بقلم: سامي جواد كاظم
والله احتار قلمي وانشده عقلي عن أي جانب او حديث او رواية اكتب عن سيد البلغاء ام اقول سيد الاتقياء ام اقول فحل الفحول ام اقول قسيم الجنة والنار وام وام وكم ام تكفي لعد خصال الامام عليه السلام ؟ ولكني دائما احب التطرق الى جوانب احاول ان استكشفها واستشفها من حياة الائمة الاطهار عليهم السلام جديدة على مسامعكم وعيونكم .وحقيقة اعجب من عنوان كتاب يقول غرائب احكام الامام علي عليه السلام والحقيقة هي ليست بالغريبة فانا اراها طبيعية جدا عندما يكون مصدرها امير المؤمنين عليه السلام لانه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والمتتبع لسيرته لا يستغرب احكامه وان قيل انها غريبة هو لقصر معرفتنا بالحق ولان علي عليه السلام الحق يتبعه لا علي يتبع الحق ( علي مع الحق اينما دار يدور الحق معه ) فكل من يعتقد غرابة الاحكام هو لديه قصر في الافهام بحق الامام وان كنا نبرر العنوان بانه استخدام مجازي .
العلاقة بين امير المؤمنين عليه السلام وابن عمه واخيه وجد اولاده حبيب الله سيد الخلق ابي القاسم محمد (ص) علاقة لا يمكن ان تحتويها العبارات والجمل بل هي علاقة ايحائية فقبل ان ينطق الرسول يعلم الامام ماذا يريد انقل لكم ثلاث روايات تفي المطلب لاثبات العلاقة الروحية بينهم .
الرواية الاولى هي رواية اية المباهلة ( تعالوا ندعوا ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم .....) هنا انفسنا وانفسكم اجمعوا كل المفسرين سنة وشيعة محبين وناصبيين محايدين ومنصفين قصد منها ان علي هو نفس محمد عليهم افضل الصلاة والسلام ولهذا لا يستحق بحث هذا المطلب بل ولم يتمكن المحرفون من تحريف المعنى لغيره .الرواية الثانية هي حادثة المؤاخاة والكل يذكرها فعندما اخا رسول الله بين المسلمين بقي علي عليه السلام من غير مؤاخاة مع احد فقال لرسول الله وانا اخ من فقال له الحبيب المصطفى (ص) انت اخي ضممتك لي هذه المؤاخاة على الرغم من تحريف كثير من فضائل علي عليه السلام لغيره لكنهم ما استطاعوا ان يقولوا ان محمد (ص) اخا فلان معه غير علي (ع) ما جرأ على ذلك حتى الحاقدون . بعيدا عن روايات رسول الله (ص ) التي تثبت انه خلق من نور واحدة مع علي (ع ) تعالوا لنتمعن في هذه الرواية الثالثة حتى نعلم الارتباط الروحي بينهم .
الرواية تقول بينما كان رسول الله (ص) سائرا وسط المدينة على بغلته فاذا باعرابي يعترضه ويعته من ثوبه ويكلمه بغضب قائلا اعدل يا محمد ـ لاحظوا الصلافة في اعتراض رسول الله (ص) خير البشر وقائد الامة وحاكمها وحكيمها ولاحظوا المجتمع الجاهلي الذي استطاع رسول الله ان ينهض به ـ هنا التفت النبي محمد (ص) الى علي عليه السلام وقال له يا علي اقطع لسانه ، اعرابي تجاوز بلسانه على رسول الله متهما اياه بعدم العدالة وقال رسول الله يا علي اقطع لسانه ماذا يفهم من هذا الامر ؟ واقتاد امير المؤمنين عليه السلام الاعرابي وهو يرتجف ظانا انه سيقطع لسانه فاخذه الى بيت المال وقال له الامير خذ حتى تكتفي وتكف لسانك عن رسول الله ، فبهت الاعرابي وقال ما ظننت هذا .
المهم هنا كيف علم الامام علي عليه السلام قصد الرسول (ص) من ان قطع اللسان هو منحه المال ؟ هذه العلاقة بينهم لا يمكن لاحد ان يفهمها الا من نص الاله على طهارتهم من الرجس ، والا التفكير البعيد عند الامام علي عليه السلام ان قول الاعرابي لا يستحق قطع اللسان وان الرسول هو رسول الرحمة فالذي آذاه اكثر من هذا الاعرابي قال عنه من دخل بيت ابي سفيان فهو آمن بسكون النون وليس أمنَ بفتح النون فالآمن هو حقنا لدمائه أي الامان وليس الايمان فكل ما تعرض رسول الله له من اذية قريش ما اقتص منهم وعليه هل يقتص من اعرابي جاهل ؟ ومن هنا فالامام علي عليه السلام له ملكة إلهية تجعله يفهم مراد رسول الله (ص) اذا ما اراد امرا ما .الامر الجانبي في هذه الرواية والذي يعد ارتكاز لنا في تجنب كلام السفهاء هو الاغداق عليهم بالمال وفعلا تجنبا لسفاهاتهم ولو لم يعطي النبي محمد (ص) هذا الاعرابي المال لشهر وافترى على رسول الله (ص) وهذا يذكرني برواية للحسين عليه السلام عندما اعطى مالا لشاعر هجّاء أي يهجو فقيل له يابن رسول الله ان هذا شاعر فاسق قال نعم اعلم انا منحته المال لنكف به لسانه عنا.
وهذه التربية حاضرة لدى كل الائمة عليهم السلام مثلا لكم ما حدث للامام الصادق عليه السلام وهو جالس في مسجد المدينة حيث دخل اعرابي وتوجه الى الامام (ع) وهو يحاكيه بغضب اين مالي الذي استدنته مني فقال له الامام انا استدنت منك مال ؟ قال نعم وبدأ صوته يعلو فقال له الامام طيب كم هو مالك قال مئة درهم قال عليه السلام تعال معي الى البيت حتى اعطيك مالك وفعلا اعطاه المال وفي اليوم الثاني جاء نفس الرجل الى المسجد فوجد الرجل الذي استدان منه المال جالس ينتظره حسب موعده لان فيه شبه مع الامام الصادق (ع) فنهض اليه واعطاه المال واعتذر منه لانه بالامس لم يستطع الحضور هنا بهت هذا الرجل وقال سائلا من اعطاه المال ومن ذاك الرجل الذي يشبهك اجابه انه الامام الصادق عليه السلام ابن رسول الله فاقبل نحوه وهو يعتذر من الامام لما بدر منه بالامس والامام يقول له لا عليك فقال له اسالك يا مولاي اذا لم تكن انت من استدنت مني لم منحتني المال قال عليه السلام لاشتري كرامتي خوفي من ان يعلو صوتك ويتجمهر الناس حولنا وبينهم الجاهل الذي لايعلم بالامر فينقل الحدث ويقول جعفر ابن محمد انكر حق في ذمته . السلام على امير المؤمنين يوم ولد ويوم اغتصب حقه ويوم جرح ويوم استشهد ويوم يحيى .
https://telegram.me/buratha