالمين إلى بيوتهم فأنا وفي هذا اليوم أريد أن اصرخ صرخة مدوية في عالم الغفلة والضياع والنسيان لكي أقول من لهؤلاء الشرطة العراقيين الذين يقتلون في كل يوم حتى أصبح خبر قتلهم شيء طبيعي!!! نعم يقتل هؤلاء مع سبق الإرصاد والترصد والتخطيط الخبيث من قبل المجاميع المجرمة بحجة إنهم عملاء لدى الحكومة العراقية والله شيء مضحك مبكي هذا الأمر عملاء!!!! لأنهم يحمون بلدهم في برد الشتاء وحر الصيف عملاء!!! لأنهم يسهرون على امن المواطن وسلامته عملاء!! لأنهم يقدمون أرواحهم لأجل بلدهم وأرضهم وأذن ماذا نسمي من هرب وألقى السلاح وترك البلاد لمن هب ودب ولم يصمد أمام ضربات من جاء بهم وماذا نسمي من وضع يده بأيد الارهابين وسهل دخول الانتحاريين ليقتلوا العراقيين بالجملة والمفرد يكفينا نرقص على جراح شعبنا ومصائبه وعلينا أن نجتهد جميعا لكي نخلص البلد من هذه الزمر الضالة والأفكار السيئة التي فرضت عليه وهذا واجب الجميع لكي نصطف بجهود موحدة ونرتقي بإحساس حقيقي ونحن نتحدث عن أبناء شعبنا فرحم الله شهدائنا الذين بذلوا مهجهم لأجل العراق ولكن من باب الوفاء لهذه الشريحة لابد أن نذكر بقضيتهم ونتحدث عن مصابهم ونكشف قتلتهم الذين يستهدفونهم من القاعدة وحلفائهم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب
https://telegram.me/buratha