بقلم:فائز التميمي
في محاولة لإكتشاف مصداقية السيد سامي العسكري فيما يقوله في محاولة لفهم الأسباب التي تدعو الرجل الى التصريحات النارية فهل هي عقدة مستحكمة فيه منـذ الصغر في محاولته إثبات الـذات أم إن الرجل مخلص فعلاً ولا يبحث إلا عن مصلحة البلاد والعباد. أما أنه يبحث عن مصلحة البلاد والعباد فهـذا غير صحيح والدليل أن ما حصل في وزارة التجارة والإستجوابات ونتائجها لم أجد ولو كلمة واحدة من قبله في مسألة فساد أخلاقي ومالي واضح للعيان لم يستطع أحد الدفاع عنه مع ذلك ظل الرجل صامتاً كأبو الهول . إذن هو إنتقائي وفق ما يعجبه مزاجه.
وتعالوا الى موقفه من الإئتلاف العراقي الوطني فهو ليس فقط يبين وجهات الإختلاف بل يطعن فيمن هم في الإئتلاف . ففي تصريح له نشرته القوى الثالثة: في 18.8.2009م يقول نصاً: الخلاف الجوهري الحقيقي هو طبيعة هـذا الإئتلاف هل هو إئتلاف وطني حقيقي أم إئتلاف شيعي بلون وطني .إنتهى. ثم يقول التقرير: ودعا العسكري المالكي الى عدم المجازفة بشعبية حزبه مضيفاً: أن المالكي سيدفع ثمناً لإشتراكه في قائمة واحدة مع أطراف قال عنها العسكري إنّ سمعتها سيئة في الشارع العراقي نافياً أن يكون الخلاف على منصب رئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة. إنتهى.ولم أعجب إلا من سفسطته: وطني حقيقي أم شيعي بلون وطني" فسروا لي يا علماء العربية ويا علماء الفلسفة ويا علماء السياسة أنا العبد الفقير في الشارع العراقي مهموم بمعيشتي ماذا يقصد بهـذه العبارات!! هل لدى النائب العراقي جهاز متطور ليعرف هـذا وطني وهـذا بلون وطني.!! وهب يا سيدي أنه مصطلح خاص به فكيف سيعرف الوطني من أو من هو بلون وطني!! أما إذا إعتمد على الشعارات والكلام فالكل يدعي الوطنية ليل نهار وأولهم البعثيين الصداميين . قد أكون ظالماً للسيد العسكري ولكن من مخالطتي لمن هم في مثل نسجه فهو ممن يؤمن: أنت معي وإلا فأنت عدوي. أنت معي فأنت وطني وإلا فأنت غير وطني!! أنت معي فأنت تملك الحقيقة وتمثلها وإلا فأنت الباطل . إذن - والله أعلم- الوطني في نظره هو من يرضى عنه العسكري والغير وطني هو من لا يرضى عنه.
بقى أمر إن العسكري (والعهدة على المصدر) يحرض السيد المالكي ويحـذره من مغبة المشاركة في الإئتلاف والمجازفة بشعبية حزبه لأن هنالك أطراف سمعتها سيئة في الشارع العراقي!! بالله عليكم هل رأيتم الشارع العراقي متفق على جهة معينة ويزكيها مئة بالمئة!! وهل أجرى إستفتاء أو تجول في بغداد أو في مدن العراق الأخرى ليستطلع الآراء. وهولاء السيئون هل كان العسكري يعرفهم قبل أن ينتسب الى الإئتلاف السابق الـذي جاء به نائباً أم أولئك الـذين أوصلوك الى البرلمان في إنتخابات 2004م أم إنهم كانوا جيدون ثم صاروا سيئين!!.
ولو كان العمل نافعاً وفيه فائدة ترجى لجمعت أقواله وتصريحاته تحت عنوان: سفسطات النائب العسكري!!.. بقى هنالك قصة عن رجل باع عصفور مصبوغ وهو يحلف أنهُ بلبل وسيغرد قريباً وجاء به الى البيت فما أن نزل المطر حتى إنكشف الأمر وزالت الألوان عن عصفور هزيل لا يقوى على الطيران ولا يغرد ولا هم يحزنون!!. وسيأتي اليوم الـذي نعرف فيه هل أن النائب البرلماني هـذا بلبل حقيقي أم عصفور بلون البلبل!!.وهل هو من الدعوة أم هو بلون الدعوة!! وهل هو مستشار أم هو بلون المستشار!! لم يطول الأمر فالرجل لا يتحمل ولا يعيش إلا في أجواء الإنشقاق فإنتظروا العاصفة قادمة لا محال!!.
https://telegram.me/buratha