عصام عبد الحسين
لعبة الفار والقط التي يلعبها العرب ضد العراق بدات تتكشف معالمها وخيوطها يوما بعد اخر ..واذا كانت البلاد اليوم تعاني من ازمات متفاقمة تبدا بالارهاب ولا تنتهي بالفساد والسياسة فان حقنا في الاقتصاص من الاخوة الاعداء تكفله الاخلاق والقوانين .. شيئا فشيئا تتكشف خيوط اللعبة وتتضح تفاصيل المؤامرة العربية ضد العراق والتي عرفناها حتى قبل السقوط بل منذ ان كان العرب يقبلون سيف صدام وقد اصطبغ من دمائنا ويصمون اذانهم عن اي صوت ونداء للضمير الذي يستصرخ فيهم حمية العروبة ونخوتها ..
فبعد ان طالب الدكتور عادل عبد المهدي بضرورة تدويل ملف الارهاب في العراق وانشاء محكمة خاصة برعاية الامم المتحدة لتجريم المحرضين على الارهاب والحاضين على الفتنة والداعمين لها والذين يوفرون الزيت والنار لاحراق البيت العراقي ..وبعد تفجيرات الاربعاء التي كشفت عن ضلوع البعث في القضية بدا واضحا اضطراب واضح في الصف العربي وتغيير ملحوظ في سياسته تجاه القضية العراقية التي كثيرا ما استهان بها وتفهها ولم يعر لها اذانا صاغية وكان العراقيين الذين تقتلهم سيارات الاشقاء وتذبحهم مداهم لا يستحقون الحياة في العرف العربي..فالتحرك العربي على صعيد تطويق الازمة مع سوريا كان نشطا جدا بل اكثر من اي وقت مضى ولم يسجل العرب مثل هذا التعاطي مع القضية العراقية منذ عام الفين وثلاثة وربما قبله ..لقد انتحب العرب وتفاعلوا وتباكو حين انهارت احجار جبل المقطم قضاءا وقدرا لتقتل بعض ساكني البيوت العشوائية ولم تحرك ضمائرهم او تستدر دموعهم الاف المجازر في طول العراق وعرضه ..ففيم هذا الحراك اليوم ؟لاشك ان الجميع يخشى ان يصيب اطراف ثوبه شرر التديل لقضية الارهاب في البلاد ..ولا ريب ان الجميع بدءا من مصر وليس انتهاءا باليمن يعرف كما يعرف غيره من العرب انه متورط في قتل العراقيين سواءا بالمال او السلاح او اطلاق الفتاوى او احتضان البعث او تصدير الانتحاريين او فكر التكفير الى العراق ..الكل متهم في حفلة الدم العراقي والجميع يبحث عن مهرب من ورطة الوقوع في جريرة قتلنا ...مصر بذلت جهود خرافية لرأب الصدع بين العراق وسوريا تارة عن طريق وزير خارجيتها واخرى عن طريق عمرو موسى وجامعة الدول العربية التي لم تحاول طيلة الاعوام السابقة المساهمة في حل اي مشكلة للعراق مع العرب سواء مشاكل الديون العالقة او فتاوى التكفير او مجرمي الفساد المالي او البعثيين او مؤتمرات الارهاب تحت شعار المقاومة او حتى التمثيل الديبلوماسي لهذا الطرف او ذاك في العراق ..
بل ان مصر نفسها متهمة باحتضان قيادات بعثية وعسكرية كبيرة وعلى مستوى مرموق علاوة على ان اغلب القيادات في تنظيم القاعدة في العراق هم من المصريين الذين سيطروا على التنظيم بعد مقتل الزرقاوي الاردني.. واذا رجعنا الى شبه الجزيرة العربية وبالاخص اليمن تدهشنا تلك التصريحات الطنانة التي يكيلها اليمنيون الذين ثبت تورط احمرهم عبد الله في تجنيد الشبكات الارهابية بتمويل سعودي وارسالها الى العراق .. فقيادة اليمن فكرت بسرعة انها تستطيع ان تتصنع ضربة اعلامية وقائية وتتهم العراق بدعم الحوثيين حتى ننصرف للدفاع عن انفسنا ونترك التفكير في اتهام اليمن او فتح ملفات البعث فيها خاصة انها تحتضن الجناح الثاني بقيادة عزت الدوري .. يتضح جليا من كل ذلك ان التحرك العربي جاء ردا على الاجراء العراقي بتدويل الارهاب والذي يفترض ان يوسع عنوانه ولا يتقصر على سوريا بل يشتمل على جميع المتورطين والمحرضين من انظمة وحكام ومؤسسات وشخصيات ومشايخ ..
https://telegram.me/buratha